قبول الديون في التفليسة: محكمة النقض وعدم قبول الاستئناف دون تحديد المبلغ (القرار رقم 17544/2025)

في المشهد المعقد والحساس للإجراءات الجماعية، تكتسب كل خطوة إجرائية أهمية حاسمة، خاصة بالنسبة للدائنين الذين يسعون لاسترداد ما هو مستحق لهم. قدمت محكمة النقض، بموجب القرار رقم 17544 المؤرخ في 30 يونيو 2025، توضيحًا أساسيًا، مؤكدةً على صرامة المتطلبات الشكلية لقبول الديون في التفليسة. قرار يؤكد على أهمية الدقة والاكتمال منذ الخطوة الأولى، وإلا فإن الطلب سيكون غير مقبول.

القرار، الذي ترأسه الدكتور ف. ت. وكان الدكتور س. س. هو المقرر، تناول الاستئناف المقدم من ج. ضد ف.، مؤكدًا قرار محكمة ليكو بتاريخ 26 مايو 2023. كان محور القضية جانبًا يبدو بسيطًا ولكنه ذو عواقب وخيمة: عدم تحديد مبلغ الدين في طلب القبول في قائمة الديون.

مبدأ محكمة النقض: وضوح لا هوادة فيه

أكدت المحكمة على مبدأ أساسي يجب على كل دائن ومهني أخذه في الاعتبار. المبدأ، الذي يلخص فكر القضاة، ينص على:

فيما يتعلق بقبول الديون في قائمة الديون، فإن عدم تحديد مبلغ الدين يؤدي، وفقًا للمادة 93، الفقرة 4، من قانون الإفلاس، إلى عدم قبول الطلب، ويجب استبعاد إمكانية التصحيح أو التكامل، نظرًا لعدم انطباق المادة 164 من قانون الإجراءات المدنية، المنصوص عليها فقط في حالة البطلان، والمادة 95 من قانون الإفلاس، التي تسمح بتقديم ملاحظات مكتوبة ووثائق تكميلية، ولكن ليس تعديل الطلب.

هذا المقتطف يتميز بوضوح صارخ، وفي الوقت نفسه، هو تحذير صارم. هذا يعني أنه إذا قدم دائن طلبًا لقبول الدين دون تحديد المبلغ الدقيق للدين الذي يعتزم إدراجه، فلن يكون هذا الطلب غير منتظم أو قابل للتعديل ببساطة، بل سيكون غير مقبول بشكل مباشر. عدم القبول هو منع جذري، يمنع القاضي من فحص جوهر المطالبة، مما يبطل فعليًا كل الجهود.

الأسباب القانونية وراء الصرامة: المادتان 93 و 95 من قانون الإفلاس

تستند محكمة النقض في قرارها إلى تفسير صارم لقانون الإفلاس (المرسوم الملكي رقم 267/1942). على وجه الخصوص، تبرز مادتان حاسمتان:

  • المادة 93، الفقرة 4، من قانون الإفلاس: هذه القاعدة تحدد بشكل حصري العناصر الأساسية التي يجب أن يتضمنها طلب القبول في قائمة الديون. من بين هذه العناصر، يبرز تحديد "المبلغ الذي يعتزم إدراجه". عدم ذكره ليس مجرد عيب شكلي، بل هو نقص في عنصر تكويني للطلب نفسه.
  • عدم انطباق المادة 164 من قانون الإجراءات المدنية: ينص قانون الإجراءات المدنية، في المادة 164، على إمكانية تصحيح أو استكمال الإجراءات القضائية المتأثرة بالبطلان. ومع ذلك، توضح محكمة النقض أن هذا الحكم لا يمكن تطبيقه في سياق قبول الديون. هذا لأن المادة 164 من قانون الإجراءات المدنية مصممة لحالات البطلان، بينما تتعلق الحالة قيد النظر بعدم القبول، وهو شرط مختلف تمامًا وأكثر صرامة. الإجراءات الجماعية، لطبيعتها الخاصة والحاجة إلى السرعة واليقين، تنص على نظام صارم من الناحية الشكلية، والذي يحيد، في بعض الحالات، عن المبادئ العامة للقانون المدني.
  • حدود المادة 95 من قانون الإفلاس: تسمح المادة 95 من قانون الإفلاس للدائنين بتقديم ملاحظات مكتوبة ووثائق تكميلية. ومع ذلك، فإن هذه الأداة محدودة النطاق: فهي تخدم لدعم أو توضيح طلب تم تقديمه بشكل صحيح بالفعل، وليس لتعديل أو استكمال العناصر الأساسية المفقودة. بعبارة أخرى، ليست طوق نجاة لتصحيح طلب غير مكتمل بطبيعته منذ البداية. تسمح بإضافة أدلة أو تفسيرات، ولكن ليس "إنشاء" مبلغ الدين الذي كان يجب تحديده منذ البداية.

الآثار العملية للدائنين

هذا القرار هو تحذير أساسي لجميع الدائنين ومحاميهم. مرحلة قبول الديون لا تسمح بالتقريب. يجب أن يكون الطلب لا تشوبه شائبة منذ تقديمه، ويحتوي على جميع العناصر التي ينص عليها القانون. خطأ أو إغفال مبلغ الدين ليس عيبًا يمكن تصحيحه، بل هو عقبة لا يمكن تجاوزها ستمنع قبول الدين.

هذا يفرض اهتمامًا دقيقًا في صياغة الطلبات، والتحقق بعناية فائقة من استيفاء جميع المتطلبات الشكلية والموضوعية. في سياق غالبًا ما يتم فيه الدعوة إلى السرعة، فإن صرامة الأشكال توضع لحماية المساواة بين الدائنين وسرعة الإجراء، وتجنب التأخيرات بسبب التكامل أو التصحيحات المستمرة.

الخاتمة

يقع القرار رقم 17544/2025 لمحكمة النقض في سياق اجتهاد قضائي يفضل اليقين القانوني وانتظام الإجراءات الجماعية. يؤكد القرار أنه في مسائل الإفلاس، الدقة ليست خيارًا بل ضرورة لا يمكن التنازل عنها. بالنسبة للدائنين، هذا يعني أن مساعدة المهنيين ذوي الخبرة أكثر أهمية من أي وقت مضى للتنقل في تعقيدات قانون الإفلاس، وضمان أن كل طلب قبول دين كامل وصحيح في كل تفاصيله، لتجنب عدم القبول المؤسف والنهائي.

مكتب المحاماة بيانوتشي