يعتمد السير الصحيح للإجراءات الجنائية على حق المتهم في أن يُبلغ بشكل دقيق بكل إجراء يتعلق به. هذا المبدأ، الذي تضمنه الدستور والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، يترجم إلى نظام معقد من قواعد الإخطارات. قدمت محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 25627 المؤرخ في 26 مارس 2025 (والمودع في 11 يوليو 2025)، توضيحًا أساسيًا حول صلاحية الإخطار للمتهم عندما يكون قد اختار موطنًا تبين أنه غير مناسب، ولكنه أشار أيضًا إلى محل إقامته في مكان مختلف.
الإخطارات هي وسيلة لإعلام الأطراف بالإجراءات القضائية. في المجال الجنائي، تكمن أهميتها في حق الدفاع. تنظم المادة 161 من قانون الإجراءات الجنائية اختيار الموطن أو التصريح به. إذا كان الموطن المختار غير فعال أو "غير مناسب"، يمكن إجراء الإخطار للمحامي (المادة 161، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية). وبالتحديد في هذه الحالة تدخلت محكمة النقض، موضحة حدودًا أكثر دقة لحماية المتهم.
تعلق الأمر بالمتهم م. ف. ج.، الذي تم إلغاء قرار صادر بحقه من محكمة استئناف كالتانيسيتا. كانت النقطة المحورية هي صلاحية إخطار تم تنفيذه مباشرة للمحامي، دون محاولة مسبقة لتسليمه في محل إقامة المتهم المعلن. أوضحت محكمة النقض أن عدم ملاءمة موطن الاختيار لا يمكن أن يلغي تلقائيًا أهمية الإقامة، إذا تم الإشارة إليها على أي حال.
يحدد منطوق الحكم بشكل لا لبس فيه:
يُعد باطلاً الإخطار الذي يتم تسليمه للمحامي، في حالة عدم ملاءمة موطن الاختيار، وفقًا للمادة 161، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية، إذا كان المتهم قد أشار أيضًا، بالتزامن مع اختيار الموطن، إلى محل إقامته في مكان مختلف، دون أن يتم محاولة التسليم مسبقًا في هذا الأخير، لأن عدم ملاءمة موطن الاختيار لا يلغي صلاحية التصريح بالإقامة.
هذا المقطع أساسي. تؤكد المحكمة أنه إذا اختار المتهم موطنًا به مشكلة ولكنه أعلن عن إقامته في مكان آخر، فلا يمكن للسلطات الإخطار مباشرة للمحامي دون محاولة التسليم في محل الإقامة أولاً. تصبح هذه المحاولة خطوة إلزامية، مما يعزز حق الدفاع ويمنع حالات عدم معرفة الإجراءات بسبب خطأ شكلي. يفضل الحكم الجوهر على الشكل، مما يضمن حقًا فعليًا في معرفة الإجراءات القضائية.
آثار هذا القرار مهمة. إليك النقاط الرئيسية:
يتجنب هذا التفسير "استبعاد" المتهم من معرفة الإجراءات بسبب ثغرة إجرائية، مما يضمن أن تسعى السلطة القضائية إلى الوصول مباشرة إلى المتهم عبر جميع عناوين الاتصال الموثوقة المقدمة.
يُعد الحكم رقم 25627/2025 الصادر عن محكمة النقض حماية مهمة للضمانات الدفاعية في الإجراءات الجنائية. يوضح أن عدم ملاءمة موطن الاختيار لا يبرر الإخطار المباشر للمحامي إذا كان المتهم قد أعلن عن إقامته في مكان آخر في نفس الوقت. تصبح محاولة الإخطار في محل الإقامة خطوة إلزامية، ويؤدي إغفالها إلى بطلان الإخطار. يؤكد هذا التوجه التزام السوابق القضائية بالموازنة بين كفاءة الإجراءات والحق الأساسي للمتهم في المشاركة الكاملة في دفاعه، مما يضمن أن يتم إبلاغ كل مواطن بشكل مناسب بالإجراءات التي تتعلق به.