محكمة النقض، الحكم رقم 21292/2025: المساهمة الديناميكية في إثبات المشاركة في تجارة المخدرات

تطرح الجرائم المرتبطة بالتجمعات، وخاصة تلك المتعلقة بتجارة المخدرات، تحديات إثبات معقدة. يتطلب تحديد دور ومسؤوليات الأعضاء تحليلًا صارمًا. في هذا السياق، تقدم محكمة النقض، في الحكم رقم 21292 المؤرخ 7 مارس 2025 (مودع 6 يونيو 2025)، توضيحات حاسمة بشأن معايير المشاركة في جمعية تهدف إلى تجارة المخدرات غير المشروعة. ألغت المحكمة العليا، برئاسة الدكتور د. أ. ج. والمقرر الدكتور د. ج. ب.، جزئيًا دون إحالة قرارًا صادرًا عن محكمة الجنايات الابتدائية للاستئناف في كاتانزارو، مسلطة الضوء على الحاجة إلى أدلة إثبات محددة، خاصة إذا كانت تستند إلى إفادات المتعاونين مع العدالة.

الإطار التشريعي وقيمة شهادات الشركاء في الجريمة

تنظم المادة 74 من المرسوم الرئاسي 309/1990 جريمة الجمعية الهادفة إلى تجارة المخدرات غير المشروعة، وتعاقب كل من يتجمع لارتكاب جرائم متعددة في هذا المجال. طبيعتها "الخطرية" تعجل بالعقاب إلى مجرد الاتفاق. تتمثل صعوبة الإثبات في إثبات وجود الجمعية والمشاركة الواعية والطوعية لكل متهم. غالبًا ما يعتمد الإثبات على إفادات "الشركاء في الجريمة"، وهم أعضاء سابقون يتعاونون مع العدالة. شهادتهم حاسمة، ولكن يجب فحصها بصرامة بالغة.

الحكم 21292/2025: ما وراء "الوضع العام"

يتناول الحكم المعني، الذي شارك فيه المتهم أ. ف.، مسألة القيمة الإثباتية لإفادات المتعاونين مع العدالة. اعتبرت محكمة النقض أن الإطار الإثباتي الذي قدمته محكمة الجنايات الابتدائية للاستئناف في كاتانزارو غير كافٍ، وألغت الحكم جزئيًا دون إحالة. يكمن جوهر قرار المحكمة العليا في مبدئه:

لأغراض إثبات سلوك المشاركة في جمعية إجرامية تهدف إلى تجارة المخدرات، يمكن لشهادات الشركاء المتعددين في الجريمة أن تكون بمثابة دليل متبادل، شريطة أن يثبت تقاربها ليس مجرد "وضع" انتماء عام، بل المساهمة الديناميكية التي قدمها الشخص للجماعة.

هذا المبدأ حاسم. يؤكد مبدأ تم تأكيده بالفعل من قبل الدوائر الموحدة (انظر، رقم 33748/2005 ورقم 36958/2021). لا يكفي أن يشير العديد من المتعاونين إلى شخص ما كـ "عضو". يجب أن تتجاوز إفاداتهم، حتى لو كانت تدعم بعضها البعض، مجرد تأكيد "وضع" الانتماء. من الضروري أن تظهر "مساهمة ديناميكية" محددة: نشاط ملموس وطوعي تم تنفيذه لأغراض الجمعية.

المساهمة الديناميكية: إجراءات حاسمة، وليست مجرد انتماءات

ماذا يعني "المساهمة الديناميكية"؟ ليس مجرد معرفة بالجماعة أو مخالطة عامة. تتطلب المحكمة شيئًا إضافيًا: إجراء إيجابي يثبت الإدماج الفعلي في المنظمة والالتزام بالاتفاق الإجرامي، مع دور نشط في تحقيق البرنامج الإجرامي.

تشمل الأمثلة الملموسة لـ "المساهمة الديناميكية":

  • الحصول على المخدرات أو حيازتها.
  • تنظيم لوجستيات النقل أو البيع.
  • تمويل الأنشطة غير المشروعة.
  • المشاركة في اجتماعات استراتيجية لاتخاذ القرارات.
  • تجنيد أعضاء جدد أو إدارة جزء من شبكة البيع.
  • أي إجراء واعٍ وطوعي يساهم في تعزيز أو تشغيل الجمعية.

يؤكد الحكم: مجرد "الشهرة" أو الإشارة العامة إلى دور لا يكفي. يجب أن تحدد إفادات المتعاونين بدقة الإجراءات التي قام بها المتهم لصالح الجماعة، مع التمييز بين مجرد القرب والمشاركة الإجرامية الفعلية.

الخلاصة: عدالة أقوى وأكثر ضمانًا

الحكم رقم 21292/2025 الصادر عن محكمة النقض هو بمثابة تحذير مهم. يعزز مبدأ أن إثبات المشاركة في جمعية إجرامية، وخاصة في تجارة المخدرات، لا يمكن أن يستند إلى مجرد تخمينات أو "وضع" عام. يتطلب تحققًا صارمًا من "المساهمة الديناميكية" المقدمة. يضمن هذا النهج حماية أكبر لحقوق المتهم، مما يضمن الإدانات المستندة إلى أدلة ملموسة ومحددة للسلوك المشارك، من أجل عدالة أقوى وأكثر إنصافًا وضمانًا.

مكتب المحاماة بيانوتشي