في المشهد المعقد للقانون الجنائي، يقدم حكم محكمة النقض رقم 25356 بتاريخ 27 مايو 2025 (مودع 9 يوليو 2025)، برئاسة الدكتورة ج. ف. ومقرر الدكتورة أ. ج.، توضيحًا أساسيًا بشأن الطعون ومؤسسة ضآلة الفعل (المادة 131-مكرر من القانون الجنائي). هذا القرار له أهمية حيوية لفهم تداعيات الخيارات الدفاعية وحدود الحق في التظلم في مرحلة إعادة المحاكمة.
تسمح المادة 131-مكرر من القانون الجنائي باستبعاد العقوبة للجرائم ذات الخطورة الدنيا، بشرط ألا يكون السلوك معتادًا. من الضروري فهم أن هذه البراءة ليست تبرئة كاملة. إنها تفترض ثبوت المسؤولية الجنائية للمتهم وإسناد الجريمة إليه. يعترف القاضي بالواقعة وطبيعتها الإجرامية، ولكنه يعتبر الإساءة ضئيلة جدًا بحيث لا تبرر العقوبة. هذا القبول الضمني للمسؤولية هو النقطة المحورية في قرار محكمة النقض.
ألغت المحكمة العليا، في القضية التي شملت س. م. ر. والنائب العام س. ج.، جزئيًا مع الإحالة حكم محكمة استئناف ساليرنو، ووضعت مبدأ واضحًا بشأن الطعون. إليك الملخص:
في موضوع الطعون، لا يجوز للمتهم الذي لم يطعن في الحكم الذي قضى ببراءته لضآلة الفعل من قبل قاضي الموضوع، والذي يفترض في الحكم على وجود سبب عدم العقاب هذا ثبوت المسؤولية الجنائية وإسناد الجريمة إليه، أن يتظلم من الأسباب التي استند إليها إثبات المسؤولية في حكم الإحالة الذي يلي الطعن في هذا الجزء من القرار من قبل النائب العام، ولا يجوز له تقديم طعن بالنقض ضد حكم قاضي الإحالة الذي، عند استبعاد سبب عدم العقاب، فرض العقوبة المقررة للجريمة التي ثبتت المسؤولية الجنائية بشأنها.
باختصار، إذا قبل المتهم البراءة لضآلة الفعل دون الطعن فيها، فإنه يقبل أيضًا ثبوت مسؤوليته. إذا طعن النائب العام في هذه البراءة، فلن يتمكن المتهم، في مرحلة الإحالة، من الاعتراض على الواقعة أو مسؤوليته، بل فقط على التطبيق الصحيح لضآلة الفعل. سيُمنع من تقديم طعن بالنقض ضد إدانة محتملة في هذه المرحلة. هذا المبدأ، المستند إلى المواد 131-مكرر من القانون الجنائي، و 568 و 606 من قانون الإجراءات الجنائية، يسلط الضوء على عدم قابلية بعض القرارات الإجرائية للتراجع وأهمية استراتيجية دفاع مدروسة.
يعد حكم محكمة النقض رقم 25356/2025 دعوة إلى أقصى درجات الحذر في القرارات الإجرائية. العواقب على المتهم كبيرة:
يعزز هذا القرار مبدأ أن القرارات الإجرائية، وخاصة تلك التي تتعلق بقبول المنافع المرتبطة بثبوت المسؤولية، يجب أن تكون نتيجة تحليل دقيق وواعٍ. وبالتالي، فإن الدفاع السريع والمؤهل أكثر أهمية من أي وقت مضى.