يقدم الحكم رقم 29549 الصادر في 23 أكتوبر 2020 عن المحكمة العليا فرصة مهمة للتفكير في موضوع فساد الموظف العام، خاصة فيما يتعلق بتقييم تعدد الحلقات الفاسدة والحاجة إلى تعليل كافٍ من قبل القاضي. في هذه الحالة، أدين المتهم، وهو ضابط في الشرطة الإصلاحية، بتلقي مبالغ مالية للسماح بإدخال مواد محظورة إلى السجن. أكدت محكمة الاستئناف في نابولي الإدانة، لكن المحكمة العليا ألغت الحكم لاحقًا، مقدمةً رؤى مهمة للتفكير.
أبرزت المحكمة العليا، عند فحص الطعن، أهمية التعليل في حكم الموضوع. على وجه الخصوص، تم إعلان السبب الأول للطعن غير مقبول لعموميته، لأنه لم يعترض بشكل محدد على تقييم الأدلة من قبل محكمة الاستئناف. من الضروري، في مرحلة الاستئناف، أن تقدم الدفاع حججًا واضحة ومفصلة، وإلا فإن الطعن يخاطر بأن يُعتبر مجرد تكرار لأطروحات الدفاع.
إن قيام الموظف العام بالفعل لا يشكل جزءًا من هيكل الجريمة ولا يكتسب أهمية لتحديد وقت اكتمالها.
يتعلق جانب حاسم من الحكم بالاعتراف باستمرار الجريمة. أوضحت المحكمة العليا أنه لتكوين تعدد الأفعال الفاسدة، من الضروري وجود اتفاقيات محددة متعددة. في هذه الحالة، اعتبرت المحكمة أن الاتفاق غير المشروع بين الضابط والمفسد كان واحدًا، على الرغم من طرق الدفع الشهرية. هذا يؤدي إلى استنتاج أن استمرار الجريمة لا يمكن تطبيقه في غياب أدلة واضحة ومحددة على حلقات فاسدة متعددة ومتميزة.
في الختام، يؤكد الحكم رقم 29549/2020 الصادر عن المحكمة العليا على أهمية التعليل ووضوح الأدلة في قضايا الفساد. يمثل قرار إلغاء الإدانة لعدم وجود دليل كافٍ على تعدد الحلقات الفاسدة تذكيرًا مهمًا للقضاة الموضوعيين والأطراف المعنية في الدعوى الجنائية. من الضروري أن تكون كل تهمة مدعومة بأدلة ملموسة وأن يقوم القاضي بتعليل قراراته بشكل كافٍ، حتى يتمكن النظام القانوني من ضمان العدالة بطريقة عادلة وشفافة.