يمثل الحكم الأخير رقم 2772 بتاريخ 17 أكتوبر 2024 نقطة مرجعية هامة في موضوع تعليل الأحكام الجنائية، مع التركيز بشكل خاص على استخدام التنصت الهاتفي. هذه القرار، الصادر عن محكمة النقض، يدعو إلى التفكير في أهمية التعليل الواضح والمنظم جيدًا، وهو أمر ضروري لضمان الحق في الدفاع، وبشكل أعم، صحة الإجراءات الجنائية.
وفقًا لمحكمة النقض، من الضروري ألا يقتصر تعليل الحكم على مجرد نسخ التسجيلات الهاتفية. في الواقع، يؤكد الحكم أن النسخ وحده، الخالي من التقييمات النقدية، لا يكفي لإثبات صحة فرضية اتهامية معينة. يجب أن يقدم التعليل الأسباب التي تجعل محتوى التسجيلات يعتبر ذا صلة.
مجرد نسخ التسجيلات الهاتفية - كفاية التعليل - الشروط. فيما يتعلق بتعليل الحكم، فإن مجرد نسخ التسجيلات الهاتفية، غير مدعوم بتقييمات نقدية وبيان الأسباب التي تجعل محتوى المحادثات يُقدر كدليل على صحة فرضية اتهامية معينة، يمكن اعتباره حجة كافية فقط في حالة أن وضوح التسجيلات وخطية الواقعة تجعل الدليل واضحًا بذاته.
يبرز المبدأ أعلاه أهمية وضوح وخطية الأدلة. إذا كانت التسجيلات واضحة بما يكفي لجعل معناها واضحًا، فقد يكون التعليل المبسط كافيًا. ومع ذلك، في حالة عدم وضوح التسجيلات على الفور، يجب على القاضي تقديم تحليل نقدي ومفصل.
تؤكد المحكمة الدستورية، بالإشارة إلى المادة 111 من الدستور وقانون الإجراءات الجنائية الجديد، كيف أن الحق في التعليل الكافي هو ركيزة من ركائز المحاكمة العادلة. يندرج الحكم رقم 2772/2024 في سياق قضائي راسخ، حيث تم تسليط الضوء على نفس المشكلات في أحكام سابقة، مثل الحكم رقم 15733 لسنة 2003 والحكم رقم 1269 لسنة 2013.
في الختام، يؤكد الحكم رقم 2772 لسنة 2024 مبدأ أساسيًا للقانون الجنائي: يجب أن يكون التعليل ليس شكليًا فحسب، بل جوهريًا أيضًا. من الضروري أن يقوم القضاة بتقييم محتوى التسجيلات الهاتفية بعناية وتقديم تعليل يسمح للأطراف بفهم أسباب القرارات المتخذة. هذا النهج لا يحمي حقوق المتهمين فحسب، بل يعزز أيضًا الثقة في النظام القضائي.