انقضاء الدعوى التنفيذية المعلقة: تحليل الأمر الصادر عن محكمة النقض رقم 17661 لسنة 2025

قانون المرافعات المدنية مجال دائم التطور، حيث يمكن أن يحدد التفسير الصحيح للقواعد نتيجة التقاضي. في هذا السياق، يبرز الأمر رقم 17661، الصادر عن محكمة النقض في 30 يونيو 2025، بأهمية خاصة، حيث يقدم توضيحات أساسية بشأن انقضاء الدعوى التنفيذية المعلقة. هذا القرار، الذي شمل الأطراف د. ل. ضد ب. ق.، يتناول مسألة حاسمة لإدارة إجراءات التنفيذ، مع التركيز على توقيت الإجراءات القضائية.

تطعن المحكمة في الحكم المذكور، برئاسة دي ستيفانو فرانكو والمستشار روسي رافاييلي، في قرار سابق لمحكمة استئناف روما بتاريخ 22 يونيو 2023، وتقدم تفسيراً موثوقاً للمادة 624، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية، بالصيغة التي أدخلها القانون رقم 69 لسنة 2009. ولكن ماذا يعني ذلك بالضبط وما هي الآثار العملية للدائنين والمدينين؟

سياق الدعوى التنفيذية والتعليق

تمثل الدعوى التنفيذية الأداة التي يمكن للدائن، الذي يمتلك سنداً تنفيذياً، من خلالها الحصول قسراً على ما هو مستحق له. ومع ذلك، فإن هذه الدعوى ليست محصنة ضد العقبات ويمكن تعليقها لأسباب مختلفة، غالباً نتيجة لاعتراض من قبل المدين. تنظم المادة 624 من قانون الإجراءات المدنية على وجه التحديد تعليق التنفيذ، وتنص على أنه عند تقديم الاعتراض، يمكن لقاضي التنفيذ تعليق الدعوى.

تتعلق المسألة الرئيسية التي تناولتها محكمة النقض بعواقب عدم إعادة تفعيل دعوى الموضوع في غضون المواعيد المحددة، خاصة عندما لا ينبع التعليق مباشرة من قرار قاضي التنفيذ بشأن الاعتراض، بل من أمر صادر في مرحلة الاستئناف، وفقاً للمادة 669-ثالث عشر من قانون الإجراءات المدنية.

ينتج انقضاء الدعوى التنفيذية المعلقة بموجب المادة 624، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية (بالصيغة التي أدخلها القانون رقم 69 لسنة 2009)، في حالة عدم بدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع بشأن الاعتراض، حتى لو كان أمر التعليق قد صدر عن المحكمة في مرحلة الاستئناف.

يوضح هذا المبدأ الصادر عن محكمة النقض نقطة أساسية: عقوبة انقضاء الدعوى التنفيذية بسبب عدم نشاط الأطراف لا تقتصر على حالات التعليق المباشر من قاضي التنفيذ، بل تمتد أيضاً إلى تلك الحالات التي تم فيها إصدار التعليق من قبل المحكمة في مرحلة الاستئناف. هذا يعني أنه بغض النظر عن "مصدر" التعليق، إذا لم يتم بدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع بشأن الاعتراض في المواعيد النهائية المنصوص عليها في القانون، فإن الدعوى التنفيذية تنقضي.

تكمن أهمية هذا التفسير في رغبة المشرع في تجنب بقاء الدعاوى التنفيذية في حالة جمود غير محدد، مما يضمن اليقين والسرعة. يهدف القانون إلى دفع الأطراف إلى تسوية القضايا الأساسية للاعتراض بسرعة، تحت طائلة فقدان آثار الإجراء.

نطاق المادة 624، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية والمواعيد النهائية

تنص المادة 624، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية، بصيغتها المعدلة بالقانون رقم 69 لسنة 2009، على آلية انقضاء تلقائي للدعوى التنفيذية في حالة تقاعس الأطراف. تؤكد محكمة النقض، في الحكم قيد التعليق، الطبيعة النهائية للمواعيد لبدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع. لا يميز تطبيقها بناءً على المرحلة أو نوع الهيئة القضائية التي أصدرت التعليق.

يتماشى هذا المبدأ مع السوابق القضائية السابقة، كما يتضح من الإشارة إلى المبادئ المتوافقة (رقم 7043 لسنة 2017 ورقم 12977 لسنة 2022)، التي أبرزت بالفعل ضرورة الالتزام الصارم بالمواعيد الإجرائية لتجنب الانقضاء. المنطق هو تجنب الإساءات أو التأخيرات الاستراتيجية التي قد تضر بالطرف الدؤوب وكفاءة نظام العدالة.

بالنسبة للأشخاص المعنيين في دعوى تنفيذية، من الضروري الانتباه إلى الجوانب التالية:

  • **تعليق الدعوى التنفيذية:** سواء صدر عن قاضي التنفيذ أو في مرحلة الاستئناف.
  • **عدم بدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع:** يجب على الطرف الذي رفع الاعتراض أن يتخذ إجراءات للمضي قدماً في دعوى الموضوع في غضون المواعيد المحددة.
  • **الموعد النهائي:** المواعيد غير قابلة للتمديد وعدم الالتزام بها يؤدي إلى عواقب وخيمة.
  • **الانقضاء التلقائي:** ينقضي الانقضاء بحكم القانون، دون الحاجة إلى قرار قضائي محدد يعلنه.
  • **التطبيق حتى في حالة الاستئناف:** أوضحت محكمة النقض أن القاعدة تنطبق أيضاً إذا كان التعليق ناتجاً عن أمر صادر عن المحكمة في مرحلة الاستئناف.

الآثار العملية للدائنين والمدينين

لهذا الأمر آثار هامة على جميع الجهات الفاعلة في الدعوى التنفيذية. بالنسبة **للدائن**، يعني ذلك أنه حتى في حالة تعليق التنفيذ بسبب استئناف المدين، يجب عليه مراقبة قيام المدين ببدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع في المواعيد المحددة. قد يؤدي تقاعسه إلى انقضاء الدعوى، مما يجبر الدائن على بدء إجراء جديد، بتكاليف وأوقات إضافية.

بالنسبة **للمدين** الذي يقدم اعتراضاً ويحصل على التعليق، يفرض القرار سلوكاً نشطاً وفورياً. لا يكفي الحصول على التعليق؛ بل من الضروري المضي قدماً في بدء أو إعادة استئناف دعوى الموضوع في غضون المواعيد النهائية، حتى لا يبطل دفاعه ويفقد فرصة إثبات أسبابه. عدم الالتزام بهذه المواعيد يعادل تنازلاً ضمنياً عن الاعتراض.

في سياق حساس كهذا، تصبح استشارة محامٍ خبير في قانون المرافعات المدنية ضرورية. فقط المحترف يمكنه توجيه الأطراف خلال تعقيدات المواعيد والإجراءات، مما يضمن الالتزام بالمواعيد النهائية والإدارة الصحيحة للتقاضي.

الخاتمة

يعزز الأمر الصادر عن محكمة النقض رقم 17661 لسنة 2025 مبدأ السرعة واليقين القانوني في إجراءات التنفيذ. من خلال التأكيد على النطاق الواسع للمادة 624، الفقرة 3، من قانون الإجراءات المدنية، تؤكد المحكمة العليا أن انقضاء الدعوى بسبب تقاعس الأطراف ينطبق في جميع حالات التعليق، بما في ذلك تلك الصادرة في مرحلة الاستئناف. هذا القرار هو بمثابة تحذير لجميع الأطراف المعنية: الاجتهاد والسرعة فضائل إجرائية لا يمكن إغفالها. يعد فهم هذه القواعد واحترامها أمراً أساسياً لحماية حقوقهم ولأداء العدالة بفعالية.

مكتب المحاماة بيانوتشي