أثار حكم محكمة النقض رقم 3750 لسنة 2021 نقاشًا واسعًا بين العاملين في مجال القانون، حيث قدم توضيحات هامة حول التمييز بين جرائم الإغراء غير المشروع وتحريض على الفساد. لم يسلط القرار الضوء على أهمية الأدلة في الإجراءات الجنائية فحسب، بل أيضًا على الدقة التي يجب بها تفسير تصرفات الموظفين العموميين وتأثيرهم على الأفراد.
في القضية التي تم فحصها، اتُهم الموظف العام ل.ت. بمحاولة الإغراء غير المشروع ضد أ.ن.، صاحب شركة لجمع النفايات. كان ل.ت. قد طلب دفع مبلغ 2500 يورو لتسهيل تنفيذ عقد الخدمة، مستغلًا بذلك منصبه العام. أكدت محكمة استئناف نابولي الإدانة، لكن ل.ت. استأنف، مدعيًا أن تسجيل المحادثة بينهما غير قابل للاستخدام وأن أ.ن. تصرف كعميل استفزازي.
أوضحت المحكمة أن محاولة الإغراء غير المشروع يمكن أن تتحقق حتى لو لم يحصل الفرد على ميزة غير مشروعة، مؤكدة على أهمية حماية نزاهة الوظيفة العامة.
رفضت محكمة النقض استئناف ل.ت.، مؤكدة أن محكمة الاستئناف قد قيمت بشكل صحيح قبول الأدلة وموثوقية الشخص المعتدى عليه. على وجه الخصوص، تم التأكيد على أن المبادرة الإجرامية قد بدأت من ل.ت.، الذي حث أ.ن. بإلحاح وإصرار. كما استبعدت المحكمة أن يعتبر أ.ن. محرضًا على الجريمة، مؤكدة أن جريمة الإغراء غير المشروع ليست جريمة ثنائية، بل تتشكل بشكل مستقل.
في الختام، يمثل حكم محكمة النقض رقم 3750 لسنة 2021 خطوة هامة إلى الأمام في توضيح القواعد المتعلقة بالفساد وإساءة استخدام السلطة. كما أنه يمثل تحذيرًا للموظفين العموميين بشأن ضرورة الحفاظ على النزاهة والشفافية في تصرفاتهم.