غزو الأراضي: محكمة النقض وتعزيز الحيازة التعسفية (الحكم رقم 22653/2025)

يقدم الحكم الأخير رقم 22653 الصادر في 5 يونيو 2025 عن محكمة النقض، والذي تم إيداعه في 17 يونيو 2025، توضيحًا حاسمًا بشأن الجرائم ضد الممتلكات، وتحديدًا غزو الأراضي أو المباني. يعيد هذا القرار تحديد حدود الحيازة التعسفية، ويحدد متى يمكن أن يشكل البقاء في عقار مشغول، حتى لو كان موروثًا، جريمة جنائية جديدة ومستقلة. موضوع ذو أهمية كبيرة للمالكين والمحتلين، ويستحق تحليلًا معمقًا لفهم آثاره العملية والقانونية.

القضية قيد النظر: من الكوخ الموروث إلى تفاقم المخالفة

شملت القضية المتهم ب. د. د.، المتهم بغزو الأراضي. كان ب. د. د. قد تولى حيازة كوخ، كان يشغله في الأصل قريب له بشكل تعسفي، بعد أن ورثه. ومع ذلك، لم يقتصر سلوكه على مجرد البقاء: قام المتهم بأعمال لتدعيم وتشطيب الهيكل وقام بتوسيع الاحتلال الأصلي بسياج. قامت محكمة النقض، برئاسة القاضي د. أ. س.، بإلغاء جزئي مع الإحالة لقرار محكمة استئناف روما، مشيرة إلى الحاجة إلى تقييم جديد في ضوء المبادئ المعبر عنها.

مبدأ محكمة النقض: التدخل النشط كجريمة مستقلة

المبدأ الأساسي للحكم معبر عنه بوضوح في المبدأ التالي:

يشكل جريمة مستقلة لغزو الأراضي أو المباني، بالإضافة إلى تلك التي ارتكبت في الأصل، سلوك من يتولى حيازة عقار بشكل تعسفي، ولا يقتصر على قبوله، بل ينشط فيه، وينفذ أعمالًا تؤدي إلى تعزيز أو تدعيم أو توسيع إضافي للوضع الفعلي الذي تركه السلف. (حالة المتهم الذي، بعد أن ورث كوخًا من قريب له، قام بتدعيمه وتشطيبه بأعمال بناء مختلفة وقام بتوسيع الاحتلال من خلال سياج يحدد المنطقة).

هذا المبدأ ذو أهمية أساسية. تحدد محكمة النقض، بالإشارة إلى المادة 633 من القانون الجنائي، أن جريمة الغزو لا تنتهي بالاحتلال الأولي. إذا قام شخص، حتى عند توليه حيازة تعسفية بالفعل، بالتدخل بنشاط في العقار بأعمال تعزيز أو تدعيم أو توسيع، فإن سلوكه يشكل جريمة مستقلة. في حالة ب. د. د.، اعتبرت أعمال تدعيم وتشطيب الكوخ، بالإضافة إلى التوسيع عن طريق السياج، مظاهر لهذا "النشاط" الذي يحول وضع مجرد البقاء إلى عمل إجرامي متميز. هذا المبدأ حاسم للمسؤولية الجنائية في سياقات الاحتلال التعسفي.

الآثار القانونية والمراجع التنظيمية

يقع الحكم ضمن نطاق المادة 633 من القانون الجنائي، التي تعاقب على الغزو التعسفي لأراضي أو مباني الغير. تكمن الجدة في التفسير الديناميكي لمفهوم "الغزو"، الذي يمكن "تجديده" بسلوكيات لاحقة. يتناقض هذا المنظور مع الحالات التي تؤدي فيها التدخلات الهامة في عقار مشغول بشكل تعسفي إلى استمرار أو تفاقم المخالفة. غالبًا ما ناقشت السوابق القضائية حدود هذه الجريمة، ويقدم هذا الحكم توجيهًا واضحًا. التمييز أساسي:

  • المادة 633 من القانون الجنائي تحمي الممتلكات والاستمتاع بالعقارات.
  • التدخل النشط (التدعيم، التوسيع) هو العنصر الحاسم لتشكيل الجريمة المستقلة.

هذا المبدأ يردع أولئك الذين يتولون احتلالات تعسفية من تنفيذ أعمال قد تساهم في استقرار أو توسيع المخالفة، مما يدفعهم إلى تسوية وضعهم أو إنهاء الاحتلال.

الخلاصة: تحذير لاحترام الملكية

الحكم رقم 22653/2025 لمحكمة النقض هو نقطة ثابتة في مكافحة الاحتلال التعسفي. يوضح أن الخلافة في حيازة غير مشروعة لا تعفي من المسؤولية الجنائية إذا تدخل المحتل الجديد بنشاط في العقار، بتعديله أو توسيعه. يعزز هذا القرار حماية حق الملكية ويوفر أداة أكثر دقة لتحديد وملاحقة السلوكيات غير المشروعة. بالنسبة لأي شخص يجد نفسه يتعامل مع حالات حيازة أو احتلال عقارات، من الضروري فهم نطاق هذا الحكم، الذي يفرض مزيدًا من الحذر والوعي بأفعاله. القانون لا يسمح بالتقاعس عندما يتم استمرار أو تفاقم المخالفة بنشاط.

مكتب المحاماة بيانوتشي