يمثل الحكم رقم 19241 الصادر في 12 يوليو 2024 عن محكمة النقض، تأملًا هامًا في سلطات القاضي في تقييم الأدلة. على وجه الخصوص، قضت المحكمة بأن القاضي يمكنه الاستعانة بمستند قدمه طرف، حتى لو أعلن هذا الطرف لاحقًا أنه لم يعد يرغب في الاستفادة منه. لهذا المبدأ آثار هامة على قانون الإثبات، تستحق تحليلًا دقيقًا.
تناولت المحكمة مسألة توافر الأدلة، وقضت بما يلي:
تتماشى هذه المبادئ مع المادتين 112 و 115 من قانون الإجراءات المدنية، اللتين تنصان على واجب القاضي في الحكم بناءً على جميع الأدلة المتاحة. ومن المثير للاهتمام ملاحظة كيف تؤكد المحكمة مجددًا أن استخدام مستند، حتى لو تنازل عنه الطرف، لا يفسد شرعية القرار، لأن عيب تجاوز الطلبات يتعلق فقط بالنطاق الموضوعي للحكم.
توافر الأدلة - مستند قدمه طرف - تقييم بما يضر بالطرف - سلطة القاضي - وجود - عيب تجاوز الطلبات - استبعاد - تنازل الطرف عن المستند - عدم الأهمية. يمكن للقاضي، لأغراض الحكم، تقييم مستند بما يضر بالطرف الذي قدمه على الرغم من أن الطرف نفسه أعلن أنه لم يعد يرغب في الاستفادة منه. في الواقع، فإن استخدام هذا المستند لا يؤدي فقط إلى عدم وجود عيب في تجاوز الطلبات، والذي يتعلق فقط بالنطاق الموضوعي للحكم وليس بالأسباب القانونية والواقعية التي تم اتخاذها لدعم القرار، ولكنه يستجيب أيضًا لمبدأ أن القاضي حر في استخدام جميع المواد الإثباتية التي تم الحصول عليها بشكل صحيح في الملفات ويمكنه بالتالي استخلاص أدلة ضد طرف من النتائج الإثباتية التي تم الحصول عليها بمبادرة منه، حتى لو أعلن الطرف نفسه أنه لم يعد يرغب في الاستفادة من هذه النتائج.
يبرز هذا الملخص جانبًا حاسمًا من القانون الإجرائي: القاضي غير ملزم بخيارات الأطراف فيما يتعلق باستخدام الأدلة. هذه الحرية في التقييم ضرورية لضمان محاكمة عادلة، لأنها تسمح للقاضي بالوصول إلى قرار يستند إلى تحليل كامل وغير متحيز للأدلة المتاحة.
في الختام، يقدم الحكم رقم 19241 الصادر في 12 يوليو 2024 مفتاح قراءة هام لسلطة القاضي في إدارة الأدلة. فهو لا يوضح فقط حدود وإمكانيات استخدام المستندات، بل يؤكد مجددًا على مبدأ أن القاضي يجب أن يكون قادرًا على تقييم كل عنصر إثبات لضمان العدالة. يجب على المحامين والمواطنين الانتباه إلى هذه التوجيهات، لأنها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الاستراتيجيات القانونية والتوقعات في السياق الإجرائي.