دخل المواطنة والاتفاق الجنائي: استبعاد المنفعة وفقًا لمحكمة النقض (الحكم رقم 15688/2025)

دخل المواطنة، وهو إجراء لدعم الدخل والإدماج الاجتماعي، كان دائمًا مرتبطًا بمتطلبات محددة، ليس فقط اقتصادية ولكن أيضًا سلوكية. قدمت محكمة النقض، في حكمها رقم 15688 بتاريخ 12 يونيو 2025، توضيحًا حاسمًا بشأن استبعاد المنفعة لمن أبرم اتفاقًا جنائيًا بشأن جرائم معينة. هذا القرار، الذي شهد معارضة I. B. N. و F. G.، يلغي قرار محكمة الاستئناف في روما مع الإحالة، مؤكدًا مجددًا مبادئ الصدق والولاء تجاه المجتمع.

الاتفاق الجنائي ومتطلبات الوصول إلى دخل المواطنة

تتعلق المسألة المركزية للمحكمة العليا بتأثير المادة 444 من قانون الإجراءات الجنائية، ما يسمى بـ "الاتفاق الجنائي"، على أهلية الحصول على دخل المواطنة. الاتفاق الجنائي هو إجراء جنائي خاص يسمح للمتهم بالتفاوض على عقوبة مخفضة، وتجنب المحاكمة. على الرغم من أنه ليس اعترافًا كاملاً بالذنب، إلا أن الحكم الناتج عنه له قيمة إثبات للمسؤولية الجنائية.

المرسوم القانوني رقم 4 لعام 2019، وخاصة المادة 7، الفقرة 3، يسرد سلسلة من الجرائم التي يؤدي ارتكابها إلى فقدان أو استبعاد دخل المواطنة. قضت محكمة النقض، قسم العمل، في الحكم قيد النظر، بأن حتى حكم الاتفاق الجنائي بشأن إحدى هذه الجرائم يكفي لمنع الوصول إلى دخل المواطنة.

مبدأ محكمة النقض: الصدق والتضامن الاجتماعي

يكمن جوهر قرار محكمة النقض في المبدأ التالي، الذي يعبر بوضوح عن روح القرار:

لا يجوز لمن صدر بحقه حكم بتطبيق عقوبة بناءً على طلب، لارتكابه إحدى الجرائم المشار إليها في المادة 7، الفقرة 3، من المرسوم القانوني رقم 4 لعام 2019، المدمج مع تعديلات بالقانون رقم 26 لعام 2019، الحصول على دخل المواطنة، حيث لا يمكن تمديد الدعم التضامني لأولئك الذين، بسلوكهم، فشلوا في الوفاء بواجبات الصدق والولاء والأمانة تجاه نفس المجتمع الذي يطلبون مساعدته.

هذا المقطع ذو أهمية بالغة. لا تقتصر المحكمة على تفسير حرفي للقاعدة، بل تفهم روحها. دخل المواطنة هو تعبير عن التضامن الاجتماعي، وهو مساعدة من المجتمع لأعضائه الأكثر احتياجًا. ومع ذلك، لا يمكن تمديد هذا الدعم بشكل عشوائي. تؤكد محكمة النقض أن أولئك الذين، بسلوكهم، انتهكوا الواجبات الأساسية للصدق والولاء والأمانة - وهي قيم أساسية للحياة المدنية - يتعارضون مع المبادئ التي يقوم عليها هذا الدعم. لا يمكن تصور أن الشخص الذي ألحق ضررًا أو أظهر ازدراءً بقواعد المجتمع يمكنه بعد ذلك المطالبة بدعمه المالي.

الآثار العملية والإطار التنظيمي

يؤكد الحكم رقم 15688/2025 على مبدأ الاتساق والنزاهة في الوصول إلى المنافع الاجتماعية. لا يتعلق الأمر فقط بمسألة شكلية، بل بمسألة جوهرية: سلوك مقدم الطلب، حتى لو تم تحديده باتفاق جنائي، له أهمية أخلاقية وقانونية في سياق المساعدات الاجتماعية.

بالنسبة للمواطنين، هذا يعني أن:

  • من الضروري معرفة الجرائم المنصوص عليها في المادة 7، الفقرة 3، من المرسوم القانوني رقم 4/2019 التي تمنع الوصول إلى المنفعة.
  • حتى الاتفاق مع العدالة عبر الاتفاق الجنائي بشأن هذه الجرائم سيكون له عواقب على أهلية تلقي دخل المواطنة.
  • الصدق والولاء ليسا مجرد متطلبات أخلاقية، بل هما شروط قانونية حقيقية للوصول إلى الدعم العام.

يقع قرار محكمة النقض ضمن اجتهاد قضائي حريص على منع إساءة الاستخدام وضمان توجيه الموارد العامة إلى من يحق لهم ذلك، مع احترام مبادئ الشرعية والعدالة الاجتماعية. المراجع التنظيمية الرئيسية هي المرسوم القانوني 28/01/2019 رقم 4 (المدمج مع تعديلات بالقانون 28/03/2019 رقم 26) والمادة 444 من قانون الإجراءات الجنائية.

الخاتمة

يمثل الحكم رقم 15688 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض توضيحًا نهائيًا بشأن التوافق بين الاتفاق الجنائي بشأن جرائم معينة والحصول على دخل المواطنة. يؤكد على الارتباط الذي لا ينفصم بين الحق في الدعم الاجتماعي وواجب السلوك الصادق والملتزم تجاه المجتمع. بالنسبة للعاملين في المجال القانوني، يعزز هذا القرار الحاجة إلى استشارة دقيقة، مسلطًا الضوء على كيف يمكن لعواقب الإدانة، حتى لو كانت باتفاق جنائي، أن تمتد إلى ما هو أبعد من النطاق الجنائي، مما يؤثر على الوصول إلى الحقوق والمنافع الأساسية. العدالة، بهذا المعنى، هي ضامنة لسلامة نظام الرفاهية.

مكتب المحاماة بيانوتشي