الاختصاص المكاني في تدابير الوقاية: محكمة النقض تحدد المعايير في الحكم رقم 29459 لسنة 2025

قدمت محكمة النقض العليا، في حكمها رقم 29459 لسنة 2025، توضيحًا حاسمًا بشأن تحديد الاختصاص المكاني في إجراءات الوقاية الشخصية. هذا الحكم ذو أهمية خاصة عندما ترتبط خطورة الشخص بدليل الانتماء إلى جمعية تخريبية. إن فهم مكان وجوب بدء الإجراءات أمر ضروري للتطبيق الصحيح للقانون وفعالية الإجراءات لحماية الأمن العام. دعونا نتعمق في المبادئ التي أرستها المحكمة.

سياق تدابير الوقاية ومسألة الاختصاص

تدابير الوقاية، التي ينظمها المرسوم التشريعي 6 سبتمبر 2011، رقم 159 ("قانون مكافحة المافيا")، هي أدوات غير جنائية تهدف إلى منع ارتكاب جرائم من قبل أشخاص يعتبرون خطرين اجتماعيًا. المادة 4، الفقرة 1، الحرف د) من المرسوم التشريعي 159/2011 تشمل بين فئات الخطورة الانتماء إلى "جمعيات أو مجموعات أو حركات... تهدف إلى ممارسة أنشطة تخريبية أو إرهابية". في هذا السياق، غالبًا ما يكون تحديد المحكمة المختصة مكانيًا أمرًا معقدًا. الحكم رقم 29459 لسنة 2025، الصادر عن الدائرة الجنائية الخامسة لمحكمة النقض (الرئيس ر. ب.، المقرر أ. و.)، برفضه طعن المتهم م. أ. ضد قرار محكمة استئناف نابولي، قدم حلاً واضحًا لهذه المشكلة.

فيما يتعلق بتدابير الوقاية الشخصية، يتم تحديد الاختصاص المكاني في الإجراءات المتعلقة بالأشخاص الذين تستند خطورتهم إلى أدلة الانتماء إلى جمعية تخريبية في المكان الذي تعمل فيه الهيئة الجمعوية، بينما تكون غير ذات صلة سواء مكان التأسيس الرسمي للجمعية، أو السجلات السكانية المتعلقة بالشخص المعني.

الخلاصة الصادرة عن محكمة النقض العليا هي مفيدة. المبدأ الأساسي ينص على أن الاختصاص لا يستند إلى معايير شكلية أو سجلات سكانية بحتة، بل إلى التشغيل الفعلي والمادي للجمعية التخريبية. لذلك، لا يهم المكان الذي تأسست فيه الجمعية رسميًا أو حيث يقيم الشخص المعني. ما يهم هو المركز الفعلي لأنشطة الجمعية، والمكان الذي تظهر فيه خطورتها وحيث تتجسد أدلة الانتماء. هذا النهج يتوافق مع الطبيعة الوقائية للتدابير، التي تهدف إلى مواجهة خطورة حقيقية وحالية، مع التركيز على الإسقاط الفعلي للأنشطة غير القانونية وضمان استجابة حكومية أكثر استهدافًا وفعالية، بما يتماشى مع المادة 270 من القانون الجنائي التي أشارت إليها نفس الحكم.

الآثار العملية والمعايير الحاسمة

لهذا الحكم آثار عملية هامة. بالنسبة للسلطات التحقيقية، يعني ذلك تركيز الجهود على رسم خرائط للأماكن التي تمارس فيها الجمعية التخريبية أنشطتها فعليًا. بالنسبة للدفاع، فإنه يوفر معيارًا واضحًا للطعن في تحديد الاختصاص الخاطئ، إذا كان يستند إلى معايير مختلفة عن "مكان التشغيل". وبهذا عززت المحكمة اتجاهًا قضائيًا راسخًا بالفعل، مما يضمن أن يكون الاختصاص المكاني مرتكزًا على عناصر ملموسة وقابلة للتحقق.

باختصار، المعايير التي حددتها محكمة النقض للاختصاص المكاني هي:

  • ذات صلة: مكان التشغيل الفعلي للهيئة الجمعوية.
  • غير ذات صلة: مكان التأسيس الرسمي للجمعية.
  • غير ذات صلة: السجلات السكانية المتعلقة بالشخص المعني.

الخاتمة

الحكم رقم 29459 لسنة 2025 الصادر عن محكمة النقض هو مرجع أساسي لتطبيق القواعد المتعلقة بتدابير الوقاية الشخصية. من خلال التأكيد على أن الاختصاص المكاني يرتكز في مكان التشغيل الفعلي للهيئة الجمعوية، قدمت محكمة النقض العليا الوضوح واليقين القانوني. هذا الاتجاه لا يعزز فقط خطًا قضائيًا، بل يعزز أيضًا فعالية أدوات الوقاية، موجهًا الانتباه نحو البعد الجوهري للخطورة الاجتماعية. بالنسبة لمكتب محاماة، فإن فهم وتطبيق هذه المبادئ أمر أساسي لتقديم أفضل مساعدة لعملائه.

مكتب المحاماة بيانوتشي