اضطراب حرية المزايدات بين الترسية المؤقتة والنهائية: تحليل حكم المحكمة الجنائية العليا رقم 15772/2025

بقرارها المؤرخ 23 أبريل 2025، رقم 15772، تناولت محكمة النقض مجددًا جريمة اضطراب حرية المزايدات (المادة 353 من القانون الجنائي)، مؤكدة الإدانة ومرجعة القضية إلى محكمة الاستئناف في كاتانزارو لإعادة تحديد العقوبة. يكمن جوهر القرار في التأكيد على أن السلوك غير القانوني يمكن أن يقع في الفترة الزمنية بين الترسية المؤقتة والترسية النهائية، وهي اللحظة التي تكتمل فيها إجراءات المناقصة العامة.

السياق التنظيمي: المادة 353 من القانون الجنائي وقانون العقود العامة

تعاقب المادة 353 من القانون الجنائي كل من يزعزع حرية المزايدات أو يغير مسارها الصحيح بالعنف أو التهديد أو الهدايا أو الوعود أو وسائل احتيالية أخرى. تهدف هذه المادة إلى حماية مبدأ المنافسة ومصلحة الإدارة العامة في الحصول على أفضل عرض ممكن. لم يؤثر دخول المرسوم التشريعي 36/2023 (قانون العقود العامة الجديد) على النطاق الجنائي، ولكنه يجعل التنسيق بين التنظيم الإداري والالتزامات الجنائية أكثر أهمية.

منطق الحكم

فيما يتعلق باضطراب حرية المزايدات، يمكن ارتكاب الأفعال التي تشكل جريمة أيضًا في الفترة الفاصلة بين الترسية المؤقتة والترسية النهائية، نظرًا لأن الأولى لها قيمة إجرائية بحتة، بينما لا تنتهي إجراءات اختيار المتعاقد إلا مع الثانية.

تؤكد المحكمة العليا، بالإشارة إلى أحكام سابقة متوافقة (Cass. 34746/2018؛ 57251/2017)، أن الترسية المؤقتة لا تمثل نهاية الإجراء بل هي مجرد مرحلة منه. لذلك، فإن أي سلوك مناسب للتأثير على القرار النهائي للإدارة يكون ذا صلة جنائية. يمنع هذا المبدأ الممارسات المراوغة القائمة على فكرة أن "اللعبة قد انتهت" بمجرد تحديد أفضل مقدم عرض.

العناصر المكونة للجريمة والمراحل الإجرائية

  • الفاعل: أي فرد خاص، ولا يلزم أن يكون موظفًا عامًا.
  • السلوك: العنف أو التهديد أو الهدايا أو الوعود أو الوسائل الاحتيالية الأخرى التي من شأنها تعطيل المناقصة.
  • النتيجة: تغيير حرية الاختيار أو نتيجة المزايدة.
  • القصد الجنائي: القصد العام، أي الرغبة في التأثير على الإجراء.
  • وقت ارتكاب الجريمة: من نشر الإعلان حتى الترسية النهائية، بما في ذلك المرحلة المؤقتة الوسطى.

يؤكد الحكم أن "النافذة الحرجة" بين الترسيتين تظل أرضًا خصبة للضغوط والاتفاقات التواطؤية والانسحابات الآلية: سلوكيات تقوض المساواة في المعاملة واقتصادية العمل الإداري.

الآثار العملية للمشغلين الاقتصاديين والمدافعين

بالنسبة للشركات، يوسع القرار نطاق المخاطر الجنائية: يمكن لاستراتيجيات الضغط أو الاتصالات "الإقناعية" بعد الترسية المؤقتة أن تشكل جريمة. بالنسبة للإدارة العامة، يصبح من الضروري المراقبة حتى توقيع العقد، واعتماد بنود النزاهة وأنظمة الإبلاغ عن المخالفات. أما بالنسبة للمدافعين، فيجب تقييم خط الدفاع بعناية: إذا كان السلوك يقع في هذه المرحلة الوسطى، فإن حجة "انتهاء المناقصة" لم تعد صالحة.

الخاتمة

يعزز حكم المحكمة العليا رقم 15772/2025 الحماية الجنائية للمشتريات العامة، موسعًا نطاق المادة 353 من القانون الجنائي ليشمل كامل مسار الترسية. الرسالة واضحة: يجب حماية المنافسة حتى الاختيار النهائي للمتعاقد. يجب على المشغلين الاقتصاديين والجهات المتعاقدة مراجعة الإجراءات الداخلية والمدونات الأخلاقية لمنع السلوكيات التي، حتى لو ارتكبت "في اللحظة الأخيرة"، يمكن أن تؤدي إلى مسؤوليات جنائية وخيمة.

مكتب المحاماة بيانوتشي