يتناول الحكم الأخير رقم 10899 المؤرخ في 05/02/2025 (والمودع بتاريخ 19/03/2025) الصادر عن محكمة النقض موضوعًا حاسمًا للمسؤولية الطبية: مصلحة الطبيب في الطعن في حكم بالبراءة يستبعد العقوبة الجنائية بسبب الخطأ اليسير، ولكنه لا يبرئه تمامًا. يقدم هذا القرار توضيحًا أساسيًا للمهنيين والنظام القضائي الإيطالي.
للمهني الصحي، الذي تمت تبرئته في المحاكمة الجنائية لـ "عدم معاقبة السلوك بسبب الخطأ اليسير" (وفقًا للمادة 3 من المرسوم القانوني 158/2012، قانون بالدوتزي)، مصلحة في الطعن أمام محكمة النقض للحصول على صيغة براءة أوسع. أكدت المحكمة العليا، في طعن المتهم O. T.، أن صيغ البراءة المختلفة ليست متكافئة وتؤدي إلى عواقب متميزة في مجالات قانونية أخرى.
فيما يتعلق بالطعون، توجد مصلحة للطبيب في تقديم طعن أمام محكمة النقض ضد حكم البراءة لعدم معاقبة سلوكه، الذي يتسم بالخطأ اليسير، وفقًا للمادة 3 من المرسوم القانوني 13 سبتمبر 2012، رقم 158، الذي تم تحويله بموجب القانون 8 نوفمبر 2012، رقم 189، في حال كان الهدف هو الحصول على البراءة "لأن الواقعة غير موجودة" أو "لعدم ارتكاب الفعل"، مما يرتبط بآثار أكثر فائدة لاعتماد هذه الصيغ، وفقًا للمادتين 652 و 653 من قانون الإجراءات الجنائية، في الدعاوى المدنية أو الإدارية لتعويض الأضرار وفي الإجراءات التأديبية.
توضح هذه المقولة أن البراءة لـ "عدم معاقبة السلوك بسبب الخطأ اليسير" ليست براءة "كاملة". على الرغم من أن المتهم لا يُدان جنائيًا، إلا أن التداعيات غير الجنائية كبيرة. صيغتا "لأن الواقعة غير موجودة" أو "لعدم ارتكاب الفعل" تعنيان أن التحقيق الجنائي قد استبعد أساسًا ارتكاب الجريمة أو إسناد الفعل. هذا له وزن حاسم، خاصة فيما يتعلق بالمادتين 652 و 653 من قانون الإجراءات الجنائية.
تنص المادتان 652 و 653 من قانون الإجراءات الجنائية على ما يلي:
البراءة لـ "عدم معاقبة السلوك بسبب الخطأ اليسير" لا تندرج ضمن هذه الصيغ الأكثر فائدة. فهي تفترض أن الواقعة قد حدثت وأن المتهم ارتكبها، ولكن العقوبة الجنائية غير قابلة للتطبيق بسبب خطورة الخطأ. هذا يترك الباب مفتوحًا لإجراءات التعويض في الدعاوى المدنية أو الإدارية ويجعل موقف الطبيب أكثر ضعفًا في الإجراءات التأديبية.
يوضح الحكم رقم 10899/2025 الصادر عن محكمة النقض أن مصلحة الطعن للحصول على صيغة براءة أكثر فائدة هي حماية جوهرية. إنها ليست مجرد تقنية، بل تمنع عواقب وخيمة من حيث طلبات التعويض والعقوبات التأديبية. بالنسبة للطبيب، السمعة المهنية لا تقدر بثمن. البراءة الكاملة تغلق المسألة بشكل نهائي، وتحمي الصورة المهنية والمسيرة المهنية. يعتبر هذا القرار بمثابة حصن لحماية المهني، مما يضمن أن المسار القضائي يأخذ في الاعتبار جميع تداعيات قرار البراءة.