القانون الجنائي ومجال تدابير الوقاية هما مجالان في تطور مستمر، حيث يلعب الفقه دورًا أساسيًا. قدم قرار حديث صادر عن محكمة النقض، وهو الحكم رقم 10013 بتاريخ 10 ديسمبر 2024 (تم إيداعه في 13 مارس 2025)، توضيحات هامة بشأن إعادة التأهيل الخاصة المنصوص عليها في المادة 70 من المرسوم التشريعي رقم 159 لعام 2011، وهو "قانون مكافحة المافيا". هذا القرار، برئاسة الدكتورة ب. م. واستُكمل بواسطة الدكتورة ت. إ.، حاسم لفهم المتطلبات التي يجب على الشخص الخاضع لتدابير وقائية تلبيتها للحصول على إعادة التأهيل، وهي خطوة أساسية لإعادة الاندماج الاجتماعي.
إعادة التأهيل الخاصة، المنظمة بموجب المادة 70 من المرسوم التشريعي رقم 159/2011، هي مؤسسة ذات أهمية كبيرة في نظام تدابير الوقاية. هدفها هو السماح لمن خضعوا لهذه التدابير بالحصول على إنهاء الآثار الضارة، بشرط أن يكونوا قد أظهروا ندمًا فعليًا وثابتًا. إنه اعتراف بقدرة الفرد على تغيير مسار حياته، والتخلي عن السلوكيات التي تدل على خطورة اجتماعية، وهو أمر أساسي لاستعادة الكرامة والسمعة.
فيما يتعلق بتدابير الوقاية، لأغراض منح إعادة التأهيل الخاصة بموجب المادة 70 من المرسوم التشريعي رقم 159 المؤرخ 6 سبتمبر 2011، فإن الفترة الزمنية المنقضية في تنفيذ عقوبة سالبة للحرية أو تدبير بديل لا تُحتسب لأغراض ما يسمى بفترة الاختبار القانونية، لأن الندم الذي يجب أن يستند إليه المنفعة يجب أن يكون مؤكدًا قضائيًا وثابتًا تاريخيًا، وبالتالي، لا يتطلب فقط عدم ارتكاب جرائم، بل يفترض بالضرورة، بالإضافة إلى الامتناع الواجب عن السلوكيات التي تدل بشكل موضوعي على الخطورة، وجود أدلة فعلية وثابتة على حسن السلوك بمجرد إعادة الشخص إلى الحرية الكاملة.
هذه المقولة من محكمة النقض تحدد معايير منح إعادة التأهيل الخاصة. تؤكد المحكمة أن مجرد مرور الوقت المنقضي في السجن أو في تدابير بديلة لا يكفي لإثبات "الندم" المطلوب. في الواقع، هذه القيود لا تسمح بتقييم كامل لقدرة الشخص على الحفاظ على سلوك لا تشوبه شائبة عندما يواجه تحديات الحرية الكاملة. الندم ليس مجرد حقيقة شكلية، بل هو عملية حقيقية وقابلة للتحقق في سياق الحياة الاجتماعية العادية، خارج القيود التي يفرضها تدبير تقييدي.
الحكم رقم 10013/2024، برفضه الاستئناف المقدم من المتهم أ. ف. ضد قرار محكمة استئناف كالياري بتاريخ 18 أغسطس 2024، يؤكد ويعزز اتجاهًا قضائيًا راسخًا بالفعل (انظر رقم 6744 لعام 2020 ورقم 8030 لعام 2019). يكمن جوهر المسألة في التمييز بين "عدم ارتكاب جرائم جديدة" - نتيجة للقيود المفروضة - و"وجود أدلة فعلية وثابتة على حسن السلوك" بمجرد عودة الشخص إلى الحرية الكاملة. هذا الأخير هو الشرط الوحيد الذي يمكن أن يشهد على مسار حقيقي للتغيير والابتعاد عن الخطورة الاجتماعية.
أبرزت المحكمة أن "فترة الاختبار القانونية" لإعادة التأهيل الخاصة لا يمكن أن تتزامن مع الوقت المنقضي في نظام الحرمان من الحرية أو تقييدها. يجب أن تبدأ هذه الفترة من وقت "إعادة الشخص إلى الحرية الكاملة" فعليًا، لأنه في هذا السياق فقط يمكنه أن يثبت، من خلال خياراته وأفعاله، التزامًا حقيقيًا بمبادئ الشرعية وتوقفًا تامًا عن أي سلوك يدل بشكل موضوعي على الخطورة. يضمن هذا النهج أن إعادة التأهيل ليست مجرد إجراء شكلي، بل نتيجة لتغيير داخلي وسلوكي عميق وقابل للتحقق. يمكن تلخيص متطلبات الحصول على إعادة التأهيل الخاصة على النحو التالي:
يؤكد الحكم رقم 10013/2024 الصادر عن محكمة النقض مبدأ أساسيًا: إعادة التأهيل الخاصة ليست تلقائية مرتبطة بمجرد مرور الوقت، بل تتطلب مسارًا نشطًا وقابلاً للإثبات للندم. هذا يعني عبئًا إثباتيًا كبيرًا على مقدم الطلب، الذي يجب عليه إثبات ليس فقط عدم وجود جرائم جديدة، ولكن قبل كل شيء، حسن سلوك فعلي وثابت في الحرية الكاملة. بالنسبة للمحامين والمتخصصين في القانون، هذا القرار هو تذكير بالتحضير بعناية لطلبات إعادة التأهيل، وتوفير عناصر ملموسة ولا لبس فيها تشهد على تغيير موكلهم. بالنسبة للمواطنين، إنها رسالة واضحة حول أهمية الالتزام الحقيقي بمسار التعافي، وهو أمر أساسي للتغلب على عواقب تدابير الوقاية وإعادة بناء مستقبل من الشرعية الكاملة.