إن اليقين القانوني والمدة المعقولة للإجراءات أمران أساسيان. أوضحت محكمة النقض، بموجب القرار رقم 16379 (قرار بتاريخ 19 ديسمبر 2023)، القيود المفروضة على قابلية الطعن في أحكامها الصادرة في دعاوى النقض. قرار حاسم لنهائية الحكم القضائي والتوازن بين الحق في الدفاع والختام المؤكد للنزاعات.
النزاع بين س. (ب. ر. د.) و أ. (النيابة العامة للدولة) دفع المحكمة العليا إلى إعلان عدم قبول طعن إضافي. الخلاصة الصادرة عن القرار واضحة:
الأحكام والقرارات الصادرة بموجب المادة 380 مكرر من قانون الإجراءات المدنية، والصادرة عن محكمة النقض في دعوى النقض، لا تخضع لطعن جديد بالنقض، حيث تم استنفاد وسائل الطعن العادية، ولا يمكن تقديم الطعن الاستثنائي بموجب المادة 111 من الدستور ضدها، والذي لا يُقبل إلا ضد قرار موضوعي له طابع حاسم ولا يمكن الطعن فيه بأي وسيلة أخرى؛ علاوة على ذلك، فإن مبدأ فعالية إجراءات محكمة النقض، المستمد من المادة 111، الفقرة 7، من الدستور، يعني أن هذا الحل غير قابل للاستخدام عندما تكون محكمة النقض قد أجرت بالفعل فحص الشرعية على موضوع الدعوى، وفي هذه الحالة، يجب أن تسود الحاجة إلى ضمان وصول العملية إلى نهايتها في وقت معقول، وفقًا للمادة 111، الفقرة 2، من الدستور.
تحدد هذه الخلاصة استنفاد وسائل الطعن ومنع الطعون الإضافية بمجرد أن تنظر محكمة النقض في دعوى النقض.
يعتمد قرار محكمة النقض، الذي صاغه ل. ل.، على:
توضح المحكمة أن الحكم أو القرار الصادر عن محكمة النقض في دعوى النقض لا يمكن أن يكون موضوع "طعن جديد بالنقض". النظام ينص على عدد محدود من الوسائل؛ فإن "نقض النقض" من شأنه أن يقوض استقرار القرارات. كما يُستبعد الطعن الاستثنائي بموجب المادة 111 من الدستور، والذي يُقبل فقط ضد القرارات الموضوعية الحاسمة التي لا يمكن الطعن فيها بأي وسيلة أخرى. إذا كانت محكمة النقض قد أجرت بالفعل فحص الشرعية، فلا مجال لمزيد من الطعن. تسود المدة المعقولة للإجراءات (المادة 111، الفقرة 2، من الدستور)، مما يمنع إعادة فتح النزاعات التي نظرتها المحكمة العليا بشكل غير محدود.
يؤكد القرار رقم 16379 لعام 2023 التوجه الراسخ بشأن نهائية الحكم القضائي والمدة المعقولة للإجراءات. يجب أن يصل النظام القضائي، مع حماية حقوق الدفاع، إلى نقطة ثابتة. إن الانتشار غير المقيد لوسائل الطعن من شأنه أن يضر ليس فقط بأوقات العدالة، ولكن أيضًا بيقين العلاقات القانونية. قرار يدعو العاملين في مجال القانون إلى تقييم صارم للطعون، مع احترام المبادئ الدستورية والإجرائية.