تعد قضايا قانون الأسرة ذات الآثار العابرة للحدود، وخاصة تلك المتعلقة بالتزامات الإعالة والنفقة، معقدة. قدمت محكمة النقض العليا، في الحكم رقم 31757 لعام 2025، توضيحات حاسمة حول حدود الاختصاص القضائي الجنائي الإيطالي في هذه السياقات، لتصبح مرجعًا لا غنى عنه لمن يعمل في هذا المجال.
يشكل انتهاك التزامات الإعالة الأسرية، المعاقب عليه بموجب المادة 570 من القانون الجنائي، حماية للأطراف الضعيفة في الأسرة. ومع ذلك، عندما يقيم المستحق للنفقة بشكل دائم في الخارج، تنشأ مسألة الاختصاص القضائي للمحكمة الإيطالية. تنص المادة 6 من القانون الجنائي على مبدأ الإقليمية: تُرتكب الجريمة في إيطاليا إذا وقع الفعل أو الامتناع أو الحدث، ولو جزئيًا، على الأراضي الوطنية. تحديد مكان وقوع جريمة الامتناع عن النفقة الدولية أمر معقد.
رفض الحكم رقم 31757 لعام 2025، الصادر عن الدائرة الجنائية السادسة (الرئيس الدكتور ف. ج.، المقرر الدكتورة إ. م.)، الطعن في قضية المتهم س. ب. م. ل. ن.، مما أرسي مبدأً واضحًا بشأن عدم الاختصاص القضائي.
فيما يتعلق بانتهاك التزامات الإعالة الأسرية، يوجد عدم اختصاص قضائي للمحكمة الإيطالية إذا كان المستحق للنفقة يقيم بشكل دائم في الخارج ولا توجد تصرفات، تهدف إلى التهرب من الوفاء أو خلق عقبات أمامه، ارتكبت في الأراضي الوطنية وتصلح لتطبيق معيار الارتباط المنصوص عليه في المادة 6 من القانون الجنائي.
باختصار، تقرر المحكمة عدم الاختصاص القضائي الإيطالي إذا كان المستفيد يقيم بشكل دائم في الخارج ولم يقم الملزم بأي إجراءات نشطة في الأراضي الإيطالية للتهرب من الدفع أو عرقلته. مجرد عدم إرسال الأموال، دون تصرفات محددة في إيطاليا (مثل إخفاء الأصول أو تزوير المستندات)، لا يرسخ الاختصاص القضائي الجنائي الإيطالي. "معيار الارتباط" الفعلي ضروري: تصرف نشط من قبل المتهم في إيطاليا يشكل الجريمة في بلدنا.
يوضح الحكم أن مجرد الإخلال بالالتزام، عندما يكون المستفيد في الخارج، لا يكفي للاختصاص القضائي الجنائي الإيطالي. من الضروري أن يكون الملزم قد قام على الأراضي الوطنية بتصرفات محددة ونشطة، مثل:
بدون هذه التصرفات "الرابطة"، لا تقع الجريمة ضمن اختصاص المحكمة الإيطالية. يتوافق هذا التفسير مع السوابق القضائية (مثل الحكم رقم 8613 لعام 2020)، حيث يميز بين الامتناع البحت والفعل النشط الذي يمنع الوفاء به. هذا الأخير فقط، إذا ارتكب في إيطاليا، يمكن أن يجذب الاختصاص القضائي.
يسلط الحكم رقم 31757 لعام 2025 الضوء على قضايا النفقة العابرة للحدود. ويوضح أن مجرد الإقامة الإيطالية للملزم لا تكفي للاختصاص القضائي الجنائي، بل تتطلب تصرفات نشطة على الأراضي الوطنية تهدف إلى التهرب من الوفاء أو عرقلته. هذا المبدأ يحمي الحق في الدفاع والتطبيق الصحيح للإقليمية. بالنسبة للضحايا، في غياب مثل هذه التصرفات في إيطاليا، سيكون من الضروري اللجوء إلى السلطات الأجنبية أو تفعيل أدوات التعاون الدولي (مثل اللائحة الأوروبية رقم 4/2009). الاستشارة القانونية المتخصصة ضرورية للتنقل في القانون الدولي الخاص والجنائي وحماية حقوق الفرد.