جريمة إتلاف المنقولات العسكرية: الحكم رقم 24927/2025 الصادر عن محكمة النقض يوضح حدود المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي

في سياق القانون الجنائي العسكري، يقدم الحكم رقم 24927، الذي تم إيداعه في 7 يوليو 2025، من قبل محكمة النقض، برئاسة الدكتور س. م. ومقرر من قبل الدكتورة ب. م.، تفسيراً أساسياً وتوضيحياً بشأن جريمة تدمير أو إتلاف المنقولات العسكرية، المنصوص عليها في المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي. هذا القرار، الذي كان المتهم فيه أ. و. وقد ألغى مع الإحالة قراراً سابقاً لمحكمة روما العسكرية، يتناول مسألة حاسمة: الملكية الفعلية للسلعة المتضررة لأغراض تكوين الجريمة. فليس من المسلم به دائماً أن تكون السلعة المستخدمة من قبل الإدارة العسكرية مملوكة لها. تؤسس محكمة النقض، بهذا القرار، اتجاهاً يهدف إلى حماية كفاءة وسلامة الخدمة العسكرية، موسعة نطاق الحماية التي توفرها القاعدة بما يتجاوز مجرد مفهوم الملكية.

التمييز الحاسم: الملكية أم الحيازة؟

تعاقب المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي كل من يدمر أو يتلف أو يجعل غير صالحة، كلياً أو جزئياً، المنقولات المخصصة للخدمة العسكرية. إن منطق هذه القاعدة واضح: حماية الأصول والأدوات الأساسية لعمل القوات المسلحة، وضمان استمرارية الخدمة وكفاءتها. ومع ذلك، على مر الزمن، أثيرت مسألة تفسيرية تتعلق بالعنصر الذاتي للسلعة: لتكوين الجريمة، هل من الضروري أن تكون السلعة مملوكة للإدارة العسكرية، أم يكفي أن تكون الإدارة في حيازتها، حتى لو لم تكن صاحبة الحق القانوني الكامل؟ هذا السؤال له أهمية خاصة في السياق الحديث حيث تلجأ الإدارات العامة، بما في ذلك الإدارات العسكرية، بشكل متزايد إلى أدوات مثل التأجير طويل الأجل أو الإعارة للاستخدام لاقتناء السلع والخدمات.

موقف المحكمة العليا: المبدأ وتأثيره

يجيب الحكم رقم 24927/2025 الصادر عن محكمة النقض على هذا السؤال بوضوح تام، ويضع مبدأ يعزز حماية الخدمة العسكرية. فقد أعلنت المحكمة المبدأ القانوني التالي:

يمكن أن تشمل جريمة تدمير أو إتلاف المنقولات العسكرية، المنصوص عليها في المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي، ليس فقط السلع المخصصة للخدمة العسكرية التي تكون الإدارة مالكة لها، بل أيضاً تلك التي تحوزها الإدارة بشكل مستقر ومستمر. (حالة تتعلق بإتلاف مركبة مخصصة للخدمة العسكرية، تحوزها الإدارة بموجب عقد تأجير طويل الأجل).

هذا المبدأ ذو أهمية أساسية لأنه يوسع نطاق تطبيق المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي. تؤكد المحكمة العليا، مستشهدة أيضاً بالتوجهات السابقة (مثل القسم الموحد، رقم 7966 لعام 1980)، أن الملكية ليست هي الفيصل لتكوين الجريمة، بل "الحيازة المستقرة والمستمرة". هذا يعني أنه بغض النظر عن السند القانوني الرسمي (الملكية، الإيجار، الإعارة، التأجير)، إذا كانت الإدارة العسكرية في حيازة مادية وثابتة لسلعة مخصصة للخدمة، وتم إتلاف هذه السلعة أو تدميرها، فإن جريمة المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي تكتمل. الحالة التي تناولها الحكم، والمتعلقة بإتلاف مركبة عسكرية محوزة بموجب عقد تأجير طويل الأجل، هي المثال المثالي لكيفية تطبيق هذا التفسير عملياً، لتغطية المواقف المتزايدة الشيوع في تنظيم القوات المسلحة.

الآثار العملية وحماية الخدمة العسكرية

للتفسير الذي قدمته محكمة النقض آثار عملية هامة. أولاً، تضمن حماية أكبر وأكثر فعالية للسلع المستخدمة للأغراض العسكرية، بغض النظر عن ملكيتها الرسمية. هذا ضروري في سياق أصبحت فيه طرق اكتساب وإدارة السلع من قبل الإدارات العامة أكثر مرونة وتنوعاً. إن منطق القاعدة، في الواقع، ليس حماية حق الملكية للدولة بقدر ما هو حماية وظائف وكفاءة الخدمة العسكرية، والتي ستتأثر بتدمير أي سلعة مخصصة لها، سواء كانت مملوكة أو مجرد محوزة. تشمل السلع المحمية بموجب المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي، على سبيل المثال:

  • الأسلحة والذخائر؛
  • المعدات الفردية والجماعية؛
  • المركبات ووسائل النقل (البرية، الجوية، البحرية)؛
  • البنى التحتية المتنقلة والأصول التشغيلية؛
  • الأدوات التكنولوجية وأنظمة الاتصالات.

تؤكد المحكمة، بهذا الحكم، أن الحماية تمتد إلى جميع الأدوات التي تساهم فعلياً في أداء المهام المؤسسية للقوات المسلحة.

الخاتمة: خطوة إلى الأمام في حماية الأصول العسكرية

يمثل الحكم رقم 24927 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة وتأكيداً هاماً لتفسير المادة 169 من القانون الجنائي العسكري السلمي. من خلال التأكيد على أن "الحيازة المستقرة والمستمرة" كافية لتكوين جريمة تدمير أو إتلاف المنقولات العسكرية، تضمن المحكمة العليا أن تمتد الحماية الجنائية إلى جميع السلع المستخدمة فعلياً في الخدمة، حتى لو لم تكن مملوكة حصرياً للإدارة. هذا القرار هو إشارة واضحة إلى التزام القضاء بضمان كفاءة وسلامة القوات المسلحة، وتكييف تطبيق القواعد مع الاحتياجات التنظيمية والعقدية الحديثة. بالنسبة للعاملين في مجال القانون ولجميع المنخرطين في المجال العسكري، يوفر هذا القرار دليلاً قيماً ويعزز الوعي بأهمية الحفاظ على كل مورد مخصص للدفاع والحفاظ على السلام.

مكتب المحاماة بيانوتشي