المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، وقرارات المحكمة العليا للنقض تمثل نقاطًا ثابتة أساسية لتفسير وتطبيق القواعد. قرار حديث، وهو الحكم رقم 28187 بتاريخ 26 يونيو 2025 (تم إيداعه بتاريخ 31 يوليو 2025)، يحظى بأهمية خاصة للقانون الإجرائي الجنائي، لأنه يوضح جانبًا أساسيًا يتعلق بتدابير الحيطة الشخصية وحق الدفاع للمشتبه به. القرار، الصادر عن الدائرة الجنائية الخامسة برئاسة الدكتورة م. ج. ر. أ. وبإعداد الدكتورة ب. م. ت.، يتناول مسألة ضرورة الاستجواب المسبق في حالة تطبيق تدبير قسري من قبل محكمة الاستئناف، استجابةً لاستئناف النيابة العامة.
تدابير الحيطة الشخصية هي قرارات تقييدية للحرية الفردية، تُطبق بشكل مؤقت قبل صدور حكم نهائي، لأسباب تتعلق بحماية المجتمع أو استمرار التحقيقات. يمكن أن تكون ذات طبيعة قسرية (مثل الحبس الاحتياطي أو الحبس المنزلي) أو تقييدية. ينص النظام على ضمانات صارمة لتطبيقها، بما في ذلك حق المشتبه به في الاستجواب.
عندما لا تكون النيابة العامة راضية عن قرار قاضي التحقيقات الأولية (GIP) فيما يتعلق بتدابير الحيطة، يمكنها تقديم استئناف إلى محكمة الاستئناف (وفقًا للمادة 310 من قانون الإجراءات الجنائية). في هذا السياق، تندرج المسألة التي تناولتها محكمة النقض: ما إذا كان، في حالة قبول استئناف النيابة العامة من قبل محكمة الاستئناف وتطبيق تدبير قسري نتيجة لذلك، يكون من الإلزامي إجراء الاستجواب المسبق للمشتبه به، كما هو منصوص عليه في المادة 291، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية لتطبيق التدبير الأصلي.
فيما يتعلق بتدابير الحيطة الشخصية، فإن تطبيق محكمة الاستئناف لتدبير قسري، استجابةً لاستئناف النيابة العامة، لا يجب أن يسبقه، في الحالات المنصوص عليها في المادة 291، الفقرة 1 مكرر، من قانون الإجراءات الجنائية، الاستجواب المسبق للمشتبه به، لأن الحق في المواجهة المبكرة وحق الدفاع مضمونان من خلال إمكانية حضوره شخصيًا في جلسة معالجة الاستئناف وطلب استجوابه.
بهذا الملخص، أوضحت المحكمة العليا بشكل لا لبس فيه أن الاستجواب المسبق للمشتبه به، المنصوص عليه للمرحلة الأولية لتطبيق تدبير الحيطة القسري، ليس خطوة إلزامية عندما يتم تطبيق هذا التدبير من قبل محكمة الاستئناف بناءً على استئناف النيابة العامة. سبب هذا الاستثناء يكمن في أن حق المواجهة والدفاع للمشتبه به لا يتم تقييده على الإطلاق، بل يُعاد تنظيمه ببساطة. فالمشتبه به لديه كامل الحق في الحضور شخصيًا في الجلسة المحددة لمعالجة الاستئناف، وفي تلك الجلسة، يطلب استجوابه. تضمن هذه الإمكانية احترام مبدأ المواجهة بشكل كامل، وإن كان في مرحلة إجرائية مختلفة عن تطبيق التدبير.
وبالتالي، توازن المحكمة بين الحاجة إلى السرعة والفعالية في النظام الاحترازي والضمانات الدفاعية التي لا يمكن التنازل عنها. لا يتعلق الأمر بإنكار حق الدفاع، بل بتعديله الذي يأخذ في الاعتبار المرحلة الإجرائية التي يُصدر فيها التدبير. هذا التوجه، الذي يندرج في سياق قرارات سابقة (مثل الحكم رقم 27444 لسنة 2025 أو الحكم رقم 14958 لسنة 2019، وكذلك الدوائر الموحدة في الحكم رقم 17274 لسنة 2020)، يعزز التفسير الذي يرى في جلسة الاستئناف المكان المفضل لممارسة حق الدفاع في هذه الحالات المحددة.
لهذا الحكم آثار عملية هامة للمحامين والمشتبه بهم. ويعني ذلك أن الاستراتيجية الدفاعية يجب أن تكون موجهة للاستفادة الكاملة من الجلسة أمام محكمة الاستئناف. هناك، يمكن للمشتبه به، بمساعدة محاميه، ممارسة حقه في الاستجواب وتقديم جميع العناصر التي تدعم براءته أو تخفيف التدبير المطلوب.
الإشارات التشريعية الرئيسية هي:
يؤكد قرار محكمة النقض أن حق الدفاع مضمون، ولكن طريقة ممارسته تتكيف مع خصوصية المرحلة الإجرائية، مع التركيز على المشاركة النشطة للمشتبه به ومحاميه في جلسة الاستئناف.
يمثل الحكم رقم 28187 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة مرجعية أساسية للتفسير والتطبيق الصحيح للقواعد المتعلقة بتدابير الحيطة الشخصية. يؤكد مجددًا مبدأ التوازن بين الحاجة إلى فعالية الإجراء القضائي وحماية الحقوق الأساسية للمشتبه به. على الرغم من استثناء الاستجواب المسبق في مرحلة استئناف النيابة العامة أمام محكمة الاستئناف، فإن حق الدفاع والمواجهة مضمونان بالكامل من خلال إمكانية استماع المشتبه به في الجلسة. يسلط هذا القرار الضوء على أهمية الدفاع اليقظ والمستعد، القادر على التصرف بشكل استباقي في كل مرحلة من إجراءات المحاكمة الجنائية لحماية مصالح موكله على أفضل وجه.