العنف الجنسي والظروف المشددة: الحكم رقم 17787/2025 بشأن خصوصية العلاقات العاطفية

المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجرائم التي تمس أعمق وأكثر جوانب الشخص حميمية وضعفاً. العنف الجنسي، على وجه الخصوص، جريمة ذات خطورة قصوى يعاقب عليها نظامنا بصرامة، حيث ينص على ظروف مشددة مختلفة تهدف إلى فرض عقوبات أشد على السلوكيات التي تستغل حالات ضعف أو ثقة معينة. في هذا السياق، يندرج القرار الأخير والهام لمحكمة النقض، الحكم رقم 17787 الصادر في 12 مايو 2025، والذي يقدم توضيحات أساسية حول تطبيق الظروف المشددة في حالات العنف الجنسي، مع التركيز على العلاقة الحساسة بين العلاقات العاطفية والإساءة المنزلية.

الإطار التنظيمي: الظروف المشددة الخاصة والعامة

ينص قانون العقوبات على عدد من الظروف المشددة التي يمكن أن تزيد من عقوبة جريمة العنف الجنسي. من بين هذه الظروف، تم تناول اثنتين على وجه الخصوص من قبل المحكمة العليا: الظرف المشدد الخاص المنصوص عليه في المادة 609-ter، الفقرة الأولى، البند 5-quater، والظرف المشدد العام المنصوص عليه في المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11. على الرغم من أن كلاهما يهدف إلى حماية الضحية في سياقات علاقاتية، إلا أن تطبيقهما ليس متطابقاً ويتطلب تحليلاً دقيقاً.

  • المادة 609-ter، الفقرة الأولى، البند 5-quater، من قانون العقوبات، تشدد العقوبة إذا ارتكبت الجريمة "ضد شخص تربطه، أو ارتبط سابقاً، علاقة عاطفية، حتى في غياب التعايش". تم إدخال هذا النص لتغطية مجموعة واسعة من الحالات، مع الاعتراف بضعف الضحية داخل علاقة عاطفية، حتى لو لم تعد قائمة أو بدون سكن مشترك.
  • المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11، من قانون العقوبات، تنص على تشديد العقوبة لمن ارتكب الجريمة "بالإساءة إلى علاقات السكن المشترك أو الضيافة، أو بالإساءة إلى السلطة". يركز هذا الظرف على إساءة استخدام علاقة منزلية أو وضع ضيافة، مما يعني حالة من الثقة والاعتماد أكثر فورية وملموسة.

وضوح محكمة النقض: علاقة خصوصية أحادية الجانب

تتعلق المسألة الرئيسية التي تناولها الحكم رقم 17787/2025 بالعلاقة بين هذين الظرفين المشددين. قضت محكمة النقض بأن الظرف المشدد الخاص المنصوص عليه في المادة 609-ter، الفقرة الأولى، البند 5-quater، يقع في علاقة خصوصية أحادية الجانب مقارنة بالظرف المشدد العام لإساءة استخدام العلاقات المنزلية (المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11). ولكن ماذا يعني بالضبط "خصوصية أحادية الجانب"؟

ينص مبدأ الخصوصية، المنصوص عليه في المادة 15 من قانون العقوبات، على أنه عندما تنظم عدة قواعد قانونية نفس المسألة، تسود القاعدة الخاصة على القاعدة العامة. في هذه الحالة، أوضحت محكمة النقض أن الظرف المشدد للمادة 609-ter، البند 5-quater، هو الأكثر تحديداً لأنه يغطي نطاقاً أكثر تفصيلاً من العلاقات العاطفية، بما في ذلك العلاقات السابقة أو بدون تعايش. هذا يعني أنه إذا كانت الجريمة تندرج ضمن الفرضية الأكثر تحديداً، يتم تطبيق هذه الأخيرة فقط، مما يمنع تشديد العقوبة المزدوج لنفس جانب الجريمة.

فيما يتعلق بالعنف الجنسي، فإن الظرف المشدد الخاص لارتكاب الجريمة ضد شخص تربطه، أو ارتبط سابقاً، علاقة عاطفية، حتى في غياب التعايش، المنصوص عليه في المادة 609-ter، الفقرة الأولى، البند 5-quater، من قانون العقوبات، يقع في علاقة خصوصية أحادية الجانب مع الظرف المشدد العام لإساءة استخدام العلاقات المنزلية، المنصوص عليه في المادة 61، الفقرة الأولى، البند 11)، من قانون العقوبات، والذي يقتصر تطبيقه، فيما يتعلق بالجريمة المذكورة، على حالة إساءة استخدام علاقات السكن المشترك الحالية أو العلاقة المنزلية، بينما يطبق الظرف الآخر في حالة إساءة استخدام العلاقة الائتمانية، الناجمة عن سكن سابق وعلاقة عاطفية لم تعد قائمة.

هذه الخلاصة ذات أهمية بالغة. حددت المحكمة العليا، برئاسة أ. ج. وبمستشارية ج. أ.، حداً فاصلاً واضحاً: الظرف المشدد للمادة 61، الفقرة 1، البند 11، لا ينطبق إلا في حالات إساءة استخدام علاقات السكن المشترك الحالية أو العلاقة المنزلية الجارية. على العكس من ذلك، تنطبق المادة 609-ter، الفقرة 1، البند 5-quater، عندما تنبع الإساءة من علاقة ائتمانية تستند إلى سكن سابق أو علاقة عاطفية لم تعد قائمة. بعبارة أخرى، يحمي القانون الضحية حتى عندما ينتهي الارتباط العاطفي أو المنزلي، مع الاعتراف بأن الثقة التي بنيت في الماضي يمكن أن تكون لا تزال موضوع إساءة خطيرة.

الآثار العملية وحماية الضحية

التمييز الذي أجرته محكمة النقض له آثار عملية هامة على تطبيق القانون وحماية الضحايا. يسمح بما يلي:

  • **تجنب الازدواجية:** يمنع معاقبة نفس السلوك (إساءة استخدام علاقة) مرتين من خلال التطبيق المشترك للظروف المشددة التي، على الرغم من تشابهها، لها مجالات تطبيق مختلفة.
  • **الاعتراف باستمرار الضعف:** يؤكد الحكم أن ضعف الشخص لا يختفي تلقائياً مع نهاية علاقة أو سكن مشترك. إساءة استخدام علاقة ائتمانية سابقة خطيرة بنفس القدر وتستحق ظرفاً مشدداً خاصاً.
  • **توجيه الإجراء القضائي:** بالنسبة للعاملين في مجال القانون، يوفر هذا القرار بوصلة واضحة لتحديد وتطبيق الظرف المشدد الأكثر ملاءمة، مما يضمن مزيداً من اليقين القانوني.

الخلاصة

يمثل الحكم رقم 17787 لعام 2025 الصادر عن محكمة النقض خطوة إلى الأمام في تحديد حدود الظروف المشددة في جريمة العنف الجنسي. من خلال التأكيد على خصوصية الظرف المشدد المتعلق بالعلاقات العاطفية (حتى الماضية) مقارنة بالظرف المتعلق بإساءة استخدام العلاقات المنزلية (الحالية)، تعزز المحكمة حماية الضحايا، مع الاعتراف بتعقيد واستمرارية الضعف في السياقات العلائقية. إنه تحذير للمجتمع ونقطة مرجعية للعدالة، يؤكد مجدداً على أهمية النظر في كل فارق دقيق في ديناميكيات الإساءة وضمان استجابة جنائية مناسبة ومتناسبة.

مكتب المحاماة بيانوتشي