يقدم الحكم رقم 20383 الصادر في 23 فبراير 2023، عن محكمة النقض، تأملاً هاماً حول المصاريف القضائية في سياق القانون الجنائي. وبشكل خاص، يركز على إدانة الطرف المدني برد المصاريف التي تكبدها المتهم، محدداً بوضوح الشروط التي يمكن أن يحدث ذلك بموجبها.
كانت محكمة الاستئناف في أنكونا، بموجب حكمها الصادر في 26 أبريل 2022، قد رفضت طلب المتهم م. ب. بالحصول على استرداد المصاريف القضائية. وقد تم الطعن في هذا القرار، مما أدى إلى تقييم محكمة النقض، التي أكدت قرار محكمة الاستئناف.
ينص ملخص الحكم على ما يلي:
إدانة الطرف المدني برد المصاريف القضائية التي تكبدها المتهم - الشروط - التحديد - فرضية. فيما يتعلق بالمصاريف القضائية، يمكن إصدار حكم بإدانة الطرف المدني برد المصاريف التي تكبدها المتهم، إذا كان الأخير قد طلب ذلك، في حالات البراءة لأسباب بخلاف عدم القدرة على الإسناد، أو إذا تم رفض الدعوى التعويضية أو تم إلغاء أو إبطال القرارات الصادرة لصالح الطرف المدني في درجة التقاضي السابقة. (تطبيقاً للمبدأ، رفضت المحكمة سبب الطعن المقدم من المتهم ضد حكم الاستئناف، والذي، برفض طعنه وطعون الأطراف المدنية المتعلقة بعدم تصفية الضرر، لم يقم بإدانة هؤلاء الأطراف برد المصاريف القضائية التي تكبدها المتهم).
يوضح الحكم أن إدانة الطرف المدني برد المصاريف القضائية لا يمكن أن تصدر إلا في ظروف محددة. ومن بين هذه الظروف، تبرز ما يلي:
من الضروري فهم أن المحكمة لم تقبل طلب المتهم بموجب هذه الشروط، مؤكدة على أهمية السياق القانوني الذي يندرج فيه طلب رد المصاريف.
لهذا الحكم تداعيات هامة على القانون الإجرائي الجنائي. فهو يضع سابقة هامة فيما يتعلق بمسؤولية الأطراف المدنية في حالة صدور حكم لصالح المتهم. في نظام قانوني يهدف إلى ضمان الإنصاف والعدالة، تمثل إمكانية رد المصاريف أداة هامة لموازنة مواقف الأطراف المعنية.
علاوة على ذلك، يدعو القرار الأطراف المدنية إلى التفكير ملياً في صحة طلباتهم التعويضية، حيث أن الرفض قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية. تقدم المحكمة، بالإشارة إلى المادة 541، الفقرة 2، والمادة 592، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية الجديد، إطاراً تنظيمياً واضحاً ودقيقاً يمكن إدراج هذه التقييمات فيه.
يمثل الحكم رقم 20383 لسنة 2023 مساهمة أساسية في فهم المصاريف القضائية ومسؤولية الأطراف المدنية في السياق الجنائي. فهو يوضح الشروط اللازمة لإدانة الطرف المدني برد المصاريف، مؤكداً على أهمية وجود استراتيجية قانونية محددة جيداً من قبل جميع الأطراف المعنية.
في مجال معقد مثل القانون الجنائي، فإن وضوح الأحكام والسوابق القضائية أمر بالغ الأهمية لضمان توازن عادل بين الأطراف، وقد اتخذت محكمة النقض، بهذا الحكم، خطوة هامة في هذا الاتجاه.