في المشهد المعقد للقانون المدني، يمثل تقييم الضرر البيولوجي أحد أكثر الجوانب حساسية وإثارة للجدل في كثير من الأحيان. قدمت محكمة النقض، من خلال الأمر الأخير رقم 15444 المؤرخ في 10 يونيو 2025، توضيحًا مهمًا حول حدود الإثبات بالشهود في هذا الشأن، مؤكدةً على المركزية الموضوعية للطب الشرعي. هذا القرار، الذي يرأسه ج. ت. ويعده م. ج.، ذو أهمية أساسية لجميع المعنيين بإدارة أو تحمل إجراءات التعويض عن الأضرار، لا سيما الإصابات الشخصية.
كانت القضية التي وصلت إلى محكمة النقض تتعلق بنزاع بين أ. (يمثله المحامي ف. ف.) و إ. (يمثله المحامي ف. ب.)، حيث أعلنت محكمة الاستئناف في ميلانو، بقرارها المؤرخ في 13 ديسمبر 2022، عدم قبول طلب التعويض. كان الموضوع يدور حول إمكانية إثبات المتضرر، عن طريق الشهود، لوجود حالة مرضية (في هذه الحالة، نوبات الهلع) لم يتم اكتشافها من خلال الاستشارة الفنية المكتبية (CTU) للطب الشرعي. تم استدعاء محكمة النقض للبت في صلاحية هذا النهج الإثباتي.
أعادت المحكمة العليا، في الأمر قيد النظر، تأكيد مبدأ راسخ ولكنه غالبًا ما يتم التشكيك فيه في الممارسة القضائية. الضرر البيولوجي، كما هو محدد في المادة 139 من قانون التأمين الخاص (المرسوم التشريعي 209/2005)، هو إصابة السلامة النفسية والجسدية للشخص، قابلة للتحقق الطبي الشرعي، بغض النظر عن القدرة على إنتاج الدخل. هذا يعني أن وجوده ومدىه يجب أن يكونا قابلين للتحقق بشكل موضوعي من خلال منهجيات علمية خاصة بالطب الشرعي. لا يكفي مجرد الإدراك الذاتي للمتضرر أو للغير.
لأغراض التعويض عن الضرر البيولوجي بموجب المادة 139 من قانون التأمين الخاص، يلزم وجود موضوعية طبية شرعية، بحيث لا يجوز للمتضرر إثبات، عن طريق الشهود، وجود حالة مرضية مختلفة وأبعد من تلك التي تم التحقق منها من قبل الاستشارة الفنية المكتبية. (في هذه الحالة، أكدت محكمة النقض قرار المحكمة الابتدائية الذي استبعد أن تتمكن المتضررة من إثبات، عن طريق الشهود، معاناتها من نوبات الهلع، وهي حالة مرضية لم تظهر في الاستشارة).
هذه الخلاصة تجسد مفهومًا أساسيًا: لا يمكن للإثبات بالشهود أن يعوض عن نقص التحقق الموضوعي الطبي الشرعي. في الحالة المحددة، حاولت المتضررة إثبات وجود نوبات الهلع من خلال الشهادات، وهي حالة مرضية لم تكتشفها الاستشارة الفنية المكتبية. وافقت محكمة النقض على قرار المحكمة الابتدائية، مشددة على أن الشاهد، مهما كان قريبًا من المتضرر، لا يمتلك الكفاءات العلمية لتشخيص حالة مرضية أو للتعارض مع استنتاجات خبير طبي شرعي عمل بناءً على فحوصات موضوعية وبروتوكولات علمية. وظيفة الشاهد هي الإبلاغ عن الحقائق، وليس صياغة التشخيصات أو التحققات الفنية.
للأمر رقم 15444/2025 آثار عملية مهمة لأي شخص يرغب في طلب التعويض عن الضرر البيولوجي. إليك بعض النقاط الرئيسية:
يعزز الأمر رقم 15444 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض حماية سلامة نظام التعويض، مع التركيز على ضرورة اتباع نهج صارم ومؤسس علميًا في التحقق من الضرر البيولوجي. لا يتعلق الأمر بالتقليل من المعاناة الذاتية للمتضرر، بل بضمان أن يكون التعويض مرتكزًا على معايير موضوعية وقابلة للتحقق. يهدف هذا المبدأ إلى منع إساءة الاستخدام وضمان أن يكون التعويض متناسبًا مع الضرر الطبي الشرعي الفعلي الذي تم تكبده. بالنسبة للمتضررين، الرسالة واضحة: الطريق للحصول على العدالة يمر عبر إثبات طبي قوي ومساعدة قانونية مؤهلة.