أثار الحكم القضائي الأخير رقم 20671 الصادر في 21 فبراير 2023 عن محكمة النقض اهتمامًا كبيرًا في مجال الوقاية من حوادث العمل. يتعلق القرار بقضية شاركت فيها عدة شركات في نفس موقع العمل، وتم استدعاؤهن للمساءلة بشأن مدى مطابقة السقالات الموجودة مسبقًا. يوضح هذا الحكم بوضوح مسؤوليات كل صاحب عمل وواجب التحقق من لوائح السلامة المهنية.
في القضية التي تم فحصها، تم استدعاء الشركات المعنية للقيام بأعمال في موقع عمل كان يحتوي بالفعل على سقالات مثبتة. قضت المحكمة بأنه، على الرغم من وجود السقالات بالفعل، فإن كل صاحب عمل ملزم بالتحقق من أن هذه الهياكل تتوافق مع اللوائح المعمول بها في مجال سلامة العمل. هذا المبدأ أساسي لضمان سلامة العمال ومنع الحوادث.
تعدد الشركات العاملة في نفس موقع العمل – استخدام سقالات موجودة مسبقًا – واجب التحقق من المطابقة مع اللوائح لكل صاحب عمل – وجوده – الأسباب. في مجال الوقاية من حوادث العمل، في حالة قيام شركات مختلفة بتولي مقاولات أو مقاولات من الباطن لتنفيذ أعمال تتطلب، بحكم طبيعتها، استخدام سقالات تم تثبيتها مسبقًا، فإن كل صاحب عمل ملزم بالتحقق من أن تركيبها يتوافق مع اللوائح المعمول بها بشأن السلامة المهنية، نظرًا لأن هذا الواجب يقع على عاتق جميع المسؤولين عن توجيه العمال.
يحمل الحكم معه العديد من التداعيات الهامة للشركات العاملة في قطاع البناء، وبشكل عام لجميع الشركات التي تدير أعمالًا في مواقع العمل. إليك بعض الجوانب الرئيسية:
تؤكد هذه الاعتبارات على أهمية الإدارة المسؤولة لممارسات العمل والتعاون بين مختلف الشركات المشاركة في المشروع. القاعدة التي أشار إليها الحكم، وهي المرسوم التشريعي 81/2008، تحدد بوضوح واجبات السلامة في بيئة العمل، وتؤكد أن المسؤولية لا يمكن تفويضها.
في الختام، يمثل الحكم رقم 20671 لسنة 2023 خطوة مهمة إلى الأمام في حماية سلامة العمل. يؤكد مجددًا أن مسؤولية الامتثال للوائح السلامة المهنية ليست مجرد واجب قانوني، بل هي واجب أخلاقي لحماية العمال. يجب على الشركات تبني نهج استباقي في إدارة السلامة، والتأكد من أن كل جانب من جوانب العمل، بما في ذلك السقالات، يتوافق مع اللوائح المعمول بها. يعمل هذا الحكم بمثابة تحذير لجميع الشركات للاستثمار في التدريب والوقاية، حتى لا يُنظر إلى السلامة على أنها عبء، بل كقيمة أساسية.