عالم الإجراءات الجماعية معقد بطبيعته ويتطلب توضيحات قضائية مستمرة لضمان اليقين القانوني والتطبيق الصحيح للقواعد. من بين هذه، تمثل اتفاقية التسوية الوقائية أداة حاسمة لإدارة أزمة الشركات. يندرج الأمر القضائي لمحكمة النقض رقم 17326 بتاريخ 27 يونيو 2025، المتعلق بالنزاع بين س. س. و ز. ب.، في هذا السياق، مقدماً تفسيراً أساسياً للأهلية الإجرائية للمقاول في اتفاقية التسوية الوقائية مع التنازل عن الأصول ودور المصفي القضائي.
اتفاقية التسوية الوقائية هي إجراء جماعي يسمح لشركة في حالة أزمة أو إعسار بتجنب الإفلاس، من خلال اقتراح اتفاقية لإعادة هيكلة الديون على دائنيها. إحدى الطرق المنصوص عليها هي "التنازل عن الأصول للدائنين"، حيث يلتزم المقاول بالتنازل عن جميع أصوله أو جزء منها لتصفيتها وإرضاء الدائنين. على عكس الإفلاس، لا تتضمن اتفاقية التسوية الوقائية "نزع حيازة" المقاول، الذي يحتفظ بإدارة أصوله وإدارتها، وإن كان تحت إشراف هيئات الإجراء. هذا التمييز حاسم وهو أساس قرار محكمة النقض.
تتعلق المسألة المركزية التي تناولها الأمر القضائي رقم 17326/2025 بضرورة أو عدم ضرورة إدماج الخصومة ضد المصفي القضائي عندما يتم التصديق على اتفاقية التسوية الوقائية مع التنازل عن الأصول خلال دعوى استئناف تشمل المدين. بعبارة أخرى: هل يجب على المصفي المشاركة إلزامياً في جميع القضايا التي تشمل الشركة في اتفاقية التسوية؟
كانت محكمة استئناف روما قد رفضت طلباً سابقاً، وأكدت محكمة النقض، مؤكدةً اتجاهاً راسخاً، مبادئ أساسية في هذا الشأن. لنرى الملخص كاملاً:
إن التصديق على اتفاقية التسوية الوقائية مع التنازل عن الأصول للدائنين، والذي تم خلال دعوى استئناف ضد المدين، يستبعد ضرورة إدماج الخصومة ضد المصفي القضائي، الذي يمتلك الأهلية الإجرائية فقط في النزاعات المتعلقة بالمسائل التصفوية والتوزيعية، ولكن ليس في تلك المتعلقة بإثبات أسباب الدين وسداد الديون ذات الصلة، حتى لو كانت مؤثرة على التوزيع الذي يلي عمليات التصفية، والتي لا يمكن فيها تصور أي خصومة إلزامية لأن الوصول إلى إجراء التسوية الجماعية المذكور لا يؤدي إلى نزع حيازة المقاول وفقدان أهليته للمثول أمام المحكمة.
هذا الملخص ذو طبيعة توضيحية. تؤكد محكمة النقض أن المقاول في اتفاقية التسوية الوقائية، حتى بعد التصديق والتنازل عن الأصول، لا يفقد أهليته للمثول أمام المحكمة. في الواقع، لا يصبح المصفي القضائي "بديلاً إجرائياً" عاماً للمقاول. تقتصر أهليته على النزاعات التي تتعلق تحديداً بـ "المسائل التصفوية والتوزيعية"، أي تلك المتعلقة ببيع الأصول المتنازل عنها والتوزيع اللاحق للعائدات بين الدائنين. على العكس من ذلك، بالنسبة للنزاعات التي تهدف إلى إثبات الديون أو سدادها - حتى لو كان لهذه الديون تأثير غير مباشر على التوزيع النهائي - يحتفظ المقاول بكامل أهليته الإجرائية. في هذه الحالات، لا يتم تصور أي خصومة إلزامية وفقاً للمادة 102 من قانون الإجراءات المدنية.
يستند هذا المبدأ إلى طبيعة اتفاقية التسوية الوقائية نفسها، والتي، كما ذكرنا، لا تؤدي إلى نزع حيازة المدين، على عكس ما يحدث في الإفلاس. لا ينص التشريع المرجعي (المادتان 182 و 185 من المرسوم الملكي رقم 267/1942، قانون الإفلاس القديم، الذي لا يزال قابلاً للتطبيق على الإجراءات التي بدأت قبل دخول قانون أزمة الشركات والإعسار حيز التنفيذ) على فقدان الأهلية الإجرائية للمقاول في اتفاقية التسوية.
تترتب على هذا القرار آثار متعددة:
يقدم الأمر القضائي رقم 17326/2025 لمحكمة النقض بوصلة مهمة لمهنيي القانون والشركات والدائنين المشاركين في إجراءات اتفاقية التسوية الوقائية مع التنازل عن الأصول. من خلال التأكيد على استمرارية الأهلية الإجرائية للمقاول وتحديد دور المصفي القضائي بوضوح، تساهم المحكمة العليا في رسم إطار قانوني أكثر وضوحاً وقابلية للتنبؤ. هذا القرار ضروري لفهم الديناميكيات الإجرائية في أزمات الشركات، مما يضمن سير الإجراءات بكفاءة أكبر وفي احترام حقوق جميع الأطراف المعنية، دون أعباء إجرائية غير ضرورية.