المشهد القانوني الإيطالي في تطور مستمر، وتشكل قرارات محكمة النقض علامات فارقة تحدد تفسير وتطبيق القواعد. مؤخرًا، سلط حكم صادر عن المحكمة العليا الضوء على جانب حاسم يتعلق بدخل المواطنة (RdC) والمسؤوليات الجنائية المتعلقة بإقرارات المستفيدين. ألغى الحكم رقم 19873، المودع في 28 مايو 2025، دون إحالة، قرارًا صادرًا عن محكمة استئناف روما، مقدمًا تفسيرًا هامًا فيما يتعلق بالإغفال في الإبلاغ عن الإجراءات الاحترازية الشخصية من قبل الأشخاص الذين يتلقون الميزة.
دخل المواطنة، الذي تم تقديمه بموجب المرسوم القانوني رقم 4 لعام 2019، والذي تم تحويله مع تعديلات بموجب القانون رقم 26 لعام 2019، مثل إجراء دعم اقتصادي وإدماج اجتماعي. ومع ذلك، كان صرفه دائمًا مشروطًا بالامتثال لمتطلبات محددة والالتزام بتقديم إقرارات صادقة وكاملة. تنص المادة 7 من نفس المرسوم على العقوبات الجنائية لمن يقدم إقرارات كاذبة أو يغفل معلومات مطلوبة وذات صلة للحفاظ على الميزة.
كانت المسألة المطروحة للنقاش، والتي حسمتها محكمة النقض، تتعلق بتطبيق المادة 7 مكرر، الفقرة 1، من المرسوم القانوني رقم 4/2019. تنص هذه القاعدة على التعليق التلقائي لدخل المواطنة في حالة تطبيق إجراء احترازي شخصي على المستفيد. كان الشك التفسيري هو ما إذا كان إغفال المستفيد للإبلاغ عن هذا الإجراء يمكن أن يشكل جريمة الإقرارات الكاذبة، بموجب المادة 7 المذكورة أعلاه، وبالتالي يؤدي إلى عواقب جنائية.
بموجب الحكم رقم 19873/2025، قدمت المحكمة العليا إجابة واضحة وحاسمة. ألغى القضاة، برئاسة D. N. V. وبمشاركة A. A. M. كمقرر ومحرر، قرار محكمة استئناف روما الذي اعتبر سلوك المتهمة D. S. F. S. ذا صلة جنائية. إن التوجه المعبر عنه ذو أهمية أساسية لجميع المستفيدين ولتطبيق القانون الجنائي فيما يتعلق بجرائم ضد الثقة العامة والتزوير المعنوي.
فيما يتعلق بالإقرارات الكاذبة التي تهدف إلى الحصول على دخل المواطنة، فإن نص المادة 7 مكرر، الفقرة 1، من المرسوم القانوني 28 يناير 2019، رقم 4، الذي تم تحويله، مع تعديلات، بموجب القانون 28 مارس 2019، رقم 26، والذي ينص على التعليق التلقائي للميزة في حالة تطبيق إجراء احترازي شخصي على المستفيد، يستبعد صراحة أن يكون إغفال المستفيد للإبلاغ عن هذا الظرف يشكل سلوكًا ذا صلة جنائية بموجب المادة 7 من المرسوم القانوني المذكور، نظرًا لأن عدم هذا الإبلاغ لا يمكن تصنيفه ضمن "المعلومات المطلوبة وذات الصلة لأغراض إلغاء أو تخفيض الميزة".
الخلاصة الصادرة عن محكمة النقض قاطعة: المادة 7 مكرر، من خلال النص على التعليق التلقائي للميزة في حالة وجود إجراء احترازي، تجعل الإبلاغ من قبل المستفيد غير ضروري لتكوين الجريمة. بعبارة أخرى، إذا كانت القاعدة تنص بالفعل على آلية تعليق تلقائية، فإن المعلومات المتعلقة بالإجراء الاحترازي لم تعد تندرج ضمن "المعلومات المطلوبة وذات الصلة لأغراض إلغاء أو تخفيض الميزة" التي قد يشكل إغفالها جريمة بموجب المادة 7. يستند هذا التفسير إلى مبدأ الشرعية الصارمة وضرورة تجنب التوسع القياسي غير المواتي للمتهم في المسائل الجنائية.
هذا يعني أن القاعدة تم تفسيرها على أن المشرع، بعد أن نص بالفعل على نتيجة تلقائية (التعليق)، لم يقصد معاقبة الإغفال في الإبلاغ عن ظرف، في الواقع، لا يحتاج إلى إقرار نشط من المستفيد لإنتاج آثاره على الإعانة. المسؤولية الجنائية، في الواقع، لا يمكن أن تنشأ عن عدم الإبلاغ عن حدث تديره بالفعل الهيئة بشكل مستقل من خلال آلية تعليق تلقائية.
يمثل الحكم رقم 19873/2025 الصادر عن محكمة النقض توضيحًا أساسيًا في مجال حساس مثل الإقرارات الكاذبة ودخل المواطنة. يؤكد على أهمية مبدأ الشرعية الصارمة في المسائل الجنائية، مما يمنع اعتبار السلوكيات غير المعاقبة صراحة بموجب القانون جرائم. بالنسبة لمستفيدي دخل المواطنة، يوفر هذا القرار مزيدًا من اليقين القانوني، ويحدد بدقة حدود مسؤولياتهم الجنائية. بالنسبة للعاملين في مجال القانون، يؤكد الحكم على ضرورة التحليل الدقيق للإطار التنظيمي، مع تفضيل تفسير يحترم الضمانات الفردية وتحديد الحقائق الجنائية بدقة. إنه بمثابة تذكير بعدم توسيع نطاق ما هو ذو صلة جنائية بشكل مفرط، خاصة عندما تنص القاعدة نفسها بالفعل على آليات تلقائية لإدارة المواقف الحرجة.