في المشهد القانوني الإيطالي، تمثل المصادرة الوقائية أحد أكثر الأدوات فعالية المتاحة للدولة لمكافحة الجريمة المنظمة وسحب الأصول غير المشروعة من الأفراد الخطرين اجتماعيًا. ومع ذلك، غالبًا ما تمتد هذه الإجراءات لتشمل الأصول التي، على الرغم من كونها تحت تصرف الشخص المعني، إلا أنها مسجلة رسميًا بأسماء أطراف ثالثة. في هذه الحالات، يطرح السؤال تلقائيًا: ما هي حقوق وفرص الدفاع للمالك المسجل من الغير؟ لتوضيح هذه النقطة الأساسية، تدخلت محكمة النقض بحكمها رقم 30355، الذي تم إيداعه في 5 سبتمبر 2025، والذي قدم مساهمة تفسيرية مهمة حول حدود شرعية الغير في إجراءات الوقاية.
المصادرة الوقائية، المنظمة بشكل أساسي بموجب المرسوم التشريعي رقم 159 لعام 2011 (ما يسمى بقانون مكافحة المافيا)، هي إجراء يتعلق بالأصول يختلف عن المصادرة الجنائية. على عكس الأخيرة، لا تفترض هذه المصادرة إدانة بجريمة محددة، بل تستند إلى "الخطر الاجتماعي" للشخص (الشخص المعني) وعدم التناسب بين دخله المشروع وقيمة الأصول التي يمتلكها، أو المصدر غير المشروع لهذه الأصول. الهدف واضح: منع إعادة استثمار عائدات الأنشطة الإجرامية أو استخدامها، من خلال ضرب القدرات الاقتصادية للمنظمات غير المشروعة في الصميم. ومع ذلك، تنشأ التعقيدات عندما يتم "حجب" الأصول من خلال تسجيلها بأسماء واجهات أو أفراد من العائلة، مما يشكل غالبًا "تسجيلًا وهميًا"، وهي ظاهرة يسعى نظامنا، بما في ذلك من خلال المادة 1414 من القانون المدني بشأن المحاكاة، إلى مكافحتها.
تناول الحكم رقم 30355/2025، برئاسة الدكتورة م. س. وتقرير الدكتورة ج. أ.، العقدة الحاسمة لوضع المالك المسجل من الغير، أي الشخص الذي تُسجل الأصول رسميًا باسمه ولكنه يجد نفسه خاضعًا لإجراء الوقاية. كانت محكمة استئناف باري قد ألغت جزئيًا القرار السابق مع الإحالة، مما فتح الطريق لهذا التوضيح المهم من المحكمة العليا. الملخص للحكم، الذي يلخص مبدأ القانون المعلن، هو توضيحي:
في حالة المصادرة الوقائية التي تتعلق بأصول يُعتقد أنها مسجلة وهميًا باسم طرف ثالث، يمكن لهذا الأخير المطالبة فقط بالملكية الفعلية للأصول المصادرة، دون أن يتمكن من طرح عدم وجود الشروط المطبقة للإجراء، وهو أمر يمكن للشخص المعني فقط استنتاجه.
هذا يعني أن المالك المسجل من الغير، كما في حالة ج. ب.، لا يمكنه الطعن في الخطر الاجتماعي للشخص "المعني" أو عدم التناسب بين دخله وأصوله. بعبارة أخرى، لا يمكنه الخوض في تفاصيل الأسباب التي تبرر تطبيق إجراء الوقاية على الشخص الرئيسي. إن فرصته الوحيدة للدفاع هي إثبات أنه المالك الفعلي والشرعي للأصل، وإثبات أن التسجيل ليس وهميًا على الإطلاق وأن الأصول تم الحصول عليها بوسائل مشروعة ومستقلة عن الشخص المعني. هذا التوجه، علاوة على ذلك، يتماشى مع الأحكام الراسخة للمحاكم الموحدة لمحكمة النقض، مثل تلك المشار إليها في القرار (على سبيل المثال، المحاكم الموحدة، رقم 6203 لعام 1993؛ المحاكم الموحدة، رقم 9616 لعام 1995)، مما يدل على اجتهاد ثابت في هذا الشأن.
الآثار العملية لهذا الحكم كبيرة. بالنسبة لطرف ثالث يجد نفسه متورطًا في إجراء مصادرة وقائية، فإن طريق الدفاع محدد جيدًا ولكنه ليس سهلاً. لا يكفي التذرع بحسن النية أو الجهل بحقائق الشخص المعني؛ من الضروري تقديم أدلة ملموسة وغير قابلة للدحض على ملكيته الفعلية ومشروعية مصدر الأصول. يجب على الطرف الثالث إثبات:
هذا العبء الإثباتي يتطلب إعادة بناء دقيقة للحقائق وتقديم وثائق مصرفية ومالية وتعاقدية تثبت الاستقلال الاقتصادي والقانوني الكامل للطرف الثالث عن الشخص المعني. علاوة على ذلك، من الضروري أن يكون الدليل قويًا ومقنعًا، حيث أن الاجتهاد القضائي صارم بشكل خاص في مكافحة محاولات التهرب من إجراءات الأصول.
يؤكد حكم محكمة النقض رقم 30355/2025 مبدأ أساسيًا في إجراءات الوقاية المتعلقة بالأصول: حماية الغير مضمونة، ولكن ضمن حدود دقيقة. تفرض مكافحة الجريمة المنظمة تمييزًا واضحًا للأدوار الإجرائية، ويُطلب من المالك المسجل من الغير إثبات عدم تورطه في الدائرة غير المشروعة من خلال إثبات الملكية الحقيقية والمشروعة للأصول. في سياق معقد وتقني بهذا الشكل، تصبح مساعدة محامٍ متخصص في القانون الجنائي وإجراءات الوقاية ليست مجرد مستحسنة، بل ضرورية. مكتبنا القانوني على استعداد تام لتقديم الاستشارات والمساعدة المؤهلة، وحماية حقوقكم بالمهنية والكفاءة في كل مرحلة من مراحل الإجراء.