في المشهد المعقد للقانون الجنائي الإيطالي، يحتل قاضي التنفيذ دورًا حاسمًا، حيث يعمل كضامن لتطبيق العقوبة بمجرد أن يصبح الحكم نهائيًا. أحد الجوانب الحساسة بشكل خاص لنشاطه يتعلق بالاعتراف برابط الاستمرارية بين الجرائم، وهو نظام، إذا تم تطبيقه بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى معاملة عقابية أخف للمتهم. في هذا الموضوع، قدمت محكمة النقض، من خلال الحكم الأخير رقم 19390 الصادر في 15 مايو 2025، توضيحات مهمة، تحدد بدقة حدود اختصاص قاضي التنفيذ.
ينظم مفهوم الجريمة المستمرة المادة 81 من قانون العقوبات، التي تنص على أن انتهاكات متعددة لنفس الأحكام القانونية أو لأحكام مختلفة، ارتكبت في تنفيذ نفس التصميم الإجرامي، يجب اعتبارها جريمة واحدة لأغراض العقوبة. يهدف هذا "الافتراض القانوني" إلى تجنب التراكم المادي للعقوبات الذي سيكون مؤلمًا بشكل مفرط، مع الاعتراف بنوع من الوحدة الذاتية بين السلوكيات غير القانونية المختلفة. يتطلب تطبيق هذا النظام تقييمًا دقيقًا من قبل القاضي، الذي يجب عليه التحقق من وجود "نفس التصميم الإجرامي"، وهو عنصر أساسي لتكوينه. يمكن الاعتراف بالاستمرارية سواء في مرحلة الإدراك، أثناء المحاكمة، أو لاحقًا، في مرحلة التنفيذ، عندما تصبح الأحكام نهائية بالفعل.
يتولى قاضي التنفيذ، الذي تنظمه بشكل أساسي المادة 671 من قانون الإجراءات الجنائية، مهمة حل القضايا التي تنشأ بعد أن يصبح الحكم نهائيًا. من بين هذه القضايا، هناك إمكانية الاعتراف بالاستمرارية "في مرحلة التنفيذ"، أي بعد أن تصبح الإدانات الفردية نهائية. هنا تتدخل محكمة النقض في الحكم رقم 19390/2025 بحزم، وتضع مبدأ ذا أهمية أساسية:
يجب أن يستند الاعتراف برابط الاستمرارية من قبل قاضي التنفيذ إلى تقييم العناصر التي تم التحقق منها فقط في الأحكام النهائية، وبالتالي لا يمكن إعطاء أي وزن لمحتوى ودوافع القرارات الاحترازية التي صدرت لاحقًا.
هذه القاعدة تجسد مبدأ أساسيًا في نظامنا: اليقين القانوني وقيمة الحكم النهائي. في الواقع، لا يمكن لقاضي التنفيذ ولا يجب عليه إدخال عناصر تقييم جديدة لم يتم التحقق منها بالفعل بشكل نهائي في الأحكام النهائية. القرارات الاحترازية، بحكم طبيعتها، هي تدابير مؤقتة، تخدم العملية الرئيسية وتهدف إلى فقدان فعاليتها مع انتهاء العملية أو استقرارها. ليس لديها نفس قوة التحقق والاستقرار مثل الأحكام النهائية. لذلك، فإن دوافعها، مهما كانت مفصلة، لا يمكن أن تكمل أو تعدل الإطار الإثباتي الذي يجب على قاضي التنفيذ أن يبني قراره بشأنه فيما يتعلق بالاستمرارية. يضمن هذا النهج أن يتم تقييم "نفس التصميم الإجرامي" فقط على أساس الحقائق والظروف التي تم التحقق منها بشكل نهائي، مما يمنع العناصر المؤقتة وغير الراسخة من التأثير على قرار مهم جدًا لتحديد العقوبة الإجمالية.
للقرار الصادر عن المحكمة العليا آثار عملية مختلفة:
يمثل الحكم رقم 19390/2025 الصادر عن محكمة النقض نقطة ثابتة مهمة في القانون الجنائي الإيطالي. من خلال التأكيد على أن الاعتراف بالاستمرارية "في مرحلة التنفيذ" يجب أن يستند فقط إلى العناصر التي تم التحقق منها في الأحكام النهائية، وليس على القرارات الاحترازية اللاحقة، تعزز المحكمة العليا مبادئ اليقين القانوني وعدم المساس بالحكم النهائي. يقدم هذا الحكم وضوحًا للعاملين في مجال القانون ويضمن تطبيقًا متسقًا وموحدًا للمادة 81 من قانون العقوبات، مما يساهم في نظام قضائي أكثر قابلية للتنبؤ وعدالة.