يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، الدائرة الثالثة، رقم 30092 المؤرخ في 23 يوليو 2024، رؤى هامة حول التدابير الاحترازية الشخصية في المجال الجنائي، لا سيما فيما يتعلق بالجرائم الضريبية. في هذا المقال، نحلل الجوانب الرئيسية للقضية التي تورطت فيها أ.أ.، الممثل القانوني لشركة "ماكرو فارم ش.م.ل."، وتداعيات قرار المحكمة.
ألغت المحكمة أمر محكمة كالانيسيتا الذي فرض تدابير تقييدية ضد أ.أ.، المتهمة بإجراء مقاصات ضريبية غير مشروعة من خلال ائتمانات غير موجودة. أبرزت المحكمة كيف أن عنصر الذاتية، أي القصد الجنائي اللازم لتكوين الجريمة، لم يتم إثباته بشكل كافٍ.
اعتبر الأمر المطعون فيه بشكل خاطئ وجود دلائل قوية على الإدانة ضد المدعية الحالية.
يستند قرار محكمة النقض إلى بعض المبادئ القانونية الأساسية. ذو أهمية خاصة هو نص المادة 10-كوتر من المرسوم التشريعي رقم 74 لعام 2000، الذي ينظم المقاصات غير المشروعة. أوضحت المحكمة أنه لتحديد تجاوز الحد الأدنى للعقاب، من الضروري النظر في إجمالي المقاصات التي تمت خلال العام، دون تقسيمها حسب سنة الضريبة.
علاوة على ذلك، أكدت المحكمة على أهمية فحص العنصر الذاتي للجريمة، موضحة أن مجرد العلم بتحقيق ميزة اقتصادية لا يمكن أن يكون كافياً لتكوين القصد الجنائي. في الواقع، لم تأخذ محكمة كالانيسيتا في الاعتبار الفاصل الزمني بين السلوكيات غير المشروعة وأمر تطبيق التدابير الاحترازية، والتي تعود إلى ما قبل أكثر من ثلاث سنوات.
يمثل الحكم رقم 30092 لمحكمة النقض تأكيدًا هامًا لحقوق المتهمين فيما يتعلق بالتدابير الاحترازية. يسلط الضوء على ضرورة التقييم الصارم والكامل للدلائل القوية على الإدانة، خاصة في المجال الضريبي، حيث يمكن أن يكون للتدابير التقييدية تأثير كبير على الحياة المهنية والشخصية للمشتبه بهم. من الضروري أن يكون كل إجراء احترازي مدعومًا بأدلة ملموسة وليس بتكهنات، لضمان محاكمة عادلة واحترام الحقوق الأساسية.