التشكيل الصحيح للهيئات القضائية هو ركيزة أساسية لنظام العدالة لدينا، وضمان لمحاكمة عادلة وغير متحيزة. في هذا السياق، يعد تدخل محكمة النقض، بالحكم رقم 9943 المؤرخ في 22/02/2025 (المودع في 12/03/2025)، ذا أهمية بالغة لتوضيح تطبيق حكم انتقالي يتعلق بدور القضاة الفخريين (GOP) في الإجراءات الجنائية الأكثر حساسية. يوفر القرار، برئاسة P. A. وبإعداد C. G.، قراءة موثوقة تؤثر بشكل مباشر على صلاحية العديد من المحاكمات.
أدخل المرسوم التشريعي رقم 116 المؤرخ في 13 يوليو 2017، المعروف باسم إصلاح أورلاندو، تعديلات هامة على نظام القضاء الفخري، حيث نص، من بين أمور أخرى، على حظر على القضاة الفخريين تشكيل الهيئات القضائية للجرائم الأكثر خطورة، وهي الجرائم المشار إليها في المادة 407، الفقرة 2، الحرف أ) من قانون الإجراءات الجنائية. هذه هي حالات إجرامية معقدة بشكل خاص وعقوبات مرتفعة، والتي اعتبر المشرع ضرورة وجود قضاة نظاميين لها.
ومع ذلك، كما يحدث غالبًا في الإصلاحات، تم توفير حكم انتقالي، وهو المادة 30، الفقرة 6، من نفس المرسوم التشريعي 116/2017. كان هذا الحكم يهدف إلى إدارة الانتقال بين النظام القديم والجديد، واستبعاد تطبيق الحظر على الإجراءات التي تم فيها ممارسة الدعوى الجنائية بالفعل بحلول تاريخ 15 أغسطس 2017 (تاريخ دخول المرسوم حيز التنفيذ). كانت مسألة التفسير التي أثارت النقاش القانوني تتعلق بالضبط بمعنى "ممارسة الدعوى الجنائية" في هذا السياق الانتقالي.
يجب تفسير الحكم الانتقالي المنصوص عليه في المادة 30، الفقرة 6، من المرسوم التشريعي 13 يوليو 2017، رقم 116، الذي يستبعد تطبيق الحظر على تخصيص القضاة الفخريين للهيئات القضائية للجرائم المشار إليها في المادة 407، الفقرة 2، الحرف أ) من قانون الإجراءات الجنائية، فيما يتعلق بالإجراءات التي تم فيها ممارسة الدعوى الجنائية بحلول 15/08/2017، تاريخ دخول المرسوم التشريعي المذكور حيز التنفيذ، تفسيرًا حرفيًا، مع مراعاة فعل ممارسة الدعوى الجنائية، نظرًا لأن سريان الاستثناء من الحظر المذكور لا يمكن ربطه بلحظة مختلفة، مثل افتتاح المحاكمة.
بهذا المبدأ، رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من المتهم M. A. ضد قرار محكمة الاستئناف في نابولي المؤرخ 14/03/2024، وقدمت تفسيرًا موحدًا وصارمًا. المبدأ المؤكد له أهمية أساسية: يجب فهم عبارة "ممارسة الدعوى الجنائية" بالمعنى الحرفي. هذا يعني أن اللحظة الحاسمة لتحديد قابلية تطبيق الاستثناء هي اللحظة التي يقوم فيها المدعي العام باتخاذ الإجراء الرسمي لممارسة الدعوى الجنائية (على سبيل المثال، طلب الإحالة إلى المحاكمة أو الاستدعاء المباشر للمحاكمة)، وليس لحظة لاحقة، مثل افتتاح المحاكمة.
هذا التفسير يحل جميع الشكوك التفسيرية، ويحدد "نقطة قطع" واضحة وموضوعية. إذا تم ممارسة الدعوى الجنائية بالفعل قبل 15 أغسطس 2017، كان يمكن للقضاة الفخريين المشاركة بشكل شرعي في الهيئة القضائية حتى للجرائم "الحساسة" بموجب المادة 407، الفقرة 2، الحرف أ) من قانون الإجراءات الجنائية. بخلاف ذلك، فإن وجودهم كان سيشكل انتهاكًا لقواعد اختصاص القاضي.
للحكم الصادر عن محكمة النقض تداعيات هامة على الممارسة القضائية. أولاً، يضمن اليقين القانوني، ويتجنب التفسيرات المتباينة التي يمكن أن تقوض استقرار الإجراءات الجنائية. الوضوح في هذه النقطة ضروري للتشكيل الصحيح للهيئات القضائية ولمنع الاعتراضات بالبطلان.
ثانياً، يعزز القرار مبدأ القاضي الطبيعي المعد مسبقاً بموجب القانون (المادة 25 من الدستور)، مما يضمن أن تشكيل المحكمة يحترم الأحكام التنظيمية منذ المراحل الأولى للإجراء. في الواقع، يمكن أن يؤدي انتهاك قواعد اختصاص القاضي إلى بطلان مطلق وغير قابل للتصحيح (المادة 179 من قانون الإجراءات الجنائية)، مع عواقب وخيمة على صلاحية العملية برمتها والحكم المحتمل.
يمكن تلخيص النقاط الرئيسية لهذا القرار على النحو التالي:
يمثل الحكم رقم 9943/2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة في تفسير الأحكام الانتقالية المتعلقة بالقضاء الفخري. من خلال تأكيد ضرورة التفسير الحرفي لممارسة الدعوى الجنائية، قدمت المحكمة العليا مبدأ وضوح لا غنى عنه لجميع العاملين في مجال القانون. هذا القرار لا يعزز صلاحية الإجراءات الجارية أو التي تم الانتهاء منها بالفعل وفقًا لهذا المعيار فحسب، بل يوفر أيضًا دليلًا آمنًا للتطبيق المستقبلي للقواعد، مؤكدًا على أهمية الالتزام الصارم بالمتطلبات الإجرائية لحماية المبادئ الأساسية للعدالة الجنائية.