أبرز الحكم رقم 49790 الصادر في 14 سبتمبر 2023 عن محكمة النقض جوانب مهمة تتعلق بالمشاركة الخارجية في جمعيات المافيا. يندرج هذا القرار في سياق قانوني معقد، حيث يحلل المسؤولية الجنائية للأفراد غير المنتسبين مباشرة إلى جمعية مافيا، ولكنهم يقدمون دعمًا جوهريًا لعملياتها. نظرت المحكمة في قضية إ. إ.، المتهم بتسهيل لقاءات بين أعضاء العصابة وشخصيات سياسية، دون تقديم مساهمة مباشرة في النشاط الإجرامي.
كانت محكمة الاستئناف في ليتشي قد أدانت إ. إ. بالمشاركة الخارجية في جمعية مافيا، مجادلة بأن سلوكه ساهم في الحفاظ على الجمعية. ومع ذلك، شكك حكم محكمة النقض في هذا التفسير، مؤكدًا على ضرورة إثبات مساهمة فعلية وهامة لبقاء مجموعة المافيا. أشارت المحكمة إلى السوابق القضائية القائمة، موضحة أن المشاركة الخارجية تتطلب تدخلاً ليس عرضيًا فحسب، بل له تأثير حقيقي على وظائف الجمعية.
يجب إثبات مساهمة المشارك الخارجي ولا يمكن أن تقتصر على مجرد مظاهر الرضا تجاه منظمة المافيا.
يمثل هذا الحكم تأملاً هامًا في التمييز بين المشاركة النشطة والمشاركة الخارجية، مسلطًا الضوء على أهمية إثبات مساهمة ملموسة وواعية لمعاقبة الشخص. أكدت محكمة النقض مجددًا أن مجرد دعم سياسي، دون فائدة واضحة ومباشرة لمنظمة المافيا، لا يكفي لتشكيل جريمة المشاركة الخارجية.
يقدم الحكم رقم 49790/2023 أفكارًا جديدة للتفكير في ديناميكيات جمعيات المافيا، ويوضح متطلبات تشكيل جريمة المشاركة الخارجية. يجب على العاملين في مجال القانون إيلاء اهتمام خاص لهذه المبادئ، لضمان تحقيق عدالة لا تسعى فقط إلى مظهر التعاون، بل تتطلب مساهمة حقيقية وملموسة في الأنشطة غير القانونية.