يقدم الحكم رقم 46231 الصادر في 14 نوفمبر 2024، عن محكمة النقض، رؤى هامة حول تطبيق سبب عدم العقاب لضآلة الفعل، المنصوص عليه في المادة 131-مكرر من قانون العقوبات. يهدف هذا النص، الذي تم إدخاله بموجب المرسوم التشريعي رقم 150 لسنة 2022، إلى استبعاد العقاب عن السلوكيات ذات الأهمية المحدودة، لكن الحكم يوضح أن جميع السلوكيات اللاحقة لارتكاب جريمة لا يمكن أن تؤدي تلقائيًا إلى هذا الإعفاء.
كانت القضية التي تم فحصها تتعلق بجريمة إدارة وإنشاء مكب نفايات غير قانوني. ادعى المتهمون أنهم قاموا، بعد ارتكاب الجريمة، بتنظيف الموقع من خلال شركة متخصصة. ومع ذلك، رأت المحكمة أن هذه الإجراءات، على الرغم من كونها جديرة بالثناء، لا يمكن أن تبرر بحد ذاتها تطبيق سبب عدم العقاب.
سبب عدم العقاب لضآلة الفعل - المادة 131-مكرر، الفقرة 1، قانون العقوبات، بصيغتها المعدلة بالمرسوم التشريعي رقم 150 لسنة 2022 - السلوكيات اللاحقة للجريمة التي تستبق بشكل مجرد تأثيرًا "بحكم القانون" - التقييم - الأهمية - الشروط - الحالة. فيما يتعلق بسبب عدم العقاب لضآلة الفعل، فإن سلوك المتهم اللاحق لارتكاب الجريمة، إذا كان يستبق بشكل مجرد تأثيرًا ضروريًا بموجب القانون، لا يمكن أن يبرر، بحد ذاته، قابلية تطبيق الإعفاء لأغراض المادة 131-مكرر، الفقرة الأولى، قانون العقوبات، بصيغتها المعدلة بالمادة 1، الفقرة 1، البند ج، الرقم 1، المرسوم التشريعي 10 أكتوبر 2022، رقم 150، ويمكن تقييمه فقط كمعيار إضافي، إلى جانب جميع معايير المادة 133، الفقرة الأولى، قانون العقوبات، في إطار الحكم الشامل على مدى الإساءة.
أوضحت المحكمة أنه للمطالبة بعدم العقاب لضآلة الفعل، من الضروري أن لا يكون سلوك الجاني ذا أهمية محدودة فحسب، بل يجب أن يستوفي أيضًا متطلبات معينة. من بين هذه:
يؤكد الحكم رقم 46231 لسنة 2024 على أهمية التفسير الصارم للقواعد المتعلقة بعدم العقاب لضآلة الفعل. على الرغم من أن الإجراءات التصالحية جديرة بالثناء ويمكن أن تؤثر على الحكم، إلا أنها لا يمكن أن تحل محل الحاجة إلى تقييم شامل للإساءة التي تم ارتكابها. وبهذه الطريقة، رسمت المحكمة حدودًا واضحة بين ضآلة الفعل والمسؤولية الجنائية، مع التأكيد على ضرورة احترام الشروط التي ينص عليها القانون لتطبيق هذه الإعفاءات.