الحكم رقم 16601/2025 الصادر عن محكمة النقض: تفرد المكتب الثانوي للموثق والبلديات المدمجة

قدمت محكمة النقض، في حكمها رقم 16601 بتاريخ 20/06/2025 (Rv. 675681-01)، توضيحًا أساسيًا في مسألة المخالفات التأديبية للموثقين، مع التركيز على تفسير مبدأ تفرد المقر الرئيسي والمكتب الثانوي. الحكم، الذي نتج عن الطعن المقدم من C. ضد L.، نقض قرارًا سابقًا لمحكمة استئناف روما وأعاد تأكيد مبدأ أساسي لمهنة التوثيق يستحق تحليلًا دقيقًا.

مبدأ التفرد والبلديات المدمجة: الإطار التنظيمي

يخضع تنظيم مهنة التوثيق في إيطاليا لقواعد دقيقة تحدد حدود وممارسات المهنة. جانب حاسم يتعلق بإمكانية فتح الموثق لمكتب ثانوي. المادة 26، الفقرة 2، من القانون رقم 89 لعام 1913 (قانون التوثيق)، بصيغتها المعدلة بمرور الوقت من خلال تدخلات تشريعية هامة مثل المرسوم القانوني رقم 1 لعام 2012 والقانون رقم 124 لعام 2017، تمنح الموثق الحق في فتح "مكتب ثانوي واحد" في "أي بلدية" ضمن المنطقة أو الدائرة. إلى جانب ذلك، تنص المادة 8 من المرسوم الملكي القانوني رقم 1666 لعام 1937 على ما يسمى بـ "البلديات المدمجة"، وهي تلك البلديات التي، على الرغم من أنها ليست مقرًا لتعيين الموثق، تقع ضمن اختصاصه الإقليمي.

المسألة التفسيرية التي نشأت وحسمتها محكمة النقض تتعلق بالتوافق بين شرط المكتب الثانوي الواحد وتنظيم البلديات المدمجة: هل يمكن فتح مكتب ثانوي إضافي في بلدية مدمجة؟

تفسير محكمة النقض: المبدأ وتداعياته

فيما يتعلق بالمخالفة التأديبية للموثق، فإن المادة 26، الفقرة 2، من القانون رقم 89 لعام 1913 - بصيغتها المعدلة بالمرسوم القانوني رقم 1 لعام 2012، الذي تم تحويله إلى القانون رقم 27 لعام 2012، ثم القانون رقم 124 لعام 2017 - تمنح الموثق الحق في فتح "مكتب ثانوي واحد" فيما يتعلق بـ "أي بلدية" في المنطقة أو الدائرة التي تشمل عدة مناطق، دون أي مواصفات أو قيود أخرى تساعد على الاعتقاد بأن هذا التعبير لا يشمل البلدية المدمجة، التي لا تزال منظمة بموجب الفقرتين الأوليين من المادة 8 من المرسوم الملكي القانوني رقم 1666 لعام 1937؛ وبالتالي، يمكن اعتبار الإلغاء الضمني للمادة 8، الفقرة 3 من المرسوم الملكي القانوني المذكور فقط فيما يتعلق بتحديد أوقات المساعدة في البلدية المدمجة، والتي أصبحت موضوع تحديد من قبل الموثق (بالحدود الدنيا التي حددتها المادة 26 المذكورة) سواء للمقر المعين أو للبلدية المدمجة.

أوضحت محكمة النقض، في حكمها 16601/2025، بشكل لا لبس فيه أن عبارة "أي بلدية" الواردة في المادة 26، الفقرة 2، من قانون التوثيق تشمل أيضًا البلدية المدمجة. هذا يعني أن مبدأ تفرد المكتب الثانوي ينطبق بشكل موسع: يمكن للموثق فتح مكتب ثانوي، ولكن يمكنه فتح مكتب واحد فقط، وإذا قرر القيام بذلك في بلدية مدمجة، فلن يتمكن من فتح مكتب آخر في مكان آخر. وبالتالي، فإن فتح مكتب ثانوي إضافي في بلدية مدمجة، بالإضافة إلى المكتب الموجود بالفعل أو بالإضافة إلى المقر الرئيسي، يشكل مخالفة تأديبية.

يؤكد الحكم أيضًا أن الإلغاء الضمني للمادة 8، الفقرة 3، من المرسوم الملكي القانوني رقم 1666 لعام 1937 يتعلق حصريًا بتحديد أوقات المساعدة في البلدية المدمجة، تاركًا للموثق حرية تحديدها (مع مراعاة الحدود الدنيا التي تفرضها المادة 26). ومع ذلك، فإن هذا الإلغاء لا يؤثر على المبدأ العام لتفرد المكتب الثانوي. لذلك، تم نقض حكم C. ضد L. وإحالته للمراجعة لأن محكمة الاستئناف لم تطبق هذا المبدأ بشكل صحيح، مما سمح فعليًا بفتح مكتب ثانوي إضافي.

  • يمكن للموثق فتح "مكتب ثانوي واحد".
  • يمتد هذا الحق إلى "أي بلدية"، بما في ذلك البلديات المدمجة.
  • المادة 8، الفقرة 3، من المرسوم الملكي القانوني 1666/1937 ملغاة ضمنيًا فقط فيما يتعلق بأوقات المساعدة.
  • فتح مكتب ثانوي ثانٍ، حتى في بلدية مدمجة، يشكل مخالفة تأديبية.

الخلاصة: دليل للموثقين

يمثل الحكم رقم 16601/2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة حاسمة في تنظيم مهنة التوثيق، مؤكدًا على أهمية مبدأ تفرد المكتب الثانوي. بالنسبة للمهنيين في مجال التوثيق، يعد هذا الحكم بمثابة تحذير لتفسير وتطبيق التشريعات السارية بدقة، وتجنب التفسيرات الموسعة التي قد تؤدي إلى عقوبات تأديبية. من الضروري أن يلتزم كل موثق بالتوجيه الواضح للمحكمة العليا، مما يضمن احترام القواعد والصحة في ممارسة وظيفته العامة، لحماية الشرعية ويقين القانون.

مكتب المحاماة بيانوتشي