تعتبر مكافحة الثروات غير المشروعة ركيزة أساسية في مواجهة الجريمة. يلعب الحجز الوقائي الهادف إلى المصادرة، وخاصة الحجز الموسع المنصوص عليه في المادة 240 مكررًا من القانون الجنائي، دورًا حاسمًا. ولكن ما هي حدود الدفاع للشخص الثالث الذي يجد نفسه مالكًا، ولو ظاهريًا، للأصول الخاضعة لهذه التدابير؟ قدمت محكمة النقض، في حكمها رقم 31870 لعام 2025، تفسيرًا حاسمًا لحدود الطعن لهؤلاء الأشخاص، محددة بدقة نطاق اعتراضاتهم.
الحجز الوقائي (المادة 321 من قانون الإجراءات الجنائية) هو إجراء احترازي يسحب ملكية الأصول المتعلقة بالجريمة. عندما يكون الهدف هو المصادرة، فإنه يسبق الاستيلاء النهائي. تنص المادة 240 مكررًا من القانون الجنائي على "المصادرة الموسعة" أو "المصادرة للتناسب"، مما يسمح بمصادرة الأصول التي لا يستطيع المدان تبرير مصدرها، وقيمتها تتناسب بشكل غير متناسب مع دخله المعلن. يؤثر هذا الإجراء أيضًا على الأصول المسجلة رسميًا باسم أطراف ثالثة، بشرط إثبات الوساطة الظاهرية. هذا هو النقطة التي يجلب فيها قرار محكمة النقض الوضوح.
يتناول الحكم رقم 31870 لعام 2025، الصادر عن الدائرة الجنائية الخامسة لمحكمة النقض (الرئيس ل. ب.، المقرر إ. م. م.)، وضع المالك الظاهري للأصول الخاضعة للحجز الوقائي الهادف إلى المصادرة بموجب المادة 240 مكررًا من القانون الجنائي. تناولت القضية المتهم ر. أ. وإلغاء جزئي مع الإحالة إلى قاضي التحقيق في محكمة نابولي.
في حالة الحجز الهادف إلى المصادرة بموجب المادة 240 مكررًا من القانون الجنائي، والتي تتعلق بأصول يُعتقد أنها مسجلة ظاهريًا باسم طرف ثالث، يمكن لهذا الأخير المطالبة فقط بالملكية الفعلية وحقوق الملكية للأصول الخاضعة للقيود، ولكنه غير مخول بالطعن في الشروط المسبقة لتطبيق الإجراء، بما في ذلك معقولية الفترة الزمنية بين اقتناء الأصل وارتكاب الجريمة التي تبرر الاستيلاء، والتناسب بين قيمة الأصل المصادر والدخل المعلن للمدان.
هذا المبدأ لا لبس فيه: لا يمكن للطرف الثالث "الواجهة" الطعن في أسباب الادعاء ضد الشخص الرئيسي. دفاعه الوحيد هو إثبات أنه المالك الحقيقي والشرعي للأصل، وإثبات أنه حصل عليه بوسائل مشروعة ودون أي وساطة ظاهرية. لا يُسمح له بالطعن في الشروط المسبقة التي تبرر المصادرة ضد المدان.
ترسم المحكمة العليا خطًا فاصلًا واضحًا لاعتراضات الطرف الثالث:
هذا النهج متسق مع طبيعة المصادرة الموسعة، التي تهدف إلى استهداف الثروة غير المشروعة بغض النظر عن تسجيلها الرسمي. يُطلب من الطرف الثالث إثبات عدم صلته التامة بالثروة غير المشروعة، وليس الدفاع عن المدان.
يعزز الحكم رقم 31870 لعام 2025 لمحكمة النقض التوجه بشأن المصادرة بموجب المادة 240 مكررًا من القانون الجنائي، موضحًا أن دفاع المالك الظاهري الثالث يقتصر على إثبات ملكيته الفعلية والمشروعة للأصول. يعزز هذا القرار فعالية تدابير الاستيلاء ضد الثروات ذات المصدر غير المشروع، مما يجعل التهرب من خلال الوساطة الظاهرية أكثر صعوبة. بالنسبة للعاملين في مجال القانون ولأي شخص يجد نفسه في مواقف مماثلة، فهذا تذكير بالحاجة إلى التحقق الدقيق من مصدر الأصول وملكيته الحقيقية، في سياق يتزايد فيه الطلب على الشفافية المالية.