جلسة الاستئناف الابتدائية وإلزامية الإخطار: حكم محكمة النقض رقم 10968/2025 يوضح الأمر

في المشهد المعقد للقانون الإجرائي الجنائي الإيطالي، تحتل قضايا الإخطارات أهمية بالغة، حيث يمكن أن تؤثر بشكل عميق على صلاحية الإجراءات وممارسة الحق الكامل في الدفاع. قرار حديث صادر عن محكمة النقض، الحكم رقم 10968، المؤرخ في 19 مارس 2025، يندرج ضمن هذا التوازن الدقيق، حيث يقدم توضيحات أساسية حول إلزامية إخطار قرار تأجيل الجلسة الابتدائية في حالة غياب المتهم. القرار، الذي كان المتهمة فيه هي C. L. والمقرر هو المستشار S. A.، يلغي جزئيًا دون إحالة قرارًا سابقًا لمحكمة استئناف نابولي، مما يضع حدًا فاصلًا لمسألة غالبًا ما تكون محل نقاش في قاعات المحاكم.

سياق الجلسة الابتدائية ومسألة الإخطارات

تمثل الجلسة الابتدائية لحظة أساسية في الإجراءات الجنائية، حيث يُطلب من القاضي تقييم مدى صحة الاتهام وتحديد ما إذا كان سيتم إحالة المتهم إلى المحاكمة أو إصدار حكم بعدم الاختصاص. يعد الإبلاغ الصحيح للأطراف، وخاصة المتهم ومحاميه، بشأن سير هذه الجلسة وأي تأجيلات محتملة، ركيزة أساسية للمحاكمة العادلة. المسألة التي كان على محكمة النقض معالجتها تتعلق بالضبط بالحدود التي يكون فيها إخطار تأجيل الجلسة الابتدائية واجبًا، خاصة عندما يكون المتهم غائبًا ولكن هناك محامٍ معين تلقائيًا، معين بموجب المادة 97، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية (c.p.p.).

مبدأ محكمة النقض: نقطة فاصلة بشأن إخطار التأجيل

قدمت المحكمة العليا، في الحكم قيد النظر، تفسيرًا واضحًا، محددة الظروف التي يكون فيها الإخطار ضروريًا وتلك التي يكون فيها مجرد القراءة في الجلسة كافية. ينص المبدأ، الذي يلخص مبدأ القانون المؤكد، على ما يلي:

يجب إخطار المتهم و/أو محاميه المختار بقرار تأجيل معالجة القضية الصادر عن القاضي في الجلسة الابتدائية، في غياب المتهم وبحضور المحامي المعين له بموجب المادة 97، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية، في حالة إعلان بطلان الإشعارات أو الاستدعاءات أو الاتصالات أو الإخطارات، أو في حالة ثبوت أن المحامي أو المتهم غائبان بسبب استحالة مطلقة للحضور بسبب عذر مشروع، حيث أنه، بخلاف هذه الحالات، فإن قراءة الأمر الذي يحدد الجلسة الجديدة في الجلسة تحل محل الاستدعاء والإشعارات لجميع الذين حضروا أو الذين يجب اعتبارهم حاضرين بموجب المادة 420-ter، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية.

هذا المبدأ ذو أهمية أساسية. في الأساس، تميز محكمة النقض بين سيناريوهين رئيسيين:

  • متى يكون الإخطار واجبًا دائمًا: حتى لو كان المتهم غائبًا وهناك محامٍ معين تلقائيًا، يصبح إخطار التأجيل للمتهم و/أو محاميه المختار إلزاميًا إذا حدث بطلان في الإشعارات أو الاستدعاءات أو الإخطارات السابقة، أو إذا ثبت أن غياب المحامي أو المتهم يرجع إلى استحالة مطلقة للحضور بسبب عذر مشروع. تمثل هذه الحالات استثناءات حيث يتفوق الحق في الدفاع على تبسيط الإجراءات.
  • متى تكون القراءة في الجلسة كافية: بخلاف الاستثناءات المذكورة أعلاه، فإن قراءة الأمر الذي يحدد التاريخ الجديد في الجلسة تحل فعليًا محل استدعاء أو إشعار جديد. ينطبق هذا على جميع الذين حضروا أو الذين، بموجب القانون، يجب اعتبارهم حاضرين في الجلسة المؤجلة، وفقًا لما هو منصوص عليه في المادة 420-ter، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية.

يؤكد القرار على الفرق بين حضور المحامي المعين تلقائيًا (المعين بموجب المادة 97، الفقرة 4 من قانون الإجراءات الجنائية) والحاجة إلى ضمان حق المتهم ومحاميه المختار في أن يتم إبلاغهما بشكل صحيح في ظروف استثنائية.

الآثار العملية والمراجع القانونية

للحكم قيد النظر آثار عملية هامة لجميع العاملين في مجال القانون. إنه يفرض مزيدًا من الاهتمام بالتحقق من انتظام الإخطارات السابقة ووجود أي أعذار مشروعة. المراجع القانونية الرئيسية هي:

  • المادة 97، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية: تنظم تعيين المحامي المعين تلقائيًا، والذي لا يؤدي حضوره تلقائيًا إلى تصحيح أي عيب في الإخطار في ظل ظروف معينة.
  • المادة 420-ter، الفقرة 4، من قانون الإجراءات الجنائية: تنص على أن قراءة الأمر الذي يحدد الجلسة الجديدة في الجلسة تحل محل الاستدعاء والإشعارات لجميع الذين حضروا أو الذين يجب اعتبارهم حاضرين.
  • المادة 420-bis من قانون الإجراءات الجنائية: تتعلق بغياب المتهم، وهي قاعدة، على الرغم من عدم ذكرها مباشرة في المبدأ، توفر السياق العام لإدارة الغياب في الجلسة الابتدائية.

يوضح هذا القرار أن وجود محامٍ معين تلقائيًا لا يمكن، بحد ذاته، أن يصحح المواقف التي توجد فيها عيوب سابقة أو أعذار مشروعة، والتي تتطلب بدلاً من ذلك إخطارًا محددًا للمتهم و/أو محاميه المختار لضمان الفعالية الكاملة للحق في الدفاع.

الخاتمة: اليقين القانوني في الإجراءات الجنائية

يمثل الحكم رقم 10968/2025 الصادر عن محكمة النقض خطوة هامة إلى الأمام في تحديد الحدود بين الحاجة إلى سرعة الإجراءات وحماية الحق غير القابل للتصرف في الدفاع. من خلال توفير مبادئ توجيهية واضحة بشأن إلزامية إخطار تأجيل الجلسة الابتدائية، تساهم المحكمة العليا في منع المنازعات وضمان مزيد من اليقين القانوني. بالنسبة للمحامين، يعني هذا اهتمامًا متجددًا بإجراءات الإخطار وتقييم الظروف التي تستلزم إبلاغًا جديدًا للأطراف، لحماية مصالح موكليهم. بالنسبة للمتهمين، يعزز الحكم ضمان إبلاغهم بالكامل بسير الإجراءات التي تخصهم، وهو مبدأ أساسي لأي نظام قضائي عادل.

مكتب المحاماة بيانوتشي