في المشهد المعقد للقانون الضريبي الإيطالي، يعد التحقق من الدخل مجالًا خصبًا للنقاش. يأتي الأمر الصادر عن محكمة النقض رقم 16168، والمودع في 16 يونيو 2025، كتذكير مهم بالمبادئ الأساسية التي توجه عمل الإدارة المالية، لا سيما فيما يتعلق بالتحقق الاستقرائي واحترام القدرة الضريبية. يقدم هذا القرار رؤى حاسمة لتحقيق التوازن بين احتياجات الخزانة وحماية دافع الضرائب.
التحقق الاستقرائي هو أداة للإدارة المالية لإعادة بناء الدخل الخاضع للضريبة عندما تكون السجلات المحاسبية غير موثوقة أو مفقودة. ينظم المرسوم الرئاسي 600/1973، في المادتين 32 و 39، سلطات التحقق، مع التمييز بين:
التحدي هو ضمان أن هذه إعادة البناء، على الرغم من افتراضيتها، لا تترجم إلى فرض ضرائب تعسفي، بل ترتكز على المبدأ الدستوري للقدرة الضريبية.
يكمن جوهر الأمر رقم 16168/2025 في احترام المادة 53 من الدستور الإيطالي: "يجب على الجميع المساهمة في النفقات العامة بما يتناسب مع قدرتهم الضريبية." يفرض هذا المبدأ أن يكون الضريبة متناسبة مع الثروة الحقيقية المنتجة. أوضحت محكمة النقض، بالإشارة إلى المحكمة الدستورية (الحكم رقم 10 لعام 2023)، أنه حتى في التحقق الاستقرائي، لا يمكن تجاهل التكاليف. الدخل هو الفرق بين الإيرادات والتكاليف. تجاهل التكاليف، حتى لو كانت مقطوعة أو افتراضية، يعني فرض ضرائب على مبلغ يتجاوز القدرة الضريبية الحقيقية، مما ينتهك النص الدستوري. ألغى القرار، الصادر في النزاع بين C. G. C. و A. برئاسة M. C. والمقرر A. N.، قرارًا صادرًا عن محكمة العدل الضريبية من الدرجة الثانية في صقلية مع الإحالة، مما يسلط الضوء على أهمية القضية.
يعبر الأمر رقم 16168 المؤرخ 16/06/2025 عن هذا المفهوم الأساسي بوضوح في خلاصته:
فيما يتعلق بالتحقق من الدخل، ومع مراعاة المبادئ المعبر عنها في حكم المحكمة الدستورية رقم 10 لعام 2023، يجب أن يأخذ كل تحقق استقرائي، سواء كان تحليليًا-استقرائيًا أو استقرائيًا بحتًا، في الاعتبار التكاليف، المقطوعة، التي تم تكبدها افتراضيًا لإنتاج الدخل المنسوب إلى دافع الضرائب، حتى يتمكن آلية تحديد الدخل القائمة على الافتراضات من احترام مبدأ القدرة الضريبية قدر الإمكان.
هذه الخلاصة ذات أهمية بالغة. فهي تنشئ التزامًا جوهريًا للإدارة المالية: بغض النظر عن المنهجية الاستقرائية، لا يمكن لمكتب التحقق تجاهل وجود تكاليف ضرورية لإنتاج الدخل. إذا لم يكن من الممكن تحديدها بدقة، فيجب تقديرها "بشكل مقطوع" أو "افتراضي" حتى لا تثقل كاهل دافع الضرائب بما يتجاوز قدرته الاقتصادية الفعلية. يؤكد حكم المحكمة الدستورية رقم 10 لعام 2023، المشار إليه، وتأكيد محكمة النقض لتطبيقه الموسع، على توفير حماية أكبر.
يمثل الأمر رقم 16168/2025 الصادر عن محكمة النقض حصنًا للدفاع عن مبدأ القدرة الضريبية. آثاره مهمة لكل من الإدارة المالية، التي ستحتاج إلى تحسين أساليب التحقق لتشمل تقديرًا للتكاليف، ولدافعي الضرائب، الذين يرون تعزيز موقفهم في حالة وجود نزاعات. يدعو هذا القرار المكاتب إلى عدم تطبيق آليات تحقق تستند فقط إلى الإيرادات المفترضة، دون النظر إلى هيكل التكلفة المتأصل في أي نشاط إنتاجي. هذا لا يعفي دافع الضرائب من إثبات تكاليفه، ولكنه يفرض على الإدارة، عند إعادة بناء الدخل بطريقة استقرائية، إجراء تقدير واقعي يأخذ في الاعتبار المكون السلبي للدخل، إذا لم يكن قابلاً للإثبات بدقة. إنها خطوة مهمة نحو نظام ضريبي أكثر عدلاً وتوجهاً دستورياً.