يمثل الحكم رقم 757 الصادر في 29 أكتوبر 2024، عن محكمة النقض، حجر زاوية هام في المشهد القانوني الإيطالي، حيث يتعمق في موضوع الحكم التقدمي وإمكانية إعادة التصنيف القانوني في مرحلة الحكم الاستئنافي. في هذا المقال، سنحلل النقاط البارزة للقرار وتداعياته على القانون الجنائي.
تناولت محكمة النقض، برئاسة الدكتورة جيوفانا فيرغا ومقرر الدكتور لويجي أغوستيناكييو، قضية تم فيها في البداية تصنيف المتهمة، إي. بي.، بجريمة "التحريض غير المشروع على إعطاء أو وعد بمنافع". ومع ذلك، أعاد القرار الملغى تصنيف الوقائع إلى "الاتجار غير المشروع بالنفوذ". كانت المسألة المركزية تتعلق بما إذا كان من الممكن، في حكم الإحالة، تقديم تصنيف قانوني مختلف وأكثر خطورة دون أن يكون المدعي العام قد طعن في نقطة محددة.
الحكم التقدمي - حكم النقض الذي يتبع حكم الإحالة - تصنيف قانوني مختلف في فرضية أكثر خطورة - إمكانية - شروط - فرضية. يسمح التكوين التدريجي للحكم الناتج عن الإلغاء مع الإحالة بإعطاء الواقعة، في الحكم الاستئنافي، تصنيفًا قانونيًا مختلفًا وأكثر خطورة حتى في غياب الطعن في هذه النقطة من قبل المدعي العام، في حال كانت المسألة المتعلقة بإعادة التصنيف تشكل نقطة من القرار موضوع الإلغاء أو كانت قد ألغيت بسبب علاقة اتصال جوهرية، نظرًا لأنه لا يمكن اعتبار المسألة "المذكورة" بندًا من بنود الحكم، لافتقارها إلى الاكتمال الذي يجعل البند قابلاً للنهائية. (فرضية اعتبرت فيها المحكمة أن القرار، المتخذ في مرحلة الإحالة، والذي أسند إلى الواقعة التصنيف القانوني الأصلي "للتحريض غير المشروع على إعطاء أو وعد بمنافع"، على الرغم من أن القرار الملغى أعاد تصنيفها من حيث "الاتجار غير المشروع بالنفوذ" ولم يكن هناك طعن في هذه النقطة من قبل المدعي العام، خالٍ من العيوب).
أكدت المحكمة بهذا القرار أن حكم الإحالة يسمح بإعادة النظر في التصنيفات القانونية للوقائع، حتى في غياب الطعن من قبل المدعي العام، شريطة أن تكون المسألة مرتبطة جوهريًا بالقرار الملغى. هذا الجانب ذو أهمية خاصة، لأنه يسمح بنهج أكثر مرونة وديناميكية لتصنيف الجرائم، مما يمنع تفلت المسائل الأساسية من الحكم النهائي.
يمكن تلخيص التداعيات العملية لهذا الحكم على النحو التالي:
في الختام، يمثل الحكم رقم 757 لسنة 2024 خطوة هامة نحو عدالة أكثر إنصافًا وقابلية للتكيف. إنه يقدم أفكارًا للتفكير ليس فقط للمهنيين القانونيين، ولكن أيضًا للمواطنين، مؤكدًا على أهمية الارتباط بين القرارات القانونية وتطبيقها العملي. إن إمكانية إعادة التصنيف القانوني في مرحلة الإحالة، كما أبرزت المحكمة، تسلط الضوء على الحاجة إلى نهج أكثر تكاملاً وديناميكية في النظام القضائي الإيطالي.
