الدستور كطرف مدني في الجلسة: محكمة النقض وصحة الإيداع الورقي (الحكم رقم 24708/2025)

المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، خاصة مع ظهور الإصلاحات التي تهدف إلى رقمنة العملية القضائية. ومع ذلك، فإن الانتقال إلى "الرقمي" ليس دائمًا خاليًا من الشكوك والتفسيرات المتباينة. مثال صارخ على ذلك هو الحكم الأخير لمحكمة النقض، الحكم رقم 24708 بتاريخ 06/05/2025 (المودع بتاريخ 04/07/2025)، والذي سلط الضوء على مسألة ذات أهمية أساسية للإجراءات الجنائية: الدستور كطرف مدني في الجلسة وطرق إيداع المستندات.

سياق النزاع: قضية أ. س. ضد ن. م.

شملت القضية الإجرائية التي أدت إلى حكم محكمة النقض، بصفته متهمًا، ن. م.، وبصفته طرفًا متضررًا ثم طرفًا مدنيًا، أ. س. كانت المسألة المركزية تتعلق بقرار صادر عن محكمة تيفولي بتاريخ 27/01/2025، والذي استبعد الدستور كطرف مدني تم في شكل ورقي، أي "تقليدي"، مباشرة في الجلسة. استند هذا القرار إلى تفسير اعتبر الإيداع الإلكتروني إلزاميًا حتى بالنسبة للمستندات المقدمة أثناء الجلسات. ضد هذا الاستبعاد، تم تقديم استئناف إلى المحكمة العليا.

قامت محكمة النقض، برئاسة المستشار م. ت. ب.، بفحص شرعية هذا الاستبعاد، مع التركيز على التفسير الصحيح للقواعد التي تنظم إيداع المستندات في الإجراءات الجنائية، لا سيما في ضوء الابتكارات التي أدخلها المرسوم التشريعي 10/10/2022 رقم 150 (ما يسمى بإصلاح كارتابيا) والمرسوم التشريعي 19/03/2024 رقم 31.

مُلخص الحكم: قرار "شاذ"

يقع جوهر قرار محكمة النقض في ملخصه، الذي يقدم مفتاح قراءة أساسي لفهم حدود إلزامية الإيداع الإلكتروني. قضت المحكمة بما يلي:

إن الأمر الذي يستبعد به القاضي الدستور كطرف مدني تم في شكل ورقي (ما يسمى بالتقليدي) مباشرة في الجلسة، يعتبر شاذًا، لأنه يتعلق بتشريع غريب عن الوضع الإجرائي الذي يجب تنظيمه، وبالتالي، يعتبر "خارجًا عن السياق" بالنسبة للنظام. (في المذكرة التفسيرية، أكدت المحكمة أن إلزامية الإيداع الإلكتروني المنصوص عليها في المادة 111 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية، يجب أن تُفهم على أنها تتعلق فقط بحالات الدستور المبكر، حيث أنه خلال جلسات الغرفة الاستشارية والجلسات العلنية، يُسمح دائمًا بإيداع المستندات والمذكرات أو المستندات الدفاعية في شكل ورقي).

هذا البيان له أهمية كبيرة. تُعرّف محكمة النقض أمر قاضي الموضوع الذي استبعد الطرف المدني بأنه "شاذ". يشير مصطلح "شاذ" في قانون الإجراءات الجنائية إلى إجراء قضائي، لطبيعته أو لمحتواه، يخرج تمامًا عن النظام التشريعي، مما ينتج عنه تأثير غير متوقع ويضر بشدة بالحق في الدفاع أو بانتظام العملية القضائية. في هذه الحالة، ينبع الشذوذ من حقيقة أن القاضي طبق تشريعًا (المتعلق بالإيداع الإلكتروني المعمم) على وضع إجرائي (الدستور في الجلسة) لم يكن منصوصًا عليه، متصرفًا بطريقة "خارجة عن السياق"، أي خارج نطاق القواعد.

الإيداع الإلكتروني مقابل الورقي: تمييز حاسم

توضح مذكرة الحكم جانبًا أساسيًا من المادة 111 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تم إدخالها بموجب إصلاح كارتابيا. على الرغم من أن هذه القاعدة قد وسعت إلزامية الإيداع الإلكتروني للعديد من المستندات في الإجراءات الجنائية، إلا أن محكمة النقض توضح أن هذه الإلزامية تتعلق حصريًا بحالات الدستور كطرف مدني "مبكر"، أي عندما يتم إيداع المستند قبل الجلسة. على العكس من ذلك، "خلال جلسات الغرفة الاستشارية والجلسات العلنية، يُسمح دائمًا بإيداع المستندات والمذكرات أو المستندات الدفاعية في شكل ورقي".

هذا التفسير حاسم لعدة أسباب:

  • الوصول إلى العدالة: يضمن أن حق الطرف المتضرر في الدستور كطرف مدني وطلب التعويض عن الضرر لا يعوقه جمود شكلي غير منصوص عليه في القانون، خاصة في سياق مثل الجلسة حيث السرعة والعملية ضروريان.
  • اتساق النظام: يعترف بخصوصية الجلسة كلحظة إجرائية حيث لا يزال تقديم المستندات المادية ممارسة راسخة وعملية.
  • حدود الرقمنة: يضع حدًا واضحًا لتوسيع الإجراءات الجنائية الإلكترونية، وتجنب التفسيرات الموسعة التي قد تخلق شكوكًا وإبطالات محتملة.

الآثار العملية للمحامين والمواطنين

يقدم الحكم رقم 24708/2025 توجيهات هامة للعاملين في مجال القانون. بالنسبة للمحامين، يعني ذلك الحصول على اليقين بأن الدستور كطرف مدني، إذا تم إجراؤه مباشرة في الجلسة، يمكن أن يتم بشكل صحيح في شكل ورقي، دون خطر استبعاد يعتبر "شاذًا". هذا يتجنب التأخير والمنازعات الإضافية، مما يضمن تدفقًا أكبر في العملية القضائية.

بالنسبة للمواطنين، وخاصة ضحايا الجرائم الذين يعتزمون الدستور كطرف مدني، يعزز الحكم الضمان بأن حقهم لن يتعرض للخطر بسبب مجرد شكليات تتعلق بطرق الإيداع، خاصة في لحظة حساسة مثل جلسة المحاكمة.

الخاتمة: توازن بين الابتكار واليقين القانوني

تؤكد محكمة النقض، بهذا الحكم، على مبدأ أساسي: الابتكار التكنولوجي في الإجراءات الجنائية، على الرغم من كونه مرغوبًا وضروريًا، يجب أن يتوافق دائمًا مع مبادئ الضمان واليقين القانوني. تفسير المادة 111 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية المقدم من الحكم رقم 24708/2025 لا يصحح فقط تطبيقًا خاطئًا للقاعدة، بل يعزز أيضًا فكرة أن الشكل الورقي، في سياقات إجرائية محددة مثل الجلسة، يحتفظ بصلاحيته الكاملة. هذا يساهم في نظام قضائي أكثر توازنًا، قادر على استيعاب تحديات الحداثة دون التضحية بالحقوق الأساسية للأطراف.

مكتب المحاماة بيانوتشي