يقدم الحكم الأخير لمحكمة النقض، رقم 6826 لسنة 2021، رؤى هامة فيما يتعلق بالمسؤولية المدنية والصياغة الصحيحة للاستئنافات. في القضية المعروضة، طالب راكب دراجة نارية، N.A.، بتعويض عن الأضرار الناجمة عن حادث مروري، مدعياً أن السقوط كان بسبب مادة زيتية موجودة على الطريق. ومع ذلك، اعتبرت المحكمة الاستئناف غير مقبول لعدة أسباب، مؤكدة على أهمية الالتزام الصارم بالقواعد الإجرائية.
اشتكى المستأنف من مخالفات تتعلق بالمادة 2700 من القانون المدني والمادة 132 من قانون الإجراءات المدنية، لكن المحكمة أكدت أن الاستئناف لم يستوفِ المتطلبات المنصوص عليها في المادة 366 من قانون الإجراءات المدنية، الفقرة 1، البند 6. على وجه الخصوص، أشار المستأنف إلى وثائق من حكم الدرجة الأولى دون تقديم إرشادات دقيقة، واقتصر على إشارات عامة. وقد جعل هذا من المستحيل على محكمة النقض إجراء فحص مناسب.
يكفي أن يكون أحد أسباب القرار التي يستند إليها الحكم المطعون فيه لم يتم الطعن فيه بشكل كافٍ، حتى يتم رفض الاستئناف برمته.
يتعلق جانب مركزي من الحكم بمسؤولية الإدارة العامة في حالة الحوادث المرورية. أكدت المحكمة أن الإدارة العامة يمكن أن تُعفى من المسؤولية بموجب المادة 2051 من القانون المدني إذا أثبتت أن الحدث الضار كان ناجماً عن عوامل خارجية وغير معروفة. في الحالة المحددة، اعتبرت المحكمة أن تسرب المادة اللزجة قد حدث قبل الحادث بوقت قصير، مما استبعد أي إمكانية للتدخل من قبل روما كابيتالي.
يمثل الحكم رقم 6826 لسنة 2021 قراراً هاماً بشأن موضوع المسؤولية المدنية ومتطلبات قبول الاستئنافات. ويؤكد على أهمية الصياغة الصحيحة لأسباب الاستئناف وضرورة إثبات المسؤوليات بوضوح ودقة للأطراف المعنية. تستمر السوابق القضائية في التأكيد على أن عبء الإثبات يقع على من يطلب التعويض، ويمكن أن تؤثر النواقص الوثائقية على حتى القضايا الأكثر جدارة بالاهتمام.