دليل القيادة تحت تأثير الكحول: سحب الدم العلاجي وحق الدفاع في الحكم رقم 20376/2025

تمثل القيادة تحت تأثير الكحول إحدى أخطر المخالفات لقانون المرور، مع عواقب جنائية وخيمة على من يتم ضبطهم يقودون تحت تأثير الكحول. غالبًا ما تتم فحوصات الكحول في سياقات حساسة، مثل تلك التي تلي حوادث المرور التي تتطلب دخول المستشفى. في هذه المواقف، يطرح سؤال حاسم نفسه تلقائيًا: متى يمكن استخدام سحب الدم، الذي يتم لأسباب طبية، كدليل في المحاكمة الجنائية لقيادة تحت تأثير الكحول، وما هي ضمانات الدفاع التي يحق للسائق الحصول عليها؟ توضح محكمة النقض هذا الموضوع ذي الأهمية القانونية والعملية الكبيرة من خلال الحكم رقم 20376 لعام 2025، الذي تم إيداعه في 3 يونيو 2025.

السياق التنظيمي ومسألة الفحوصات

تنص المادة 186 من قانون المرور على معاقبة القيادة تحت تأثير الكحول، مع تحديد حالات مختلفة حسب مستوى الكحول المكتشف. تنظم القاعدة أيضًا طرق الفحص، وتنص على أنه في حالة وقوع حادث، يمكن لضباط أو وكلاء الشرطة القضائية اصطحاب السائق إلى المرافق الصحية لسحب عينات بيولوجية، بعد إذن من قاضي الصلح. ومع ذلك، تظهر الممارسة أن سحب الدم غالبًا ما يتم في المستشفى لأغراض علاجية بحتة، بعد دخول السائق المتورط في حادث إلى المستشفى. وهنا تكمن التعقيدات.

وفقًا للمادتين 356 من قانون الإجراءات الجنائية و 114 من أحكام التنفيذ، يحق للمتهم أو الشخص الخاضع للتحقيق أن يستعين بمحاميه الموثوق به أثناء إجراءات التحقيق التي يحق له المشاركة فيها. وبالتالي، فإن المسألة الأساسية هي تحديد ما إذا كان يجب تمديد هذه الضمانة لتشمل سحب الدم الذي يتم في المستشفى لأغراض سريرية، ولكنه يستخدم أيضًا لتحديد حالة السكر.

التمييز بين السحب العلاجي والاستقصائي: جوهر الحكم

رفضت المحكمة العليا، في قرارها رقم 20376 لعام 2025، الذي قدمه المقرر م. ب. والرئيس إ. د. س.، الاستئناف المقدم من المتهمة س. ن.، مؤكدة قرار محكمة الاستئناف في بيروجيا بتاريخ 20/05/2024. يركز الحكم على التمييز الواضح بين سحب الدم الذي تطلبه الشرطة القضائية خصيصًا لأغراض التحقيق وسحب الدم الذي يتم بمبادرة من الطاقم الطبي لأغراض علاجية.

فيما يتعلق بالقيادة تحت تأثير الكحول، لا يوجد إلزام بالإخطار المسبق للسائق المتورط في حادث مرور بأن يستعين بمحام موثوق به بموجب المادتين 356 من قانون الإجراءات الجنائية و 114 من أحكام التنفيذ لقانون الإجراءات الجنائية، في حالة إجراء سحب الدم بمبادرة من الطاقم الطبي، في إطار بروتوكول تم تفعيله لأغراض علاجية عند الدخول إلى مرفق صحي ولم يتم طلبه بشكل مستقل من قبل الشرطة القضائية وفقًا للمادة 186، الفقرة 5، من قانون المرور.

هذه المقولة تجسد مبدأً راسخًا بالفعل في الاجتهاد القضائي (انظر، من بين أمور أخرى، الأحكام المتوافقة رقم 3340 لعام 2017 ورقم 34886 لعام 2015، بالإضافة إلى الجلسات الموحدة رقم 5396 لعام 2015). يكمن سبب هذا التوجه في طبيعة الإجراء: سحب الدم الذي يهدف إلى علاج المريض ليس إجراءً استقصائيًا بالمعنى الدقيق للكلمة. إنه يندرج ضمن الإجراءات الصحية العادية، وبالتالي لا ينشط ضمانات الدفاع المميزة للإجراءات التي تقوم بها الشرطة القضائية أو المدعي العام.

بمعنى آخر، فإن الالتزام بإخطار السائق بحقه في الاستعانة بمحام لا ينشأ إلا عندما يطلب سحب الدم بنشاط وبشكل مستقل من قبل الشرطة القضائية، استنادًا إلى المادة 186، الفقرة 5، من قانون المرور. إذا كان السحب نتيجة مباشرة وضرورية للمسار العلاجي الذي حدده الطاقم الطبي لصحة المريض، دون أي تحفيز استقصائي محدد، فيمكن اكتساب نتائج الكحول واستخدامها في المحاكمة الجنائية حتى في غياب المحامي.

الآثار العملية وحماية المواطن

ماذا يعني كل هذا للمواطن المتورط في حادث مرور؟ من الضروري فهم ما يلي:

  • إذا تم إجراء سحب الدم لأغراض علاجية (على سبيل المثال، لتقييم الحالة الصحية العامة، لعمليات جراحية عاجلة)، فإن الطاقم الطبي ليس ملزمًا بإخطار السائق بحقه في الحصول على محامٍ. يمكن استخدام تحاليل الكحول ضده.
  • إذا طلبت الشرطة القضائية صراحة سحب الدم لتحديد حالة السكر، فيجب إخطار السائق بحقه في الاستعانة بمحامٍ. قد يؤدي عدم الالتزام بهذا الإخطار إلى إبطال صلاحية الدليل.
  • الفرق يكمن في المبادرة: طبية للصحة مقابل استقصائية للدليل.

هذا التمييز حاسم لصلاحية الأدلة والتطبيق الصحيح لضمانات الدفاع. على الرغم من أن المبدأ قد يبدو مقيدًا لحق الدفاع، إلا أن منطقه يكمن في الطبيعة غير القسرية وغير الاستقصائية للسحب العلاجي. لا يزال السائق محميًا بحقيقة أن السحب يجب أن يتم وفقًا للقواعد الصحية وأن النتائج يجب أن يتم اكتسابها بشكل صحيح في الملفات.

الخاتمة

يؤكد الحكم رقم 20376 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض مبدأً ثابتًا في الاجتهاد القضائي الإيطالي: صلاحية فحص حالة السكر عن طريق سحب الدم لا تخضع للإخطار بحق الدفاع عندما يقوم الإجراء من قبل الطاقم الصحي لأغراض علاجية. يقدم هذا القرار توجيهًا واضحًا لكل من سلطات إنفاذ القانون والمواطنين، مع التأكيد على أهمية التمييز بين الإجراءات الصحية والإجراءات الاستقصائية. بالنسبة لأولئك الذين يجدون أنفسهم متورطين في مواقف معقدة مثل هذه، فإن الاستعانة بمحامٍ متخصص في القانون الجنائي وقانون المرور أمر ضروري للتنقل بين الفروق الدقيقة في القانون وحماية حقوقهم على أفضل وجه.

مكتب المحاماة بيانوتشي