من خلال القرار الصادر في 8 أبريل 2025 (مودع)، قدمت الدائرة الجنائية الثانية لمحكمة النقض نقطة ثابتة في مسألة قدرة المتهم على المثول أمام المحكمة، موضحة أن معايير التقييم للقاضي تظل كما هي في كل من الإجراءات ذات المعالجة الشفوية وتلك المعروفة بـ "الكتابية". فيما يلي نحلل الحكم، ومنطق المحكمة، والتداعيات العملية المحتملة للدفاع الفني.
فيما يتعلق بقدرة المتهم على المثول أمام المحكمة، فإن تقييم القاضي لا يتخذ شكلاً مختلفاً حسب الإجراءات المتبعة، سواء كانت تتضمن معالجة شفوية أو كتابية، حيث أن المشاركة الواعية في العملية تعني القدرة على الرد بشكل مناسب وواعٍ على الاتهامات وإعداد دفاع ذاتي، بمعنى القدرة على ممارسة مجموعة من الأنشطة الدفاعية المعترف بها. (في المذكرة التفسيرية، أضافت المحكمة أنه في الإجراءات الكتابية، يمكن للمتهم تقديم مذكرات دفاع، قابلة، بوضوح، للتأثير على تكوين قناعة القاضي).
تؤكد المحكمة، بالإشارة إلى المادة 70 من قانون الإجراءات الجنائية والفقه الدستوري بشأن الحق في الدفاع، بوضوح أن صلاحية المتهم لـ "المشاركة بوعي" في العملية يجب التحقق منها بنفس المعايير، بغض النظر عما إذا كانت الجلسة تعقد في قاعة المحكمة أو بناءً على المستندات. الهدف هو ضمان أن يتمكن المتهم من فهم الاتهامات، والتواصل مع محاميه، والتأثير على قناعة القاضي.
شهدت الإجراءات "المستندية" تطوراً قوياً مع الإصلاحات الأخيرة التي تهدف إلى تخفيف العبء القضائي. ومع ذلك، كما تذكر محكمة النقض، فإن الطبيعة الكتابية لا تعفي القاضي من تقييم القدرة الإجرائية للمتهم. هذا تقييم:
كما شدد المجلس على أنه في الإجراءات الكتابية، لا يزال المتهم مخولاً بإيداع مذكرات وطلبات إثبات وملاحظات جلسات، وهي أدوات يجب على القاضي، بموجب القانون، فحصها في غرفة المشورة. وبالتالي، يمكن الحفاظ على فعالية التناقض، شريطة أن يكون المتهم في وضع يسمح له بالفهم واتخاذ القرار.
بالنسبة للمدافع، فإن الحكم يفرض عدم خفض مستوى الانتباه في الإجراءات الكتابية، حيث تظل القدرة الإجرائية شرطاً مسبقاً. في حالة الشك، من المناسب:
أما بالنسبة للقاضي، فإن الالتزام بتبرير قراره بشأن القدرة لا يمكن أن يقتصر على صيغ نمطية، بل يجب أن يعكس الأسباب التي تدعم صلاحية المتهم للدفاع عن نفسه.
تؤكد محكمة النقض، من خلال قرارها رقم 13788/2025، أن الحق في الدفاع "لا يغير ملابسه" حسب الإجراءات. القدرة على المثول أمام المحكمة هي شرط لا غنى عنه يتخلل كل مرحلة من مراحل الإجراءات، سواء كانت شفوية أو مكتوبة. بالنسبة للمحامين والقضاة، فإن الدرس مزدوج: حماية ضمانات المشاركة الفعلية للمتهم بصرامة وتقدير أدوات الدفاع حتى في الإجراءات الكتابية. فقط بهذه الطريقة يمكن اعتبار الإجراءات الجنائية عادلة حقاً ومتوافقة مع المعايير الدستورية والأوروبية.