في المشهد المعقد للقانون الإجرائي المدني الإيطالي، تمثل مرحلة الاستئناف لحظة حاسمة لإعادة تعريف مصائر النزاع. ومع ذلك، فإن قواعدها، خاصة فيما يتعلق بالأدلة الجديدة، غالبًا ما تكون موضوع تفسيرات وتوضيحات قضائية. يأتي الأمر الصادر عن محكمة النقض رقم 15756 بتاريخ 12 يونيو 2025، والذي كان القاضي الدكتور إيانيلو إميليو هو المقرر والمحرر، في هذا السياق بالضبط، مقدمًا توضيحًا مهمًا حول حدود إنتاج المستندات الجديدة وعواقب عدم الاعتراض في مرحلة الاستئناف.
تتعلق المسألة التي تناولتها المحكمة العليا، في القضية التي كانت تضم S. ضد M. (النيابة العامة للدولة)، بتطبيق المادة 345، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية. ينص هذا القانون، بصيغته المعدلة بموجب المرسوم التشريعي رقم 83 لعام 2012، والذي تم تحويله بموجب القانون رقم 134 لعام 2012، على مبدأ أساسي: في دعوى الاستئناف، لا يُسمح بأدلة جديدة ولا يمكن إنتاج مستندات جديدة، ما لم يعتبرها المجلس ضرورية لاتخاذ القرار، أو إذا أثبت الطرف أنه لم يتمكن من تقديمها أو إنتاجها في دعوى الدرجة الأولى لسبب لا يعزى إليه.
يهدف هذا التقييد إلى ضمان سرعة وصحة الإجراءات، وتجنب تحول مرحلة الاستئناف إلى إعادة تقديم كاملة للدرجة الأولى، مع إطالة غير ضرورية للمواعيد الإجرائية. ولكن ماذا يحدث إذا تم إنتاج مستند غير مقبول ولم يتم الاعتراض على عدم قبوله؟
مخالفة حظر إنتاج مستندات جديدة في الاستئناف يمكن اكتشافها من قبل المحكمة تلقائيًا ويمكن الاعتراض عليها من قبل الطرف طوال مدة دعوى الاستئناف، ولكن إذا لم يتم اكتشافها أو الاعتراض عليها في هذه المرحلة، فلا يمكن طرحها كسبب للطعن بالنقض، حيث يعتبر أن سلطة المطالبة بالمسألة ذات الصلة قد استُنفدت بسبب عدم النص على إمكانية اكتشافها في أي مرحلة أو درجة من درجات التقاضي.
هذه الخلاصة هي جوهر الأمر رقم 15756/2025. بعبارة بسيطة، تؤكد محكمة النقض أن حظر الأدلة الجديدة في الاستئناف هو قاعدة مهمة جدًا لدرجة أنه يمكن للقاضي اكتشافها بشكل مستقل (يمكن اكتشافها تلقائيًا). في الوقت نفسه، يحق للطرف المعني وواجبه المطالبة بهذه المخالفة من خلال الاعتراض، ويمكنه القيام بذلك طوال مدة دعوى الدرجة الثانية. ومع ذلك، إذا لم يكتشف القاضي المخالفة تلقائيًا، ولم يعترض عليها الطرف أثناء الاستئناف، فلا يمكن إثارة المسألة في طعن لاحق بالنقض. توضح المحكمة أن سلطة المطالبة بهذه المسألة تعتبر "مستهلكة"، أي مستنفدة، على وجه التحديد لأن القانون لا ينص على إمكانية إثارتها في كل مرحلة من مراحل الإجراءات، بل فقط في مرحلة الاستئناف.
يؤكد قرار محكمة النقض، الذي نقض وأحال حكم محكمة استئناف لاكويلا بتاريخ 21 ديسمبر 2020، على الأهمية الحاسمة للعناية الإجرائية. بالنسبة للمحامين، هذا يعني:
يتماشى هذا القرار مع قرارات سابقة (مثل رقم 16289 لعام 2024 ورقم 5815 لعام 2023) التي تناولت بالفعل قضايا مماثلة، مما يعزز اتجاهًا يهدف إلى تحميل الأطراف وممثليهم المسؤولية في مرحلة الاستئناف، لضمان عملية أكثر كفاءة واحترامًا للمراحل الإجرائية.
يمثل الأمر رقم 15756/2025 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا واضحًا لجميع العاملين في مجال القانون. إن إمكانية إنتاج مستندات جديدة في الاستئناف محدودة للغاية، وانتهاك هذه الحدود، إذا لم يتم الاعتراض عليه في الوقت المناسب، لا يمكن تصحيحه في مرحلة النقض. يعزز هذا المبدأ فكرة أن مرحلة الاستئناف ليست "فرصة ثانية" غير محدودة لتقديم الأدلة، بل هي بالأحرى لحظة لمراجعة قرار الدرجة الأولى، محددة بقواعد دقيقة. تتأكد العناية الإجرائية، والاهتمام بالتفاصيل، والاعتراضات الفورية، مرة أخرى، كعناصر لا غنى عنها للحماية الفعالة للحقوق في التقاضي.