يضع النظام القانوني الإيطالي، في توازنه المستمر بين الحق في الدفاع ويقين القانون، مجموعة من سبل الانتصاف للطعن في القرارات القضائية. من بين هذه، يمثل الاستئناف أداة استثنائية، مخصصة لإعادة النظر في الأحكام النهائية فقط في وجود عيوب خطيرة بشكل خاص ومنصوص عليها صراحة في القانون. يقدم الأمر رقم 15990، الصادر عن محكمة النقض في 7 أغسطس 2019 (مع إيداعه في 15 يونيو 2025 والإشارة إلى Rv. 675136-01)، توضيحًا أساسيًا لحدود هذا الانتصاف، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطعن في قرارات المحكمة العليا نفسها. يتناول القرار، الذي كان طرفاه N. P. ضد C.، قضية حاسمة لاستقرار النظام القضائي: إمكانية تقديم طلب استئناف جديد بعد أن تم بالفعل التصريح بعدم قبول طلب سابق لعدم وجود خطأ قابل للاستئناف.
الاستئناف هو وسيلة طعن استثنائية تنظمها المادة 395 وما يليها من قانون الإجراءات المدنية. على عكس الاستئناف أو الطعن بالنقض، اللذين يهدفان إلى إعادة فحص موضوع أو شرعية القرار، يسمح الاستئناف بإلغاء حكم نهائي في وجود وقائع استثنائية أو أخطاء فادحة تفسد صلاحيته. تسرد المادة 395 من قانون الإجراءات المدنية الحالات التي يمكن فيها اللجوء إلى الاستئناف، بما في ذلك اكتشاف مستندات حاسمة مزورة، أو خداع أحد الأطراف، أو تواطؤ بين الأطراف، أو خطأ في الوقائع ناتج عن وثائق أو مستندات القضية (ما يسمى "بالخطأ القابل للاستئناف" المشار إليه في البند 4 من المادة 395 من قانون الإجراءات المدنية). يمكن أن تخضع محكمة النقض نفسها للاستئناف، ولكن بشروط إضافية وأكثر صرامة، كما هو منصوص عليه في المادة 391 مكررًا من قانون الإجراءات المدنية.
يشير "الخطأ القابل للاستئناف" المشار إليه في المادة 395، البند 4 من قانون الإجراءات المدنية، إلى خطأ في الوقائع يمكن ملاحظته بالعين المجردة، أي على الفور، من مجرد قراءة وثائق القضية ومستنداتها، دون الحاجة إلى مزيد من التحقيقات. لا يتعلق الأمر بخطأ في الحكم أو تفسير القانون، بل بخطأ مادي، أو إدراك خاطئ للحقائق من قبل القاضي. من ناحية أخرى، يشير "الحكم النهائي المستجد" إلى وضع يتم فيه، بعد صدور الحكم المطعون فيه، صدور قرار نهائي بشأن مسألة تمهيدية أو معتمدة تجعل الحكم نفسه غير متوافق. كلاهما سببان صالحان للاستئناف، ولكن يجب أن يحترم تطبيقهما مبادئ الاقتصاد الإجرائي ويقين القانون.
فيما يتعلق بالاستئناف على أحكام محكمة النقض، في حالة عدم قبول الطعن لعدم وجود خطأ قابل للاستئناف وفقًا للمادة 395، البند 4 من قانون الإجراءات المدنية، فإن طلب الاستئناف اللاحق بسبب حكم نهائي مستجد، المقدم بمذكرة، لا يمكن قبوله.
هذه المقولة لمحكمة النقض هي جوهر القرار وتجسد مبدأ أساسيًا. توضح أنه إذا تم التصريح بعدم قبول طعن بالاستئناف ضد حكم صادر عن المحكمة العليا لأنه لم يكن هناك خطأ قابل للاستئناف (أي خطأ واضح في الوقائع)، فلا يمكن تقديم طلب استئناف جديد، ربما بناءً على ما يسمى بـ "الحكم النهائي المستجد". السبب واضح: قرار عدم القبول السابق قد شكل بالفعل حكمًا نهائيًا بشأن مسألة وجود عيوب قابلة للاستئناف. السماح بطلب لاحق لسبب مختلف يعني التهرب من مبدأ نهائية القرارات والسماح بتكرار غير محدود للطعون، مما يضر باستقرار الأحكام. تؤكد المحكمة، في جوهرها، أن حكم الاستئناف، على الرغم من كونه استثنائيًا، لا يمكن أن يتحول إلى فرصة لإعادة فحص غير محدود للقرار، خاصة عندما تم بالفعل نفي أحد شروطه بقوة الحكم النهائي.
في القضية المعروضة، أعلنت المحكمة العليا، برئاسة الدكتور L. P. وبمشاركة الدكتورة S. B. كمقررة ومحررة، عدم قبول طلب الاستئناف. يستند هذا القرار إلى الاعتقاد الراسخ بأن عدم قبول طعن بالاستئناف لعدم وجود خطأ قابل للاستئناف (بموجب المادة 395، البند 4 من قانون الإجراءات المدنية) يمنع إمكانية تقديم طلب لاحق يستند إلى سبب مختلف، مثل الحكم النهائي المستجد. عززت المحكمة بذلك المبادئ التالية:
يؤكد الأمر على أهمية التقييم الأولي الدقيق لأسباب الاستئناف. لا يمكن محاولة الطعن في نفس الحكم عدة مرات بمجرد تغيير سبب الطلب.
يمثل الأمر رقم 15990 لعام 2019 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا واضحًا لمن يعتزمون الاستفادة من وسيلة الانتصاف الاستثنائية للاستئناف. أكدت المحكمة العليا بحزم أن حكم الاستئناف، على الرغم من كونه حصنًا ضد الأخطاء الاستثنائية، لا يمكن استخدامه كفرصة غير محدودة لإعادة فحص القرارات النهائية بالفعل. إن عدم قبول طعن لعدم وجود خطأ قابل للاستئناف يغلق الباب أمام الطلبات اللاحقة المستندة إلى أسباب أخرى، بما في ذلك الحكم النهائي المستجد. هذا المبدأ ضروري لضمان يقين القانون وكفاءة النظام القضائي، مما يضمن أن الأحكام، بمجرد استنفاد إمكانيات الطعن المنصوص عليها، تصبح مستقرة وغير قابلة للطعن، لصالح جميع المواطنين والنظام القانوني ككل. تؤكد هذه القرار على أهمية استراتيجية إجرائية دقيقة ومعرفة عميقة بحدود وشروط سبل الانتصاف الاستثنائية للطعن.