العمل ذو المنفعة العامة والتعليق المشروط للعقوبة: الحكم رقم 30177/2025 والحق في الاستئناف

قدمت محكمة النقض، بموجب الحكم رقم 30177 بتاريخ 09/07/2025 (والمودع بتاريخ 02/09/2025)، توضيحًا أساسيًا بشأن عقوبات بديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة، مع التركيز بشكل خاص على التفاعل بين طلب العمل ذي المنفعة العامة والتعليق المشروط للعقوبة. هذا القرار، الذي يلغي جزئيًا مع الإحالة قرارًا سابقًا لمحكمة ماسا، يتسم بأهمية قصوى للممارسة القضائية ولحماية حقوق المتهمين، حيث يحدد حدود الحق في الاستئناف في سياق قضائي يولي اهتمامًا متزايدًا للضمانات.

سياق العقوبات البديلة وإصلاح كارتيبيا

يهدف نظامنا القانوني، بما في ذلك بعد الإصلاحات الأخيرة مثل "كارتيبيا" (المرسوم التشريعي 10 أكتوبر 2022، رقم 150)، إلى تفضيل، حيثما أمكن، تطبيق عقوبات بديلة للاحتجاز، خاصة بالنسبة للإدانات القصيرة. الهدف مزدوج: من ناحية، تعزيز إعادة اندماج المدان في المجتمع، ومن ناحية أخرى، تخفيف الازدحام في السجون. من بين هذه التدابير، يمثل العمل ذو المنفعة العامة (LPU)، الذي تنظمه، من بين أمور أخرى، المادة 20 مكرر من قانون العقوبات والمادة 58 من المرسوم التشريعي 274/2000 للجرائم التي تختص بها محكمة الصلح، والتعليق المشروط للعقوبة (المادة 163 من قانون العقوبات)، أدوات حاسمة.

القضية التي تناولتها المحكمة العليا في الحكم المعني، والتي كان فيها السيد إم. جي. متهمًا، تتعلق تحديدًا بإمكانية استئناف رفض التعليق المشروط للعقوبة، إذا كان المتهم قد طلب بشكل ثانوي وبديل تطبيق العمل ذي المنفعة العامة. في الواقع، يمكن تفسير مثل هذا الطلب على أنه تنازل ضمني عن المنفعة الأساسية للتعليق المشروط، مما يمنع أي شكاوى لاحقة.

مبدأ محكمة النقض: حصن لحق الدفاع

رفضت محكمة النقض، الدائرة الجنائية الخامسة، بموجب الحكم رقم 30177/2025، هذا التفسير المقيد، مؤكدةً مبدأ ذا أهمية كبيرة:

فيما يتعلق بالعقوبات البديلة للعقوبات السالبة للحرية القصيرة، فإن طلب تطبيق العمل ذي المنفعة العامة، المقدم بشكل ثانوي وبديل لطلب التعليق المشروط للعقوبة، لا يعني التنازل الضمني عن هذا الطلب الأخير، مما يجعل صياغة الشكاوى المتعلقة برفض المنفعة في مرحلة الاستئناف أمرًا مقبولًا.

هذا المبدأ ذو أهمية أساسية لأنه يوضح أن استراتيجية الدفاع المتمثلة في تقديم طلبات بشكل ثانوي لا ينبغي أن تؤدي إلى عقوبة للمتهم. بعبارة أخرى، طلب العمل ذي المنفعة العامة *فقط إذا* لم يتم منح التعليق المشروط لا يعني التنازل عن هذا الأخير. يحتفظ المتهم بالحق الكامل في الطعن في استئناف أو نقض قرار المحكمة الابتدائية الذي رفض التعليق المشروط، حتى لو كان قد قدم طلب العمل ذي المنفعة العامة كـ "خيار ثانٍ". هذا المبدأ يحمي حق الدفاع، ويضمن أن يتمكن المتهم من السعي لتحقيق الحل الأكثر ملاءمة له دون خوف من إغلاق سبل قانونية أخرى أمامه.

الآثار العملية والإشارات التنظيمية

يقع قرار محكمة النقض ضمن إطار تنظيمي معقد، مستشهدًا بمواد مختلفة من قانون العقوبات والقوانين الخاصة. من بين الإشارات التنظيمية المذكورة في الحكم نجد:

  • المادة 20 مكرر من قانون العقوبات: التي تنظم العمل ذي المنفعة العامة كعقوبة بديلة.
  • المادة 163 من قانون العقوبات: المتعلقة بالتعليق المشروط للعقوبة.
  • المادة 71 الفقرة 1 البند (ط) من المرسوم التشريعي 150/2022: الذي أدخل تعديلات هامة في مجال العقوبات البديلة والإجراءات الخاصة، مما عزز أهمية العمل ذي المنفعة العامة.
  • المادة 61 مكرر من القانون 24/11/1981 رقم 689: والتي تتعلق أيضًا بالعقوبات البديلة.
  • المادة 545 مكرر من قانون الإجراءات الجنائية الجديد: المتعلقة بتحويل العقوبات المالية إلى عمل ذي منفعة عامة.
  • المادة 58 من المرسوم التشريعي 28/08/2000 رقم 274: الخاص بالعمل ذي المنفعة العامة في الإجراءات أمام محكمة الصلح.

توضح هذه الإشارات كيف يفسر الحكم نظامًا تنظيميًا متعدد الطبقات، مما يضمن الاتساق والعدالة. يؤكد اتجاه محكمة النقض على ضرورة الحفاظ على استقلالية طلبات الدفاع، وتجنب التفسيرات التي قد تحد بشكل غير مبرر من ممارسة الحقوق الإجرائية. إنه بمثابة تذكير للقضاة الموضوعيين بتقييم طلبات الدفاع بعناية، والاعتراف بالحق الكامل للمتهم في اختيار الاستراتيجية الأكثر ملاءمة لوضعه، دون أن يُنظر إلى الطلب الثانوي على أنه تنازل ضمني عن مزايا أخرى.

الخلاصة

يمثل الحكم رقم 30177/2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة هامة في القانون الجنائي الإيطالي. يؤكد مجددًا المبدأ القائل بأن الطلب الثانوي للعمل ذي المنفعة العامة لا يمكن أن يمنع الحق في استئناف رفض التعليق المشروط للعقوبة. يحمي هذا القرار بفعالية حق الدفاع، ويضمن للمتهم إمكانية استكشاف جميع الخيارات القانونية المتاحة له دون الوقوع في تنازلات ضمنية. بالنسبة لمحامي الدفاع الجنائي، يعد هذا الحكم أداة قيمة لوضع استراتيجيات الدفاع بشكل صحيح، مما يضمن أن الطلبات المقدمة في الجلسة لا تضر بإمكانيات الاستئناف المستقبلية. إنها خطوة هامة نحو عملية جنائية أكثر عدلاً وإنصافًا، تماشيًا مع المبادئ الدستورية والضمانات الأساسية للمتهم.

مكتب المحاماة بيانوتشي