استئناف الطرف المدني في إجراءات قاضي الصلح: محكمة النقض توضح الأمر رقم 23406 لسنة 2025

يضمن النظام القضائي الإيطالي حماية فعالة للمواطنين، سواء على الصعيد الجنائي أو المدني. أحد الجوانب الأكثر حساسية يتعلق بوضع الطرف المدني داخل الدعوى الجنائية، خاصة فيما يتعلق بالحصول على تعويض عن الأضرار الناجمة عن جريمة. الأمر الأخير لمحكمة النقض رقم 23406 المؤرخ 30/01/2025 (المودع بتاريخ 23/06/2025) يتدخل في نقطة جوهرية: شرعية الطرف المدني في تقديم استئناف للأغراض المدنية فقط ضد أحكام البراءة الصادرة عن قاضي الصلح. يقدم هذا القرار توضيحًا أساسيًا، يحدد بدقة أكبر حقوق والتزامات من تعرض لضرر بسبب جريمة، حتى لو لم يشارك بنشاط في مرحلة استدعاء المتهم للمحاكمة.

السياق التنظيمي والجدل التفسيري

يمثل قاضي الصلح، المختص بالنزاعات ذات الأهمية الأقل، سواء المدنية أو الجنائية، ركيزة للعدالة القريبة. في المجال الجنائي، يتعامل مع الجرائم المعاقب عليها بعقوبة مالية فقط أو بعقوبة بديلة. في هذه السياقات، يمكن للطرف المتضرر أن يصبح طرفًا مدنيًا للمطالبة بالتعويض عن الضرر. المسألة القانونية، التي تدخلت فيها محكمة النقض، تتعلق بإمكانية الطرف المدني، الذي لم يطلب استدعاء المتهم للمحاكمة، في استئناف حكم براءة صادر عن قاضي الصلح. نشأت المشكلة من تفسير المادة 593، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، التي تحد من قابلية استئناف أحكام البراءة فيما يتعلق بالجرائم المعاقب عليها بعقوبة مالية فقط أو بعقوبة بديلة، باستثناء بعض الحالات. كان الشك هو ما إذا كان هذا التقييد يمتد أيضًا إلى الاستئناف المقدم من الطرف المدني للأغراض المدنية فقط.

حل محكمة النقض: حماية كاملة للطرف المدني

قدم الأمر رقم 23406/2025، المتعلق بالقضية بين C. A. و S. N. أمام قاضي الصلح في تورينو، إجابة واضحة وحاسمة، مؤكدًا الشرعية الكاملة للطرف المدني. اعترفت المحكمة بأن الحق في التعويض عن الضرر، المكفول بالدستور (المادتان 24 و 111)، لا يمكن تقييده بما يتجاوز الحدود الضرورية للغاية، وأن وضع الطرف المدني يختلف بطبيعته عن وضع المدعي العام أو المتهم.

فيما يتعلق بالإجراءات أمام قاضي الصلح، فإن الطرف المدني الذي لم يطلب استدعاء المتهم للمحاكمة له الحق في تقديم استئناف، للأغراض المدنية فقط، ضد أحكام البراءة الصادرة أيضًا فيما يتعلق بالجرائم المعاقب عليها بعقوبة مالية فقط أو بعقوبة بديلة. (في المبررات، أوضحت المحكمة أن النظام المنصوص عليه في المادة 593، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية لا ينطبق على استئناف الطرف المدني).

هذه الخلاصة ذات أهمية أساسية. فهي تنص على أنه، حتى لو لم يطلب الطرف المدني رسميًا استدعاء المتهم للمحاكمة، فإنه يحتفظ بالحق في استئناف حكم البراءة، ولكن فقط فيما يتعلق بالجوانب المدنية والتعويضية. توضح محكمة النقض صراحة أن التقييد المنصوص عليه في المادة 593، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية لا ينطبق على الاستئناف المقدم من الطرف المدني. هذا يعني أن حق الطرف المدني في إثبات المسؤولية المدنية للمتهم، وبالتالي الحصول على تعويض عن الضرر، لا يخضع لنفس القيود التي تنطبق على الاستئنافات ذات الطبيعة الجنائية البحتة.

الآثار المترتبة على هذا القرار مهمة:

  • حماية أكبر للضحايا: يتم تعزيز موقف ضحايا الجرائم الأقل خطورة، مما يضمن لهم مسارًا أسهل للحماية التعويضية.
  • تمييز الأدوار: يتم التأكيد على التمييز بين الدعوى الجنائية والدعوى المدنية، حتى لو تم إدراجها في نفس الإجراء.
  • تجاوز الشكوك التفسيرية: تحل محكمة النقض خلافًا قضائيًا، مقدمةً اتجاهًا موحدًا (متوافقًا مع N. 36932/2024 ويتجاوز N. 14370/2024).

استدعت المحكمة، في تبرير قرارها، أيضًا المبادئ الدستورية للمساواة (المادة 3 من الدستور) والمحاكمة العادلة (المادة 111 من الدستور)، مؤكدةً أن تفسيرًا مقيدًا قد يضر بحق الدفاع والإجراء للطرف المدني. يتماشى القرار أيضًا مع ما هو منصوص عليه في المادة 576 من قانون الإجراءات الجنائية، التي تسمح للطرف المدني بتقديم استئناف حتى ضد حكم البراءة، للأغراض المدنية فقط.

الخلاصة: خطوة مهمة للعدالة

يمثل الأمر رقم 23406 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض جزءًا مهمًا في فسيفساء العدالة الإيطالية. فهو لا يحل مسألة تفسيرية معقدة فحسب، بل يؤكد بقوة مبدأ الحماية الفعالة للحق في التعويض عن الضرر لضحايا الجرائم، حتى تلك ذات الأهمية الأقل التي يتعامل معها قاضي الصلح. يعزز هذا التوجه القضائي موقف الطرف المدني، مما يضمن عدم إضعاف حقه في الحصول على العدالة الاقتصادية بسبب الشكليات الإجرائية. بالنسبة للمحامين ولأي شخص مشارك في إجراءات جنائية ذات آثار مدنية، فإن هذا القرار هو منارة تضيء الطريق نحو عدالة أكثر إنصافًا وسهولة في الوصول إليها.

مكتب المحاماة بيانوتشي