الإجراءات الاحترازية والوقت المنقضي: تقييم الضرورات في ضوء الحكم رقم 21809/2025

تمثل الإجراءات الاحترازية الشخصية أحد أكثر الأدوات تأثيراً في يد السلطة القضائية في الدعوى الجنائية، حيث تؤثر بشكل مباشر على الحرية الشخصية للمشتبه به أو المتهم. يخضع تطبيقها لضرورة وجود احتياجات محددة، مثل خطر الفرار، أو إتلاف الأدلة، أو تكرار الجرائم. ومع ذلك، ينص القانون أيضاً على افتراضات، بعضها مطلق وبعضها نسبي، والتي تبسط (أو تعقد) الإطار التقييمي. في هذا السياق، يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض رقم 21809 لعام 2025 توضيحاً هاماً لدور الوقت المنقضي منذ الوقائع المتنازع عليها، خاصة في وجود افتراض نسبي لاستمرار الاحتياجات الاحترازية.

الافتراض النسبي والتطور القضائي

تنص المادة 275، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية على أنه بالنسبة لبعض الجرائم الخطيرة - بما في ذلك تلك المنصوص عليها في المادة 74 من المرسوم الرئاسي 309/1990، والتي تمت الإشارة إليها في هذه الحالة - يوجد افتراض لاستمرار الاحتياجات الاحترازية. ومع ذلك، فإن هذا الافتراض يعتبر "نسبياً". هذا يعني أنه، على الرغم من كونه نقطة البداية للقاضي، إلا أنه يمكن التغلب عليه بأدلة ملموسة تثبت عدم وجود هذه الاحتياجات أو ضعفها. وقد عززت الاجتهادات القضائية، وخاصة القانون رقم 47 المؤرخ 16 أبريل 2015، التوجه الذي مفاده أنه لا يجوز للقاضي الاكتفاء بالتطبيق الآلي لهذا الافتراض، بل يجب عليه إجراء تقييم دقيق للحالة المحددة.

فيما يتعلق بالإجراءات الاحترازية، وحتى لو كان هناك افتراض نسبي لاستمرار الاحتياجات الاحترازية للجرائم المنصوص عليها في المادة 275، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، فإن الوقت المنقضي منذ الوقائع المتنازع عليها، في ضوء الإصلاح المنصوص عليه في القانون رقم 47 المؤرخ 16 أبريل 2015، والتفسير الموجه دستورياً لهذا الافتراض نفسه، يجب أن يؤخذ في الاعتبار صراحة من قبل القاضي، إذا كان هناك فترة زمنية كبيرة خالية من أي سلوكيات أخرى للمشتبه به تشير إلى استمرار الخطورة، حيث يمكن أن يندرج هذا الوقت ضمن "العناصر التي تثبت عدم وجود احتياجات احترازية"، والتي تشير إليها المادة 275، الفقرة 3، من قانون الإجراءات نفسه.

يؤكد منطوق الحكم رقم 21809/2025، الذي كان معده الدكتورة ج. إ. أ.، على مبدأ أساسي: حتى لو كان القانون ينص على افتراض نسبي لاستمرار الاحتياجات الاحترازية لجرائم محددة، فإن القاضي ملزم بالنظر صراحة في الوقت المنقضي منذ الوقائع. هذا المبدأ ليس ابتكاراً جذرياً، بل هو تأكيد وتعزيز لتفسير "موجه دستورياً" للمادة 275، الفقرة 3، من قانون الإجراءات الجنائية، والذي تم تقديمه بالفعل بموجب القانون رقم 47 لعام 2015. الفكرة هي أن الافتراض، مهما كان نسبياً، لا يمكن أن يتحول إلى إدانة مسبقة أو إجراء غير محدد المدة. إذا مرت فترة زمنية كبيرة، وخاصة إذا لم تحدث أي سلوكيات أخرى من قبل المشتبه به (في هذه الحالة، ب. أ.) تشير إلى استمرار الخطورة الاجتماعية، فإن هذا الوقت يصبح عنصراً حاسماً. في الواقع، يمكن أن يندرج ضمن "العناصر التي تثبت عدم وجود احتياجات احترازية"، مما يسمح بتجاوز الافتراض نفسه.

استمرارية الاحتياجات الاحترازية: تحليل ضروري

يؤكد الحكم قيد النظر، الذي ألغى مع الإحالة قرار محكمة الحرية في روما، على ضرورة تقييم ملموس وحالي للاحتياجات الاحترازية. لا يكفي الخطورة المجردة للجريمة لتبرير استمرار الإجراء. يجب على القاضي التحقق من استمرار الخطر الفعلي، مع الأخذ في الاعتبار جميع العناصر المتاحة له. من بين هذه العناصر، كما أبرزت محكمة النقض، فإن مرور فترة زمنية كبيرة دون ظهور مظاهر جديدة للخطورة له وزن حاسم. يضمن هذا النهج أن يكون تقييد الحرية الشخصية دائماً متناسباً وضرورياً للغاية، بما يتماشى مع المبادئ الدستورية (المادة 13 من الدستور) والمبادئ فوق الوطنية (المادة 5 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان).

لتقييم استمرارية وواقعية الاحتياجات الاحترازية، يجب على القاضي بعد ذلك النظر في:

  • مدة الفترة المنقضية منذ الوقائع المتنازع عليها؛
  • غياب أي سلوكيات إجرامية أخرى أو سلوكيات تشير إلى خطورة من جانب المشتبه به؛
  • أي تغييرات في ظروف حياة المشتبه به أو سياقه الاجتماعي؛
  • إمكانية اعتماد إجراءات احترازية أقل إيلاماً، ولكنها لا تزال مناسبة لحماية الاحتياجات الإجرائية.

خاتمة: نحو عدالة احترازية متوازنة

يقع الحكم رقم 21809 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض، برئاسة أ. إ. ومقررته ج. إ. أ.، ضمن مسار قضائي يهدف إلى الموازنة بين الحاجة إلى حماية المجتمع والحق الأساسي في الحرية الشخصية. يؤكد من جديد أنه حتى في وجود افتراضات قانونية، يُدعى القاضي إلى تقييم دقيق وفردي للخطورة الحالية للمشتبه به. هذا التوجه لا يعزز الضمانات للمواطنين فحسب، بل يعزز أيضاً تطبيقاً أكثر عدلاً وعقلانية للإجراءات الاحترازية، مما يمنع استمرار حرمان الحرية إلى ما هو أبعد من الضرورة، استناداً إلى خطر قد يكون قد ضعف أو انقضى تماماً بمرور الوقت. إنه تذكير بعدالة لا تنسى الإنسان وراء الاتهام، مما يضمن محاكمة عادلة وتحترم الحقوق الأساسية.

مكتب المحاماة بيانوتشي