عدم قبول الاستئناف الجنائي: ما تعلمناه من محكمة النقض رقم 15897/2025

يعود القرار الصادر عن الدائرة الجنائية الخامسة، والمودع بتاريخ 24 أبريل 2025، إلى موضوع حاسم في الإجراءات الجنائية: الحدود التي يمكن للقاضي الاستئنافي بموجبها إعلان عدم قبول الطعن. نحلل الأسباب والآثار العملية للدفاع، في ضوء المادة 591 من قانون الإجراءات الجنائية والتوجهات السابقة للدوائر الموحدة.

جوهر القرار

يمكن لقاضي الاستئناف إعلان عدم قبول الطعن فقط عندما تفتقر الأسباب إلى التحديد "الداخلي"، أي أنها تقتصر على الشكوى بشكل عام من عدم تقييم فرضية بديلة لتلك التي تم اتباعها في القرار المطعون فيه، أو التحديد "الخارجي"، أي أنها غير مرتبطة بالأسباب الواردة في الحكم المطعون فيه، ولكن ليس عندما تعتبر الأسباب غير كافية، حتى لو كانت واضحة، لدحض الحجج الداعمة.

بهذه الكلمات، تؤكد المحكمة العليا مبدأً سبق أن أقرته الدوائر الموحدة (الحكم رقم 8825/2017) وأعيد تأكيده في العديد من السوابق القضائية المتوافقة. لا يكمن التركيز في (عدم) صحة الأسباب، بل في قدرتها على تحديد أجزاء الحكم المطعون فيه بدقة والإشارة إلى المكان الذي ارتكب فيه قاضي الدرجة الأولى خطأً، وفقًا للمستأنف.

التحديد الداخلي والخارجي: فروق تشغيلية

يميز الحكم بين فئتين رئيسيتين من العمومية:

  • داخلي: يقتصر مستند الاستئناف على الإعلان، بشكل قاطع، عن تفضيل إعادة بناء مختلفة للحقائق أو تقييم مختلف للأدلة، دون التفاعل مع المنطق القانوني للقاضي.
  • خارجي: الأسباب، على الرغم من تفصيلها، لا "تتفاعل" مع الحجج الداعمة المطعون فيها. أي أن هناك غيابًا للرابط السببي بين الانتقادات والحجج الواردة في حكم الدرجة الأولى.

في كلتا الحالتين، يكون الاستئناف غير مقبول؛ على العكس من ذلك، عندما يحدد المستند خطأً بدقة، لا يمكن للقاضي التوقف عند عدم قوة الإقناع للانتقادات، بل يجب عليه الدخول في جوهر الموضوع ورفضها أو قبولها.

الإطار التنظيمي والقضائي

تنظم المادة 591، الفقرة 1، الحرف ج)، من قانون الإجراءات الجنائية عدم القبول بسبب الافتقار إلى أسباب محددة. توضح محكمة النقض، في الحكم قيد التعليق، أن:

  • تظل المادة 606 من قانون الإجراءات الجنائية محور الرقابة القانونية، ولكنها لا تسمح بـ "استباق" تقييم عدم الصحة في مرحلة القبول؛
  • يجب تقييم العمومية فيما يتعلق بالحكم المطعون فيه؛ لذلك لا يكفي تكرار لائحة الاتهام أو مذكرة الدفاع في الدرجة الأولى في الاستئناف؛
  • لا يكفي ملاحظة عدم الصحة الواضح: يجب التحقق مما إذا كان هناك على الأقل "ربط" منطقي بالحجج الداعمة.

يتوافق هذا المنطق مع التوجه الراسخ (محكمة النقض رقم 36533/2021 ورقم 11942/2020)، والذي يهدف إلى تجنب أن يصبح عدم القبول أداة تصفية خفية، مما يضر بالحق في الدفاع الذي تضمنه المادة 6 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

الآثار العملية للدفاع

لتجنب خطر عدم القبول، من المستحسن:

  • تحديد أجزاء الحجج الداعمة المعترضة بشكل تحليلي، مع ذكر رقم الصفحة أو الفقرة؛
  • الإعلان عن المنطق القانوني المختلف أو التقييم المختلف للأدلة، وشرح أهميته الحاسمة؛
  • ربط كل سبب بالمادة 606 من قانون الإجراءات الجنائية ذات الصلة (الحرف هـ، خطأ في الحجج، أو الحرف ب، انتهاك القانون).

بهذه الطريقة، يتجاوز مستند الاستئناف فحص القبول ويجبر قاضي الدرجة الثانية على فحص الموضوع.

الخاتمة

لا يقدم الحكم رقم 15897/2025 مبدأً جديدًا، ولكنه يعزز نطاق تطبيقه: لا يمكن استخدام فلتر عدم القبول للتهرب من فحص الأسباب المحددة، حتى لو كانت ضعيفة. هذا ضمان أساسي للحق في الدفاع، والذي يجب على المحامين معرفة كيفية تقديره من خلال صياغة طعون دقيقة و"متفاعلة" مع القرار المستأنف.

مكتب المحاماة بيانوتشي