العفو عن المخالفات العمرانية والقيود المتعلقة بالمناظر الطبيعية: محكمة النقض توضح حدود إمكانية التسوية (الحكم رقم 26660/2025)

لطالما كان موضوع المخالفات العمرانية، خاصة عندما يتعارض مع حماية المناطق ذات المناظر الطبيعية والبيئية القيمة، محور نقاش قانوني محتدم. يقدم الحكم الأخير رقم 26660، الذي تم إيداعه في 21 يوليو 2025 من قبل محكمة النقض، برئاسة الدكتور د. ن. ف. ومقرر من قبل الدكتور ج. أ.، مفتاحًا مهمًا لفهم حدود إمكانية تسوية الأعمال المخالفة، خاصة عندما تقع على أراضٍ تخضع لقيود.

سياق الحكم والحالة المحددة

تعود القضية إلى رفض المحكمة الابتدائية في تيرميني إيميريزي في 11 مارس 2025، طلبًا قدمه المتهم م. م. كان الهدف من الطلب إلغاء أمر هدم يتعلق ببناء مخالف تم الحكم عليه بالفعل. تم تنفيذ العمل المعني داخل الحديقة الوطنية لإتنا، وهي منطقة ذات قيمة طبيعية ومناظر طبيعية عالية جدًا، تخضع لقيود صارمة، بما في ذلك القيود الهيدروجيولوجية.

كانت النقطة المحورية في القضية تدور حول إمكانية تسوية هذا التدخل المخالف، في ضوء التشريعات المتعلقة بالعفو عن المخالفات العمرانية، وخاصة قانون إقليمي صقلي محدد. استند دفاع م. م. إلى تطبيق المادة 23 من قانون منطقة صقلية بتاريخ 10 أغسطس 1985، رقم 37، والتي يبدو أنها تنص على إمكانية تسوية الأعمال المخالفة المبنية في حديقة إتنا، بعد الحصول على موافقة السلطة المختصة بالقيود. ومع ذلك، كان على المحكمة العليا أن تواجه ضرورة التوفيق بين هذا الحكم الإقليمي والتشريعات الفيدرالية الأوسع نطاقًا بشأن العفو عن المخالفات العمرانية.

مبدأ محكمة النقض: مبدأ التسلسل الهرمي للقواعد

أكدت محكمة النقض، في حكمها رقم 26660/2025، مبدأً أساسيًا فيما يتعلق بالجرائم العمرانية وحماية المناظر الطبيعية. إليك المبدأ الذي يلخص جوهر القرار:

فيما يتعلق بالجرائم العمرانية، فإن المادة 23 من قانون منطقة صقلية بتاريخ 10 أغسطس 1985، رقم 37، التي نصت على إمكانية تسوية الأعمال المخالفة المبنية في الحديقة الوطنية لإتنا، بعد الحصول على موافقة السلطة المختصة بالقيود، لا يمكن تفسيرها بما يتعارض مع التشريعات الفيدرالية بشأن العفو عن المخالفات العمرانية، المنصوص عليها في المادة 32 من المرسوم التشريعي 30 سبتمبر 2003، رقم 269، والذي تم تحويله، مع تعديلات، بموجب القانون 24 نوفمبر 2003، رقم 326، والذي سمح فقط بتسوية التدخلات ذات الأهمية الأقل، بعد الحصول على رأي إيجابي من السلطة المسؤولة عن حماية القيود. (حالة اعتبرت فيها المحكمة أن رفض قاضي التنفيذ لطلب إلغاء أمر هدم بناء مخالف تم الحكم عليه بالفعل، على أساس عدم إمكانية تسوية التدخل العمراني المصنف كـ "بناء جديد"، والذي تم تنفيذه في منطقة تخضع لقيود هيدروجيولوجية، خالٍ من العيوب).

هذا القرار ذو أهمية قصوى. توضح محكمة النقض أن القانون الإقليمي، على الرغم من قدرته على تنظيم جوانب محددة، لا يمكن أبدًا أن يتعارض مع المبادئ والحدود التي وضعتها التشريعات الفيدرالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوعات ذات اختصاص حصري أو مشترك للدولة، مثل حماية البيئة والمناظر الطبيعية. المادة 32 من المرسوم التشريعي رقم 269 لعام 2003 (الذي تم تحويله مع تعديلات بموجب القانون رقم 326 لعام 2003) واضحة جدًا: فقد سمحت فقط بتسوية "التدخلات ذات الأهمية الأقل". هذا يعني أن أعمال "البناء الجديد"، مثل العمل الذي قام به م. م. والذي وصفته المحكمة بأنه كذلك، لا تندرج ضمن هذه الفئة، وبالتالي لا يمكن تسويتها.

علاوة على ذلك، يؤكد الحكم على الأهمية التي لا غنى عنها لـ "الرأي الإيجابي للسلطة المسؤولة عن حماية القيود". هذا ليس مجرد إجراء بيروقراطي، بل هو فلتر أساسي لضمان توافق أي تدخل، حتى لو كان صغيرًا، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والبيئي. في حالة م. م.، لم يكن من الممكن بوضوح أن يستفيد العمل، كونه "بناء جديد" في منطقة تخضع لقيود هيدروجيولوجية، من هذا العفو.

حماية المناظر الطبيعية بين التشريعات الفيدرالية والإقليمية

يؤكد قرار محكمة النقض على مبدأ أساسي في نظامنا القانوني: سيادة التشريعات الفيدرالية فيما يتعلق بحماية البيئة والمناظر الطبيعية. تنص المادة 9 من الدستور الإيطالي على حماية المناظر الطبيعية والتراث التاريخي والفني للأمة، وترفعها إلى قيمة أساسية. تحدد القوانين الفيدرالية، مثل المرسوم التشريعي رقم 269/2003 والقانون الموحد للبناء (المرسوم الرئاسي رقم 380/2001)، الحدود التي يمكن للمناطق أن تسن فيها تشريعات، مما يضمن مستوى أدنى وموحدًا من الحماية في جميع أنحاء الأراضي الوطنية.

في السياق المحدد للعفو عن المخالفات العمرانية، أدخلت الأحكام الفيدرالية دائمًا قيودًا صارمة على المناطق الخاضعة للقيود، وذلك لتجنب أن يؤدي تسوية المخالفات إلى الإضرار بشكل لا يمكن إصلاحه بالأصول ذات القيمة الجماعية. قانون منطقة صقلية، على الرغم من أنه ينص على شكل من أشكال التسوية، لا يمكن أن يحيد عن هذه المبادئ الأساسية، خاصة عندما يكون التدخل المخالف كبيرًا لدرجة اعتباره "بناء جديد" ويقع في منطقة قيمة مثل حديقة إتنا، المعترف بها دوليًا.

يمكن تلخيص العناصر الرئيسية التي تنبثق عن هذا القرار، والتي تعتبر أساسية لفهم حدود إمكانية التسوية في المناطق الخاضعة للقيود، على النحو التالي:

  • **سيادة التشريعات الفيدرالية:** لا يمكن للقوانين الإقليمية أن تتعارض مع المبادئ والحدود التي وضعتها التشريعات الوطنية فيما يتعلق بالعفو عن المخالفات العمرانية وحماية المناظر الطبيعية.
  • **الحد من التدخلات "ذات الأهمية الأقل":** فقط الأعمال ذات الحجم المتواضع يمكن أن تكون موضوع عفو في المناطق الخاضعة للقيود؛ ويستثنى "البناء الجديد".
  • **ضرورة "الموافقة" أو الرأي الإيجابي:** يعتبر ترخيص الهيئة المسؤولة عن حماية القيود شرطًا أساسيًا وغير قابل للاستبدال.
  • **عدم إمكانية تسوية الأعمال المخالفة:** يعتبر التدخل العمراني المخالف الذي لا يحترم هذه المعايير غير قابل للتسوية، مع ما يترتب على ذلك من شرعية أمر الهدم.

الخاتمة

يمثل الحكم رقم 26660 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض تحذيرًا واضحًا وقويًا لأي شخص يعتزم تنفيذ تدخلات عمرانية في مناطق خاضعة للقيود. إنه يعزز مبدأ أن حماية المناظر الطبيعية والبيئة هي قيمة أساسية وغير قابلة للتصرف في نظامنا القانوني، ولا يمكن التضحية بها باسم تفسيرات موسعة للتشريعات الإقليمية المتعلقة بالعفو. بالنسبة للمواطنين والشركات، يعني هذا أن أقصى درجات الاهتمام والامتثال الصارم للوائح العمرانية والمناظر الطبيعية أمران أساسيان، خاصة في سياقات ذات قيمة طبيعية عالية. لذلك، يصبح الاعتماد على مهنيين خبراء في القانون العمراني والبيئي أمرًا ضروريًا لتجنب عواقب قانونية وخيمة، مثل هدم الأعمال المخالفة والعقوبات الجنائية ذات الصلة.

مكتب المحاماة بيانوتشي