الاختلاس والمحاسبة العامة: تحليل الحكم رقم 10062/2025 الصادر عن محكمة النقض

ألغت محكمة النقض، الدائرة الجنائية السادسة، بموجب الحكم رقم 10062 المؤرخ في 13 مارس 2025، الإدانة الصادرة عن محكمة استئناف روما ضد المدير الإداري لشركة خدمات صحية وطنية (ASL) لأغراض مدنية فقط، وأعادت القضية إلى قاضي الموضوع للتحقق من صفته الفعلية كـ "منظم إنفاق". يوفر هذا القرار فرصة للتفكير في النطاق التطبيقي لجريمة الاختلاس (المادة 314 من القانون الجنائي) في إجراءات الإنفاق العام الحديثة، والتي أصبحت أكثر تعقيدًا وتتميز بتعاون عدة جهات.

الإطار التنظيمي وحقائق القضية

تعاقب المادة 314 من القانون الجنائي الموظف العام أو المكلف بخدمة عامة الذي يختلس أموالاً أو أشياء منقولة أخرى مملوكة للغير يمتلكها "بسبب منصبه". في القضية التي تم فحصها، قامت شركة خدمات صحية وطنية بتسوية فواتير شركات خاصة مقابل خدمات لم يتم تقديمها فعليًا؛ وتم دفع المبلغ بناءً على وثائق تحقيق غير موثوقة، ولكن تم تنفيذه فعليًا من قبل خزانة الهيئة.

يركز الحكم على نقطتين حاسمتين:

  • التصرف المشترك في الأموال العامة بين عدة موظفين؛
  • تعقيد الإجراء المحاسبي، الذي يتضمن تدخل مكاتب مختلفة (تحقيق، تنظيم، تسوية، خزينة).

المبدأ الذي أقرته محكمة النقض

يمكن اعتبار جريمة الاختلاس قائمة ضد الموظفين العموميين الذين، في إطار إجراءات محاسبة معقدة تتطلب تعاون عدة جهات لاعتماد القرار النهائي، يمتلكون، حتى بشكل مشترك، الأموال العامة، حتى لو لم يشارك أولئك الذين لم يجروا التحقيق في الجريمة لكونهم قد تم خداعهم بشأن استحقاق المدفوعات.

تعليق: تؤكد المحكمة أن عتبة العقاب لا تقاس بامتلاك الأموال بشكل حصري، بل بالتوفر المادي أو القانوني البسيط للمال العام. بعبارة أخرى، يكفي أن يتمكن الموظف من التأثير على مصير الأموال - حتى لو شارك هذا الحق مع آخرين - لتشكيل جريمة اختلاس إذا قام بتحويلها عن الغرض المؤسسي. أما من يقتصر دوره على تنفيذ أمر يستند إلى افتراضات خاطئة، طالما أنه تم خداعه دون خطأ، يبقى معفيًا من المسؤولية الجنائية (المادة 48 من القانون الجنائي)، على الرغم من إمكانية فرض التعويض في الدعوى المدنية.

الآثار العملية للمؤسسات والموظفين

يقدم القرار رؤى تشغيلية قيمة للإدارات والعاملين في مجال القانون:

  • رسم خرائط السلطات: يجب تحديد "منظم الإنفاق" بدقة ومن يمتلك، حتى لو بشكل محتمل، الأموال العامة.
  • إمكانية تتبع القرارات: يجب أن تسمح وثائق التحقيق بإعادة بناء العملية برمتها، لتجنب تورط الموظفين غير المعنيين بسبب الأخطاء أو التزوير.
  • التدريب والامتثال: تصبح برامج منع الجرائم ضد الإدارة العامة (نماذج 231) ضرورية لتقليل المخاطر الجنائية والمدنية.
  • المسؤولية المدنية المستقلة: يلغي الإلغاء "للأغراض المدنية فقط" التذكير بأن الضرر المالي يمكن أن يستمر حتى في غياب إدانة جنائية نهائية.

الخاتمة

تؤكد محكمة النقض، بالرجوع إلى أحكام سابقة متوافقة (الأحكام رقم 39039/2013 و 30637/2020)، أن الاختلاس يقوم على عنصرين: توفر المال وقصد الاختلاس. في الهياكل العامة المعقدة، غالبًا ما يكون الخط الفاصل بين من يقرر ومن يحقق ومن يدفع غير واضح: هذا يوسع نطاق المسؤولين المحتملين ولكنه يسمح في الوقت نفسه باستبعاد من يتصرف بحسن نية، حتى لو كان جزءًا من آلية الدفع. بالنسبة للمؤسسات العامة، الدرس واضح: تعزيز الضوابط الداخلية ليس مجرد إدارة جيدة، بل هو أول حماية ضد المسؤولية الجنائية والضرر المالي.

مكتب المحاماة بيانوتشي