التنازل عن التقادم والدفاع الجنائي: مبدأ الشخصية في الحكم رقم 14558/2025

تعود محكمة النقض، الدائرة الخامسة، في الحكم رقم 14558 الصادر بتاريخ 14 أبريل 2025، لتتحدث عن موضوع ذي تأثير عملي كبير: إمكانية تنازل المحامي عن التقادم دون تفويض محدد من المتهم. كانت القضية تتعلق بـ ج. س.، حيث قام محاميه المعين بالنيابة بتقديم تنازل دون توكيل خاص. ألغت المحكمة العليا دون إحالة قرار محكمة استئناف كاتانزارو، مؤكدة الطبيعة الشخصية الصارمة لهذا الإجراء.

الواقعة الإجرائية

اعتبر قاضي الموضوع أن التنازل المكتوب عن التقادم المقدم من المحامي المعين بالنيابة صحيح، واستمر في الإجراءات القضائية على الرغم من انقضاء مدة التقادم المنصوص عليها في المادة 157 من القانون الجنائي. في مرحلة النقض، دفع الدفاع ببطلان الإجراء، مشيراً إلى عدم وجود توكيل خاص وغياب دليل على إخطار المتهم بمرسوم الدعوى.

المبدأ الذي أكدته محكمة النقض

التنازل عن التقادم هو حق شخصي للغاية مخصص للمتهم، وبالتالي لا يندرج ضمن الإجراءات القضائية التي يمكن للمحامي القيام بها. (حالة قامت فيها المحكمة بانتقاد قرار قاضي الموضوع الذي اعتبر التنازل المكتوب عن التقادم صحيحاً، والموثق من قبل المحامي المعين بالنيابة الذي يفتقر إلى توكيل خاص وتم تقديمه في غياب المتهم، الذي لم يكن هناك دليل على إخطاره بمرسوم الدعوى القضائية).

تعليق: تؤكد المحكمة توجهًا ثابتًا (انظر الوحدة الخامسة 18953/2016 والنقض 21666/2013) مفاده أن التنازل عن التقادم، كتعبير عن الحق في الدفاع المكفول دستوريًا، يؤثر بشكل مباشر على حرية المتهم الشخصية. وبالتالي، فإن المتهم وحده، أو محامٍ مزود بتوكيل خاص بموجب المادة 99 من قانون الإجراءات الجنائية، يمكنه القيام بهذا الإجراء بشكل صحيح.

الآثار العملية للدفاع

يقدم القرار رؤى تشغيلية للمحامين.

  • ضرورة وجود توكيل خاص: بدون تفويض مخصص، يكون أي تنازل باطلاً.
  • أهمية الإخطارات: يجب وضع المتهم في وضع يسمح له بالاختيار بوعي ما إذا كان سيتنازل أم لا.
  • الاستراتيجية الإجرائية: يظل التقادم سببًا لانقضاء الجريمة الذي يحمي مصلحة المتهم؛ والتنازل عنه لا يكون مناسبًا إلا في حالات مدروسة جيدًا (على سبيل المثال، للحصول على تبرئة كاملة).

توضح محكمة النقض أيضًا أنه لا يمكن "تصحيح" التنازل لاحقًا: فالإجراء الباطل ينتج آثاره فورًا، مما يجعل استمرار الإجراءات غير قانوني.

الجوانب التنظيمية والفقهية

تنص المادة 157 من القانون الجنائي على إمكانية التنازل عن التقادم، لكنها لا تنظم طرق التنفيذ: الفقه هو الذي يوضح أن هذا حق شخصي للغاية. تحدد المادة 99 من قانون الإجراءات الجنائية سلطة تمثيل المحامي، وتتطلب توكيلًا خاصًا للإجراءات التي تؤثر بشكل مباشر على الحقوق الأساسية للمتهم. وقد أعربت المحكمة الدستورية أيضًا عن رأيها في هذا الشأن، مؤكدة الحاجة إلى ضمان الإرادة الفعلية للمتهم (انظر الحكم رقم 237/1997).

الخاتمة

يؤكد الحكم رقم 14558/2025 أن التنازل عن التقادم ليس إجراءً تقنيًا بحتًا، بل هو اختيار جوهري يخص المتهم وحده. لذلك، يجب على المحامين الحصول على توكيل خاص واضح ودقيق في كل مرة يعتزمون فيها التنازل عن سبب الانقضاء هذا. وفي غياب ذلك، فإن أي استمرار للإجراءات بعد المواعيد القانونية ينتهك الحق في الدفاع ويبرر إلغاء القرارات اللاحقة.

مكتب المحاماة بيانوتشي