يمثل الحكم رقم 8592 الصادر عن محكمة النقض عام 2010 قرارًا هامًا بشأن سوء المعاملة في المجال الاجتماعي والمساعد، مسلطًا الضوء على مسؤولية العاملين والآثار القانونية المرتبطة بسلوكهم. على وجه الخصوص، شملت القضية القضائية مجموعة من العاملين في مؤسسة عامة للمساعدة، والذين، وفقًا للشهادات، ارتكبوا أعمال سوء معاملة ضد كبار السن المقيمين.
أكدت محكمة الاستئناف في البندقية المسؤولية الجنائية للمتهمات، معتبرة أن أفعالهن انتهكت المادة 572 من قانون العقوبات، المتعلقة بسوء المعاملة. تم توثيق حوادث سوء المعاملة من خلال العديد من الشهادات، بما في ذلك شهادات المتدربين الذين شهدوا سلوكًا غير لائق ومضايقات ضد كبار السن. أكدت المحكمة على ظرف التشديد المتمثل في ضعف دفاع الضحايا، نظرًا لكونهم كبار السن غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.
لا تقتصر مسؤولية العاملين الصحيين على أفعال سوء المعاملة فحسب، بل تشمل أيضًا الامتناع عن أداء واجبات الوظيفة من قبل أولئك الذين كان عليهم واجب الرقابة.
طعنت المدعيات في حكم الدرجة الثانية، مجادلات بأن تقييم الأدلة كان خاطئًا وأن الأدلة الكافية لتشكيل جريمة سوء المعاملة كانت ناقصة. ومع ذلك، رفضت محكمة النقض الطعون، مؤكدة مصداقية الشهادات وتوافق الأسباب التي قدمها قضاة الموضوع. على وجه الخصوص، تم التأكيد على أن سياق العمل وسلوك العاملين قد خلق بيئة من المعاناة والإذلال للضحايا، مما شكل حالة من سوء المعاملة المنهجي.
من الضروري فهم أن المسؤولية الجنائية لا تقتصر على أعمال العنف الجسدي فحسب، بل تمتد أيضًا إلى السلوكيات اللفظية والنفسية التي يمكن أن تلحق الضرر بالسلامة الأخلاقية للأشخاص الذين يتلقون الرعاية. أوضحت المحكمة أنه في السياق الصحي، يمكن أن يشكل انتهاك الواجبات المهنية والامتناع عن أداء واجبات الرقابة جريمة. على وجه الخصوص، أبرزت قضية B.M.T. كيف يمكن اعتبار الامتناع عن أداء واجبات الوظيفة شكلاً من أشكال التواطؤ في سوء المعاملة، إذا ثبت أن الشخص المسؤول كان لديه القدرة والواجب للتدخل.
يقدم حكم محكمة النقض الجنائية رقم 8592/2010 رؤى للتفكير في المسؤولية في المجال الاجتماعي والمساعد وأهمية ضمان حماية الفئات الضعيفة. يجب أن تستمر السوابق القضائية في هذا المجال في التطور لحماية حقوق وكرامة الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يعانون من ظروف هشة. من الضروري أن يتم تدريب المهنيين في هذا القطاع وأن يكونوا على دراية بمسؤولياتهم، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث.